إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية
  • الرئيسية
  • منوعات

  • مهرجان الإسكندرية السينمائي وقفة أمام تكريم بدرخان ودريد لحام

مهرجان الإسكندرية السينمائي وقفة أمام تكريم بدرخان ودريد لحام


عمان جو - الدورة السابعة والثلاثون لمهرجان الإسكندرية لأفلام دول البحر المتوسط ستنحصر فعالياتها ما بين 25 إلى 30 ايلول/سبتمبر الجاري. وقد حملت دورة هذا العام إشارة تفاؤل بإهدائها للمخرج الكبير علي بدرخان صاحب الرصيد الوفير والثمين من الأفلام السياسية الموقعة بإمضائه كـ»الجوع» و«الكرنك» و«شفيقة ومتولي» و«أهل القمة». وليس من قبيل الصدفة أن تكون الرؤية السينمائية للمخرج الكبير هي المُترجمة لأهم روايات الأديب العالمي نجيب محفوظ، ذلك لأن هناك توافقا إبداعيا وفكريا وحالة مزاجية مُشتركة بين الأديب والمخرج.
وربما فطن مهرجان الإسكندرية هذا العام إلى أهمية بدرخان كمخرج كبير بعد سنوات من النسيان أو التناسي فأراد أن يبيض وجهه بتكريم الرجل وإهداء الدورة 37 إليه وإصدار كتاب يتضمن مشواره وتفاصيل من حياته يحمل عنواناً مُغرياً بالقراءة، حيث وصفة بالثائر على الغلاف في طباعة أنيقة سيكون له بالقطع المردود الإيجابي لدى القارئ وهو استحقاق واجب لصاحب النزعة الثورية قولاً وفعلاً وربيب الإبداع السينمائي كابراً عن كابر فهو وريث أبيه المخرج الكبير أحمد بدرخان مُبدع فيلم «مصطفى كامل» الذي تناول سيرة الزعيم الوطني مصطفى كامل وقدمها على شريط السينما كوثيقة وطنية سياسية بالغة الأهمية إبان فجر السينما المصرية وعصرها الذهبي، ومن ثم فلا غرابة في أن يُوصف علي بدرخان الابن بالثائر في إطار تكريمه الذي تأخر كثيراً.
وفي ضوء اختيار المخرج الكبير ليكون واجهة مضيئة للدورة الفارقة بحضوره وتكريمه يثور السؤال المهم، لماذا جاء التكريم متأخراً كل هذه السنوات؟ وما الذي عطل القرار وأجل الإهداء لما يقرب من عشرين عاماً على الأقل طالما أن هناك اتفاقا على قيمة المُبدع وأهمية إبداعه؟ أليست هي التوازنات والحسابات الدقيقة التي جعلت الاحتفاء والاعتراف يُرجأ كل هذا الوقت فيأتي بعد طابور طويل من المُكرمين والمُكرمات الأحياء منهم والأموات؟
أتعجب من الجرأة التي يتحدث بها البعض عن تاريخ بدرخان ودورة النقابي وفضله على الحركة السينمائية المصرية وأجيالها من السينمائيين الشباب كأنهم اكتشفوا ذلك فجأة بعد أن بلغ الرجل مبلغاً من العُمر والخبرة، وأنهم طوال السنوات الماضية لم يكونوا مُدركين أنه المخرج الكبير المناضل من أجل العدالة والحرية وإرساء مبادئ الديمقراطية على حد قولهم وزعمهم بأنهم مراقبون لدوره الفني والسياسي ومثمنون له ومضطلعون بإبرازه كنوع من رد الجميل.
لا شك في أن علي بدرخان واحد من صُناع السينما المهرة وأنه بحق يعد حجر الزاوية في البناء السينمائي المصري والعربي، لكن العبرة في مسائل التكريم والإشادة والشهادة أن تكون خالصة لوجه الإبداع لا أن تتحول إلى متاجرة بإسم المُبدع وغطاءً لتجميل وتزيين الفعالية الثقافية وعربون صُلح لفض الاشتباك بين السياسة والسينما، لا سيما أن الإشارات الواردة لدلالات التكريم المُستحق في اللغة الصحافية حملت هذا المعنى في مضامين بعض الكلمات والشعارات، كالحرية والديمقراطية والعدالة إلى آخرة، وهذا ما يُشكك في النوايا ويذهب بالظنون بعيداً عن اعتبارات الإنجاز والتفوق التي هي من دواعي تميز المخرج الكبير بالفعل وليست أكلشيهات محفوظة ومُتبعة في كل المناسبات ومع كل الشخصيات.
وجدير بالذكر أيضاً أن المهرجان سيمنح المخرج السوري الكبير دريد لحام وسام عروس البحر المتوسط في محاولة أخرى منه لرفع القيمة الأدبية والسينمائية لإنقاذ الدورة المقبلة من الفشل في ظل التحديات الصعبة المُتمثلة في عدم وجود دعم مالي يكفي لتغطية النشاطات حسب الشكوى الدائمة كل عام، علماً بأن المهرجان يكرم في دورته عدداً وفيراً من الفنانين ويُصدر 16 كتاباً تذكارياً في إطار الاحتفاء والاحتفال، والغريب أن المعلومات المتوفرة عن الكتب والمكرمين بالصحف والمواقع الإلكترونية أضعاف المتوافر عن عدد الأفلام المشاركة التي قيل أنها تبلغ حوالي 150 فيلماً، من بينها أفلام مصرية وعربية وأجنبية، وقد جاء فيلم «صدفة « اللبناني في مقدمتها، غير أن هناك إشارة للمشاركة السورية المُكثفة هذا العام. الغريب أن المركز الإعلامي للمهرجان الدولي المُهم لم يُعلن حتى وقت متأخر للغاية عن اسم فيلم الافتتاح وجنسيته تحسُباً لحدوث تغيير مفاجئ في الترتيبات، وهو من انعكاسات سوء التنظيم المُعتاد في كل الأعوام والذي زادت ضراوته مع التخوف من تداعيات كورونا وأزماتها المُتجددة.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :