إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

هل يتعظ محمد رمضان بمحمد ثروت ويُعلن التوبة؟


عمان جو _

مشهدان متناقضان لإثنين من الفنانين المصريين : الممثل محمد رمضان وهو يقف امام اسطول سياراته الفارهة ، متباهياً باقتنائها، بعد أن كان قبل الشهرة يتمنى إقتناء مجرد دراجة يتنقل بها في الأزقة التي عاش فيها أكثر سنوات عمره .. والآخر هو المطرب محمد ثروت، وهو يقف امام مركز الرعاية الاجتماعي الذي أنشأه من ماله الخاص،ليسعد هو بوجوده قبل أن يُسعد به حشد الفقراء والمحتاجين من فقراء مصر!
قد لا يُلام الفنان "الامبراطور" عندما يتباهى بما بات يملك من ثروة مكتسبة بعرق الحظ.. فالرجل أتى الى الشهرة من قاع الفقر، ليجد نفسه بين ليلة وأخرى مليونيراً يلهو بمئات الملايين .. فكيف يستغرب البعض أن يظل موزوناً في تصرفاته ولا يصاب بعاهة الاستعلاء (وقد لا يكون كذلك ، والناس يرونه بهذه الصورة البشعة ، من قبيل الغيرة والحسد!) .. وقليلون جداً جداً هم الذين يستطيعون المحافظة على توازنهم وعقلانيتهم ورشدهم في حال أنعم عليهم القدر بمثل ما أنعم على "نمبر وان".. فالمسألة هنا ترتبط بالعقل ومدى رجاحته وليس بأي شيء آخر!!
لذا ، لا يُلام محمد رمضان عندما "يتحدث" بنعمة ربه عليه (وأما بنعمة ربك فحدّث).. لكن كان من الأفضل لو اقرن الحديث بالعمل والفعل .. أي لو تشبّه بما فعله قبله المطرب محمد ثروت ، الشهير بـ"مطرب السلطة" ، حيث كان واحداً من المقربين جداً للرئيس المصري السابق حسني مبارك ، وقيل أن بعض الشبه بينهما كان بوابة التعارف، ومن ثم تمتين علاقته بسيّد القصر ، وصولاً للإنضمام الى الحاشية، وصار محمد ثروت محسوداً من أبناء وسطه الفنانين الذين لم ينعموا بمثل الخيرات والمصالح التي إقتنصها بحكم قربه من "الباب العالي"..
لكن يُسجّل لمحمد ثروت انه لم ينسَ ماضيه ، فظل على تواضعه وإتزانه العقلاني.. فلم يمتلك سوى سيارة واحدة.. ولم يدّعي انه "نمبر وان".. ولم يرمِ بالدولارات المزيّفة في الماء ، إستعلاءً وإستفزازاً وغروراً...
وما فعله محمد ثروت بانشائه داراً للأيتام ، لم يفعله أي فنان آخر، لا عمرو دياب ولا تامر حسني ، ولا حتى اي مطرب او مطربة من نجوم لبنان الذين يملكون اليوم ثروات مالية ضخمة لم يملكها حتى فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ وسائر أبناء جيلهما من مشاهير الزمن الجميل .. بل إنهم صمّوا آذانهم عن دعوة زميلنا جمال فياض لهم لتحقيق فكرة إنسانية رائدة ، تتمثل بتعاونهم معاً لأجل بناء مستشفى خاص بالفنانين ، ويكون في ذات الوقت مصدر رزق لهم، وملاذا لسواهم من الذين يموتون على ابواب المستشفيات ولا يجدون من يعالجهم في شيخوختهم .
ولعل تعدّد الأزمات والمشاكل والمعارك المجانية التي اوقع محمد رمضان نفسه بها في الآونة الأخيرة ويدفع ثمنها مضاعفاً، تكون درساً له اليوم، لكي يعيد حساباته ، ويتعظ مما حصل، فيكفّ عن غطرسته البلهاء ويعود الى رشده .. وخير خطوة يبدأ بها مشواره الجديد، الاعتراف بأخطائه وتقديم اعتذار مباشر لجمهوره .. رغم ثقتنا بأن تركيبة محمد رمضان الشخصية ستمنعه عن تقديم فضيلة الاعتذار عن إرتكاب اخطائه، والتي تصبح مع مرور الوقت خطايا!




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :