إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

كرسي المسؤول .. وكرسي الحلاق!


عمان جو – شادي سمحان

قيل إن مسؤولاً تم تعيينه في منصبه الجديد، فانهالت عليه التهاني، وأصبح لا يعرف كيف يمشي في مكتبه من زحمة باقات الورود.

كان المسؤول مسروراً كثيراً بهذه الورود والتهاني حتى لم يعد لديه مكان جديد لباقة ورد جديدة.

هذا المسؤول لم يكن على علاقة طيبة بصاحب المنصب السابق الذي صار مكانه، فما كان منه إلا أن قرر إنفاق مبلغ كبير من أجل تغيير كل أثاث وديكور المكتب الذي كان جديداً أيضاً.

هذا التغيير كلف الوزارة أو المؤسسة مبلغاً كبيراً، لكن لا أحد يستطيع أن يتكلم أو يقول للمسؤول إن هذا ليس صحيحاً، وإن أثاث المكتب كان جديداً.

لم يلبث الأمر إلا بضعة شهور، وتم نقل المسؤول إلى مكان آخر ووزارة أخرى أقل شأناً من وزارته، وترك الأثاث الجديد لمسؤول آخر.

هذه القصص تحدث في كل بلد وفي كل مكان، المسؤول دائماً ما يشعر أنه باقٍ إلى زمن بعيد، غير أن الحياة تتقلب كل يوم، اليوم هنا وغداً هناك، فمن يتفاخر بمنصبه كوزير أو أدنى فإنه قد يسمع خبر تغييره من التلفاز، ويذهب المنصب ويذهب من كان يلاحق الوزير من أجل المنصب.

بالأمس سمعت مقولة أعجبتني عن المناصب، فضرب أحدهم مثالاً واقعياً وقال: "كرسي المنصب يشبه كرسي الحلاق، يجلس كل شخص يأخذ وقته على الكرسي ويرحل، ويأتي غيره ويجلس، وهكذا."

كل إنسان منا في الحياة يحتاج إلى مثل كرسي الحلاق، كل شخص منا هو في مكانه إلى زمن معين، وبعدها يتركه لغيره، مهما كان الدور والمنصب صغيراً.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :