إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية
  • الرئيسية
  • تقارير خاصة

  • «زحام» يعيق الحركة… أحزاب «المنظومة» الأردنية بدأت تعاني مبكراً: «طلاق» قبل الزواج أحياناً

«زحام» يعيق الحركة… أحزاب «المنظومة» الأردنية بدأت تعاني مبكراً: «طلاق» قبل الزواج أحياناً


عمان جو - بسام البدارين - لا تبدو خلافات نادرة بقدر ما هي متوقعة مع نمو ظاهرة تشكيلات الأحزاب الجديدة في الأردن، التي تسعى بوضوح شديد للمكاسب السريعة تحت عنوان مشروع تحديث المنظومة السياسية في البلاد.
فجأة ينسحب جناح يصف نفسه بتمثيل التيار المدني من تجربة تشكيل حزب جديد، الأب الروحي له حتى اللحظة على الأقل وزير العمل الأردني الأسبق نضال البطاينة.
الكتلة التي انسحبت من الحزب قبل تكوينه وتأسيسه حرجة وعددها 30 قيادياً مفترضاً، يمثلون شريحة أو طيفاً تقول رموزه إنها مؤمنة بمدنية المجتمع.

كلمات كبيرة

الرقم ليس بسيطاً بالنسبة لحزب سياسي قيد الولادة. لكن الأهم في أول مظهر انسحاب أو انشقاق أو «إبعاد» داخل حزب إرادة الأردني الطازج ليس ما حصل فقط، لكن ما قيل من عبارات واتهامات بعد الخلافات. وبالنسبة للأب المؤسس والبيان الرسمي لقيادة الحزب، يتعلق الأمر بمغادرة مجموعة تمثل قيماً دخيلة على المجتمع الأردني. وبالنسبة للمجموعة المنسحبة أو المتمردة أو المنشقة، فالقصة لها علاقة بتعاكس المبادئ في الرؤية الوطنية.
كلمات كبيرة نسبياً استعملها الطرفان حتى قبل ولادة حزبهما، مما ينذر ضميناً بأن محاولات الفك والتركيب أو التفكيك والتجميع مازالت في أبعد مسافة ممكنة عن الخطوط البرامجية، عندما يتعلق الأمر بتشكيلات الأحزاب الجديدة. وهو أمر حذر منه كثيرون، من بينهم البرلماني والناشط السياسي وعضو لجنة تحديث المنظومة الملكية محمد الحجوج، الذي قال عبر «القدس العربي» مرات عدة بأن التجمع من أجل المصلحة الوطنية على أساس العمل البرامجي المقنع هو الأولوية.

الأرجح في حالة حزب إرادة الجديد اليوم، هو أن قطبين فقط في الحزب اختلفا في وقت مبكر، والأرجح أنهما الوزير البطاينة والنائب السابق قيس زيادين. تلك تبقى نظرية في تفسير الحالة، ولا أحد يعرف بعد تفاصيل الخلاف أو الصراع إن حصل، فيما يبدو بوضوح أن بعض المرجعيات التي تدعم مستقبل الأحزاب السياسية الأردنية أخفقت في الاستمرار بتغذية حالة الارتباط بين مجموعة تمثل الوسط الوطني وأخرى محسوبة على التيارات المدنية، مع أن تجربة الارتباط المدعومة بدورها بين حزبي الوسط وزمزم الإسلاميين، صمدت حتى الآن للشهر الثالث على التوالي، وإن كانت بعض المصادر داخل الدمج بين التشكيلين تتوقع بأن خلافات ذات طابع استقطابي تزحف هي الأخرى في المشهد.
يفهم الجميع في المشهد المحلي الأردني أن تفريخ عشرات الأحزاب الصغيرة والضعيفة ليس بالتأكيد هو الهدف من وراء التعددية السياسية، ولا من وراء مشروع تحديث المنظومة أصلاً. ويفهم الجميع أيضاً أن زحام الأحزاب قد يعيق الحركة، وأن التجربة ستقف في النتيجة عند حدود خمسة أحزاب كبيرة أساسية مطلوب ولادتها ولو حتى بعملية قيسرية؛ حتى تنافس حزب التيار الإسلامي والإخوان المسلمين.

أحزاب برامج وليس أشخاص


والمطلوب دوماً حتى من جهة الدولة، وقد قالها بوضوح القصر الملكي وعلناً، هو أحزاب برامج وليس أشخاص. لكن الأهداف العميقة لتحديث المنظومة وفقاً للرأي الذي سمعته «القدس العربي» مباشرة من الأب الروحي والأساسي لمشروع التحديث سمير الرفاعي، قد لا تحقق بصورة مباشرة، والأمر قد يحتاج إلى التدرج لكن بخطوات عميقة حتى تستوعب جميع الأطراف في المجتمع بأن الأمور تتغير وعلى نحو إيجابي في اتجاهات المستقبل. ذلك لا يحصل حتى الآن، وتجارب التشكيل لا توحي بالارتياح.
وفي الوقت الذي صدم فيه زحام الوزراء والأعيان والنواب في تجرب حزب الميثاق الجديد جميع الأوساط المهتمة، جاء الانسلاخ في حزب إرادة ليشكل الصدمة التالية أو الثانية، فيما أجواء ومناخات التشكيل الحزبي تبدو مبكراً ضبابية حتى الآن، وقد لا تحقق الهدف الذي تضمره المؤسسات الرسمية العميقة، وهو معروف للجميع بعنوان وقف حالة استئثار الحركة الإسلامية حصراً بالمشهد الحزبي مســتقبلاً.
الاستعجال في تحقيق هذا الهدف، في رأي المراقبين المخضرمين، نتج عنه فوراً بروز تلك السخرية الاجتماعية من حالة التحزب الجديدة، التي عبرت عن نفسها يوماً بما ذكره الشيخ سالم الفلاحات عن أحزاب الأنابيب، وبما يذكره آخرون اليوم عن تصنيع الأحزاب وعن أحزاب البراميل. وعبرت عن نفسها أيضاً بتلك المقولة التي تخاطب قيادات وزعامات التشكيلات الجديدة على أساس أن ليس بينها لا سعد زغلول ولا ميشيل عفلق.
أين البرامج؟ يسال الجميع الآن في الأردن بلا تردد، فيما يصمد الإسلاميون وحدهم في مواقعهم القديمة بصدارة القائمة والقوى وبعمق الشرائح الاجتماعية، وتتخذ التعبيرات الحزبية والبعثية والقومية موقف المتفرج حتى الآن.

وفيما تلتهم تجارب تشكيلات أحزاب قريبة من السلطة نفسها مبكراً، وتأكل طموحات الأفراد فيها مضامين وخطاب التشكيل البرامجي، والزحام في الأثناء كبير جداً في منطقة قوى الوسط والأقرب لما يسمى الولاء، مع أن هذا التزاحم سيمثل لاحقاً عبئاً على الدولة؛ لأن إرضاء راكبي الموجة لم يعد مهمة سهلة. أما أحزاب اليسار فتائهة كالعادة، ولا أحد يعلم بعد ما إذا كانت تفكر أصلاً بالاندماج؛ فالانفصال بدأ أحياناً يسبق حالة الزواج بين الأحزاب الجديدة المتزاحمة.
وليس من الحكمة أن يبدأ تحديث المنظومة السياسية وطنياً بتقنية تلتزم بشيطنة الإخوان المسلمين فقط أو الحرص على منافستهم وتقليم أظافرهم لاحقاً، فتلك صفحة ينبغي للجميع وفي رأي رئيس الهيئة المستقلة للأحزاب موسى المعايطة، أن يقلبها بعد الآن. وهي أيضاً صفحة لا تبدو متسقة لا مع خطة جبهة الرفاعي في التركيب، ولا مع طموحات الحكومة الحالية في التفكيك وإعادة إنتاج المشهد.


«القدس العربي»




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :