إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

زخم في العلاقات بين عمان ودمشق بعد قطيعة لأعوام


عمان جو - طارق ديلواني - تسارعت وتيرة العلاقات بين الأردن وسوريا بشكل غير مسبوق، وبزخم لم يعُد بالإمكان اللحاق به وتفسير بواعثه بعد أعوام من القطيعة بسبب الأزمة السورية، إذ شهدت الساعات الـ24 الماضية قرارات تصبّ جميعها في قناة التقارب الأردني مع دمشق، تحت لافتة "إعادة تأهيل النظام السوري"، وهي، بحسب مراقبين، "المهمة التي أنيطت بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني من قبل واشنطن، والتي ربما تتطلب أن تحط طائرته في دمشق قريباً".

استئناف الرحلات الجوية

أحدث إشارات التقارب بين دمشق وعمان كانت الاتفاق على عودة شركة الخطوط الجوية الملكية الأردنية إلى تسيير رحلاتها لنقل الركاب بين العاصمتين اعتباراً من 3 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
وعلى الرغم من الترحيب الأميركي الأولي المشروط باقتصار الأمر على الرحلات التجارية، إلا أن نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية جالينا بورتر، عادت وصرّحت أن واشنطن تراجع قرار إعلان الأردن استئناف الرحلات الجوية التجارية إلى سوريا. وذلك بعدما قالت للصحافيين في وقت سابق إن "القرار مرحّب به إذا كان يقتصر على الرحلات التجارية".
وكانت الرحلات الجوية بين البلدين عُلّقت عام 2012، بسبب توتر الأوضاع الأمنية خلال الحرب السورية.

إعادة فتح المعابر

وعلى هامش الاجتماعات المشتركة بين البلدين، برز اقتراح بتزويد سوريا بالكهرباء الأردنية مقابل المياه، إذ تعاني المملكة من أزمة مياه غير مسبوقة.
وفي سياق متصل، أُعيد افتتاح الحدود البرية الأردنية - السورية ‏(مركز حدود جابر-نصيب) بعد أشهر من الإغلاق إثر التطورات الأمنية في مدينة درعا (جنوب سوريا). ودشّن 500 مسافر إعادة فتح الحدود بين البلدين في اليوم الأول.
جاء ذلك في موازاة اجتماعات وزارية أردنية - سورية موسعة لبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي في مجالات التجارة والنقل والكهرباء والزراعة والموارد المائية.
كما جاء ذلك بعد أسابيع من اتفاق وزراء الطاقة والنفط في الأردن ومصر وسوريا ولبنان، على خريطة طريق لإمداد لبنان بالكهرباء والغاز الطبيعي عبر سوريا.

أمن الحدود

لكن الحدث الأبرز على صعيد التقارب تمثّل في زيارة وزير دفاع النظام السوري العماد علي أيوب إلى الأردن ولقائه قائد الجيش اللواء يوسف الحنيطي، بعد 4 أسابيع من اجتماع الملك عبد الله الثاني مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اقترح خلاله الأخير تطبيع العلاقات الأردنية - السورية.
وتقول مصادر اطّلعت على تفاصيل لقاء أيوب – الحنيطي إن وزير الدفاع السوري تعهد للأردن بحفظ أمن حدوده المشتركة، بخاصة في ما يتعلق بالتهديدات التي تمثلها الميليشيات التابعة لإيران في درعا، مهد الثورة السورية. كما ناقش الطرفان الأوضاع في الجنوب السوري ومكافحة الإرهاب والجهود المشتركة لمواجهة عمليات التهريب عبر الحدود، تحديداً تهريب المخدرات.
كما التقى وزيرا خارجية البلدين أيمن الصفدي وفيصل المقداد في وقت سابق، في نيويورك حيث تُعقد جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

هل ينجح التقارب؟

وفي تعليق أوّلي على تلك التطورات، صرّح الكاتب الأردني ماهر أبو طير أن "لا أحد يعرف مآلات هذا التقارب وان كان سينجح أو لا". ورأى أن "ثمة ضوءاً أخضر من روسيا ودعماً من الولايات المتحدة للتحرك الأردني باتجاه دمشق، مهّدت له الأخيرة من خلال استثناء المملكة من عقوبات قانون قيصر المفروضة على النظام السوري".


وتوقّع أبو طير أن يكون "حجم الوفود التي ستزور دمشق رفيعاً، ويتجاوز وزراء الخارجية ورؤساء الحكومات"، في إشارة ضمنية إلى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني. وأضاف "عمان الرسمية كما نعرفها لا يمكن أن تصعد بالعلاقة مع دمشق بهذا الشكل، لولا أنها متأكدة من أن هناك متغيرات مقبلة على صعيد الموقف الدولي من سوريا".

الاستقرار مصلحة أردنية

ويرى مراقبون أن للأردن مصلحة كبيرة في استقرار سوريا، بخاصة من النواحي الاقتصادية والأمنية باعتبار الأراضي السورية تمثل عمقاً استراتيجياً للمملكة، فضلاً عن العمل على عودة نحو مليون لاجئ سوري يقيمون على أراضيها.
ويدافع الأردن بأن موقفه السياسي تجاه الأزمة السورية لم يتغير، وأنه لطالما كان يدفع باتجاه الحل السلمي، على الرغم من اتهامات النظام السوري لعمان بدعمها الإرهاب.
وكانت المملكة رفعت تمثيلها الدبلوماسي مع سوريا عام 2019، إلى درجة قائم بالأعمال بالإنابة، بعد أن كانت سفارتها في دمشق مفتوحة، لكن لا يوجد فيها سوى موظفين إداريين فقط.

انتقاد أميركي

وبخلاف المبررات الأردنية، لا يبدو أن هذه القرارات تروق لكثير من المسؤولين الأميركيين، من بينهم المبعوث الأميركي السابق إلى سوريا جويل رايبرن، الذي تساءل في تغريدة له عن عواقب قرار الأردن إعادة فتح حدوده مع النظام السوري على الرغم من تدفق المخدرات.
وقال رايبرن إن "الأسد يفرّغ الكبتاغون في السعودية والخليج، ماذا ستكون عواقب قرار الأردن فتح الحدود؟ ألن يصبح من الأسهل على الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد تهريب الكبتاغون إلى أو عبر الأردن؟ ألن يهرّب ماهر الأسد السجائر مرة أخرى إلى الأردن؟".

"اندبندنت عربية"




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :