إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

كاظم الساهر وحسين الجسمي يغنيان لأصحاب الموائد الفضية في الاردن




عمان جو - شادي سمحان

يضع الفنانون العرب الأردن في دائرة اهتماماتهم، كون الجمهور الأردني معروف بأنه ذواق للفن وللنغم ومنفتح على التعرف على مختلف التجارب الفنية.

يدرك الفنانون والشركات المنظمة للحفلات، أن الجمهور الأردني قادر على أن يرفع الفنان الذي يستحق إلى مصاف النجومية، وبذات الوقت قادر أن يتجاهل انصاف الموهوبين ولا يتيح لهم أن يكونوا نجوماً وهم لا يستحقون.

وفي الآونة الأخيرة كانت الاردن قبلة للفنانين بعد زوال تداعيات جائحة كورونا، وكانت أول دولة تسمح بإقامة الفعاليات الجماهيرية ضمن شروط احترازية، اعتبارا من إقامة مهرجان جرش للثقافة والفنون العام الماضي، حتى عاد الوضع إلى طبيعته انطلاقا من شهر رمضان الاخير.

اليوم نحن نقف أمام حقيقة ماثلة للعيان، وهي أنه اعتبارا من بداية شهر تموز المقبل، ستشهد الساحة الفنية الأردنية إقامة العديد من الحفلات والمناسبات والمهرجانات، وكلها ترفع شعار أنا الافضل والاكثر تنظيما والذي يقدم أفضل الفنانين أشهرهم واكثرهم جماهيرية، وهذا من حق الجميع أن يدعيه.

لكن اللافت للنظر أن شركة 165 entertainment ، المعروف عنها تنظيمها لحفلات ومناسبات تستهدف فيها علية القوم وأصحاب الحسابات المالية التي تضج بمئات الآلاف والملايين، عادت هذا العام في وقت إقامة "مهرجان جرش" لتقدم لجمهورها الذي تختاره بعناية حفلين كبيرين سيقامان على طريق المطار في أرض المعارض.

الى هنا والأمر طبيعي، خاصة وأن الشركة اختارت فنانين كبيرين هما: كاظم الساهر الذي يغني لاول مرة في الاردن منذ ثلاث سنوات، وحسين الجسمي الذي يعود بعد 15 عاما للغناء في الاردن بعد مشاركته في مهرجان جرش 2007.

لكن المثير في أمر الحفلين، توجه الشركة المنظمة لأصحاب الموائد الفضية، عبر إعلانهم لأسعار تذاكر الحفلين، فهي أعلنت عبر صفحاتها الرسمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأن أسعار التذاكر تبلغ 225 دينارا أردنيا للدرجة الأولى A وتنخفض الاسعار حتى 55 ديناراً أردنياً للدرجة الرابعة D، وهي أسعار غير منطقية بالنسبة للمواطن الأردني البسيط الذي بالكاد يجد قوت يومه، وسط أزمات مالية واقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية كبيرة يعيشها على الدوام، فلو فكر اي مواطن متوسط الدخل بأن يحضر حفل الساهر أو الجسمي هو وزوجته واثنين من أولاده واختار الجلوس في اخر الصفوف، عليه أن يدفع فقط مقابل التذاكر 220 دينارا أردنيا، عدا بنزين السيارة والمصاريف التي يجب أن يدفعها ذهابا وإياباً.

المثير أكثر، هو ما تقوم به الشركتين باخفاء الاعلان عن اسعار تذاكر الحفلين للصفوف الثلاثة الأولى والتي تطلق عليهم مسمى (V V Vip)، والتي يمكن لمن يرغب باقتنائهم أن يزور مقر الشركة المنظمة، حيث يبلغ سعر تذكرة الصف الاول 500 ديناراً أردنياً والصف الثاني 450 ديناراً أردنياً والصف الثالث 350 ديناراً أردنياً، لتتأكد المقولة التي راجت بين المواطنين، إن هنالك جهات تهدف لتوسيع فجوة الفوارق الاجتماعية والطبقية بينهم.

كمواطن أردني اعتبر نفسي من الطبقة المتوسطة، لن استطيع التمتع بحفل من هذا النوع الا في الاحلام.

الخطير في الأمر، هو ترسيخ قاعدة إقامة فعاليات جماهيرية من حق الناس أن تتابعها، عبر تقديمها لفئات معينة من الناس وهو الذين يمكن أن يدفعوا آلاف الدنانير ببساطة مقابل حضور حفل غنائي.

لماذا لا تلجأ الشركة المنظمة، خاصة وأن التذاكر كما علمنا تحقق مبيعات قياسية من قبل أصحاب الأموال، إلى نصب شاشات عملاقة خارج موقع الحفل، وفي الساحات الفارغة لإتاحة الفرصة أمام محبي الساهر والجسمي بحضور الحفل، بشرط تنظيم الأمر بطريقة حضارية تحترم الناس وفقرهم.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :