إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

سمحان يكتب .. الإلتزام أو الحظر 


عمان جو - شادي سمحان  

في الوقت الذي بدأ فيه العالم يتنفس الصعداء بعد معركة شرسة مع الوباء الأكثر شراسة على مدار التاريخ ، بدأت تلوح في الأفق مؤشرات اجتياح الموجة الثانية لكثير من دول العالم وبشكل أكبر وأقوى من الموجة الأولى ، ما جعل بعض الدول تعود إلى نقطة الصفر وتعيد الحظر وتُشدد الإجراءات وهذا أمرٌ طبيعي ومتوقع لمواجهة القاتل الذي لايزال غامضًا في كثير من خصائصه وطبيعته و وسائل إنتقاله وبقاءه على قيد الحياة ، وما يهمنا اليوم ماذا عنّا نحنُ في الأردن ؟ الدولة التي حققت نجاحًا وتفوقًا عالميًا في تحجيم الوباء و التغلب على آثاره بالخطوات العلمية والإجراءات الإحترازية التي تحقق لها النجاح بفضل الله ثم بوعي المواطن ودعم الحكومة وحزمها في تطبيق كل ما من شأنه القضاء على هذه الجائحة ، فبعد أن كانت تتخطى الحالات حاجز ٤ آلاف حالة وصلت قبل شهر إلى أقل من ٢٠٠ حالة بفضل الله، ولكن ما يُثير القلق هو تغير سير منحنى الحالات ليعود للصعود التدريجي مجددًا تزامنًا مع أخطر المراحل صعوبة حول العالم الموجة الثانية. 

وهذا جرس إنذار وخطر يجب أن نتنبه له جيدًا حتى لا نفقد المكاسب التي حققناها ويعود الحظر وتتعطل الحياة والله أعلم بما بعد ذلك و كيف ستكون النتائج والخسائر وأرقام الموت .

 

نعم الخطر لا زال قائمًا ، ولهجة التحذير من الجهات المختصة تغيرت بعد تزايد الحالات المصابة والحرجة ، وحقيقة من المتوقع أن تزداد بشكل أكبر في ظل تساهل البعض في الإجراءات الإحترازية ، والإندفاع الغير مسئول للمطاعم والمقاهي والمولات والأماكن العامة ، وهذا ما نلاحظه في العاصمة عمان تحديدًا ، المطاعم مُمتلئة وقوائم الانتظار عند مداخلها يقف فيها العشرات ، وحفلات الزفاف على مدار الأيام ، وربما يكون بها من تجاوز الأعداد المقررة ما الله به عليم ، بل أن حتى لبس الكمامات وغسل اليدين عند القدوم للمنزل لم تعد أولوية لدى البعض ، وكأن الناس قد نسوا ماكان من الأيام الصعبة حين فُرض الحظر وحُبس الناس في منازلهم وما رافق تلك الأيام من تعطيل للمصالح وما خلفه الحظر من آثار نفسية وإجتماعية واقتصادية ، مؤسف للغاية أن نعود للقيود وللحظر بسبب التساهل في الوقاية من أجل حماية أنفسنا ومن نُحب و كذلك حماية الوطن ، من الصعب أن تمتلئ المستشفيات بالمصابين ، من الصعب أن نفقد المزيد من الأحبة فقدًا أبديًا بسبب استهتارنا بصحتنا وصحة من حولنا ، كورونا لازال قاتلاً ، ولازال يحصد الأرواح ولازال يعيش بيننا فلا نسمح له بالفتك بنا ونحن نستطيع الانتصار عليه بالوقاية قبل أن نبحث عن العلاج ولا نجده ، وليكن الجميع على ثقة أن الدولة ستقوم بكامل مسئوليتها تجاه من يثبت أنه أقل من تحمل المسئولية ، فلنكن أكثر وعيًا من أجل استمرار الحياة دون قيود .

 

همسة :

 

أيها العقلاء : كورونا لم ينتهي




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :