إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

ما الذي ينتظر اليورو بعد هبوطه إلى مستوى التكافؤ مع الدولار الأمريكي؟  


 

عمان جو - تكبدت العملة الموحدة خسائر واسعة أمام الدولار الأمريكية منذ بداية هذا العام حتي الآن والتي قدرت بنحو 11.8% ليتداول عند مستوى التعادل مع الدولار 1.0000 في 12 يوليو للمرة الأولي منذ ديسمبر 2002، هذا الانخفاض يمكن مقارنته بالخسائر التي شوهدت لآخر مرة في عام 2015 عندما أطلق البنك المركزي الأوروبي برنامج التحفيز الضخم.

استمرار تدهور التوقعات الاقتصادية في منطقة اليورو وسط الغزو الروسي المستمر لأوكرانيا وتردد البنك المركزي الأوروبي (ECB) وسياسة البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الأكثر تشددًا، تسببت في الإضرار بمستوى الطلب على اليورو / الدولار الأمريكي في سوق تداول العملات الأجنبية ، هنا سنلقي نظرة على العوامل التي تحرك اليورو والدولار الأمريكي وما المتوقع فيما تبقي من عام 2022 وما بعده.

أداء اليورو منذ بداية عام 2022

بعد انخفاض اليورو من 1.2275 دولار في بداية عام 2021، بدأت العملة في عام 2022 عند مستوى  1.1375 وارتفع سعرها إلى أعلى مستوى لها عند 1.1495 في أوائل فبراير قبل أن ينخفض ​​بثبات إلى 1.0380 في 13 مايو وهو مستوى شوهد آخر مرة في يناير 2017.

من تلك النقطة المنخفضة، ارتفعت العملة مجددًا إلى 1.0790 في بداية يونيو قبل أن تتراجع ​​مرة أخرى إلى 1.04 دولار، واخترقت العملة الموحدة مستوى التعادل مع الدولار لفترة وجيزة في 13 يوليو حيث تفاعلت الأسواق مع أرقام التضخم الأمريكية لشهر يونيو، تبع ذلك ارتداد فوري أعادتها إلى ما فوق 1.0100.

اعتبارًا من 14 يوليو 2022 انخفض زوج اليورو أمام الدولار  بنسبة 11.8% منذ بداية العام حتى تاريخه ليتداول حول المستوى 1.0033.

ما الذي كان يقود اليورو خلال تلك الفترة؟

1 .التضخم وتباطؤ النمو

أضر الغزو الروسي لأوكرانيا مستوى الطلب على اليورو، حيث أصابت بداية الحرب في أوروبا الشرقية اقتصاد منطقة اليورو بشدة وقلصت التوقعات الاقتصادية بشكل كبير بسبب تفاقم الأزمات الاقتصادية وعلى رأسها أزمة الطاقة والعجز التجاري.

تعتمد أوروبا بشكل كبير على الطاقة الروسية (النفط والغاز) والغذاء من أوكرانيا، وقد تسببت الحرب إلى جانب العقوبات الغربية التي تم فرضها على موسكو في ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء بشكل كبير، حيث قامت الدول الغربية بحظر الصادرات ومحاولة تقليل اعتمادهم على النفط والغاز الروسي، بالإضافة إلى موافقة الاتحاد الأوروبي على حظر تدريجي لمنتجات النفط الروسية خلال الأشهر الستة المقبلة.

وكانت النتيجة ارتفاع التضخم في المنطقة إلى مستويات قياسية مع الإضرار في الوقت نفسه بتوقعات النمو، وفقًا لبيانات من يوروستات من المتوقع أن ترتفع أسعار المستهلكين في منطقة اليورو بنسبة 8.6% خلال شهر يونيو على أساس سنوي وهو رقم قياسي مرتفع، مرتفعًا من 8.1% في مايو، ومن غير المفاجئ أن المساهمين الرئيسيين في ارتفاع الأسعار القياسي هي تكاليف الطاقة والتي من المتوقع أن ترتفع إلى 41.9% (مقارنة بـ 39.1% في مايو)، وأسعار الغذاء التي من المقرر أن ترتفع بنسبة 8.9% في يونيو.

لا تزال هناك مخاوف بشأن قيام روسيا بقطع إمداداتها من الغاز الطبيعي إلى أوروبا، وإجبارها على تقنين الطاقة والتسبب في ركود في جميع أنحاء المنطقة، بما قد يكون له تأثير سلبي على اليورو.

يقول أحد محللي السوق أن اقبال المستثمرين على شراء الدولار يأتي من شعورهم بالقلق من أن هبوط الاقتصادي العالمي قد يكون أصعب وليس أكثر ليونة، كما أن العملة الرئيسية الأخرى في العالم وهي اليورو معوقة بشكل كبير من حقيقة أن أزمة الطاقة لديها من المحتمل أن تكون ذات حجم مختلف تمامًا.

2 .البنك المركزي الأوروبي

دفع التضخم المتزايد البنك المركزي الأوروبي إلى تبني موقف أكثر تشددًا، ففي الاجتماع الأخير للبنك المركزي الأوروبي في يونيو اتخذ البنك أيضًا خطوة غير عادية بالالتزام المسبق برفع أسعار الفائدة في اجتماعي يوليو وسبتمبر، هناك عدد متزايد من صانعي السياسة في مجلس الإدارة يدعمون بشكل متزايد رفع أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر.

ومع ذلك، لا يزال اليورو تحت الضغط بعد الاجتماع، ويرجع ذلك أساسًا إلى تدهور النظرة العامة لاقتصاد منطقة اليورو، في الوقت نفسه، يمارس البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والذي كان أكثر عدوانية في تنفيذ السياسة النقدية الانكماشية، تأثيرًا على سعر اليورو أكثر من البنك المركزي الأوروبي.

قال أحد الخبراء "لا تزال السياسة النقدية في الولايات المتحدة تدفع اليورو في هذه المرحلة أكثر مما يفعله البنك المركزي الأوروبي"، "فالبنك الاحتياطي الفيدرالي هو المحرك الرئيسي لليورو."، فلم يرفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بعد من مستواها القياسي المنخفض البالغ -0.5%، ومن المتوقع أن يقوم بذلك خلال هذا الأسبوع بارتفاع متواضع بمقدار ربع نقطة.

من أين تأتي قوة الدولار الأمريكي؟

1 .الملاذ الامن

كان الدولار الأمريكي يقوي بثبات في جميع الاتجاهات، وارتفع مؤشر الدولار الأمريكي بما يزيد عن 13% حتى الآن هذا العام، حيث استفادت العملة الأمريكية من وضعها كملاذ آمن بدعم من ارتفاع الطلب على الدولار بعد بدء الحرب في أوكرانيا.

منذ ذلك الحين، استمرت تدفقات الملاذ الآمن مع تصاعد المخاوف من تباطؤ النمو العالمي والركود التضخمي، سقطت سوق الأسهم الأمريكية في منطقة السوق الهابطة، وشهد سوق السندات انعكاس لعائد السندات لمدة عامين وعشرة أعوام، وغالبًا ما يُعترف به كنوع من التحذير من الركود.

في حين أنه من المحتمل أن تشهد أوروبا ركودًا أكثر من الولايات المتحدة، نظرًا لقربها من الحرب الروسية واعتمادها على الغاز الروسي، إلا أن هناك أيضًا احتمالًا متزايدًا لحدوث ركود في الولايات المتحدة.

2 .البنك الاحتياطي الفيدرالي

استفاد الدولار الأمريكي أيضًا من تفاؤل البنك الاحتياطي الفيدرالي بشكل متزايد، لا سيما بالمقارنة مع البنك المركزي الأوروبي، مع ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى في 40 عامًا أنهى البنك الاحتياطي الفيدرالي بسرعة برنامج شراء السندات وبدأ دورة رفع أسعار الفائدة.

في اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) في مارس رفع البنك أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، تبع ذلك ارتفاع بمقدار 50 نقطة في مايو ورفع 75 نقطة أساس في يونيو.

وأشار البنك الاحتياطي إلى أنه سيواصل رفع أسعار الفائدة من أجل ترويض التضخم الذي ارتفع إلى 9.1% على أساس سنوي في شهر يونيو، كان هذا في مقارنة صارخة مع البنك المركزي الأوروبي الذي لم يبدأ حتي اليوم في رفع أسعار الفائدة على الرغم من ارتفاع التضخم إلى مستوى قياسي بلغ 8.6%.

وألقى المحللون بثقلهم على استراتيجيات البنك المركزي المتناقضة وتأثيرها السلبي على اليورو، فمن منظور أساسي، تعكس المسارات النقدية المتناقضة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي مدي استمرار توسيع فروق الأسعار بينهما بما يزيد من الضغط الهبوطي على العملة الموحدة في المستقبل القريب، لتغيير الصورة الأساسية يجب أن يكون هناك انخفاض ملحوظ في التضخم في الولايات المتحدة مما يقلل الضغط على البنك الاحتياطي لرفع أسعار الفائدة أو دليل على الركود على عكس مؤشرات سوق العمل.

بالنظر إلى المستقبل، يمكن أن يبدأ الدولار في التراجع بمجرد تجاوز ذروة التضخم في الولايات المتحدة، ومع ذلك، لا يزال بلوغ مؤشر أسعار المستهلكين ذروته قد يكون بعيدًا بعض الوقت.

ما المتوقع لعملة اليورو خلال الفترة المقبلة؟

مع تصاعد مخاوف التضخم والركود ومع تركيز عمل البنوك المركزية بشكل كبير، دعنا نلقي نظرة على توقعات المحللين لزوج اليورو / الدولار الأمريكي، هل هناك أي مؤشر على حدوث تحول؟

في توقعاتهم من اليورو إلى الدولار اعتبارًا من 14 يوليو، اعتقد البعض أن زوج اليورو / الدولار الأمريكي قد ينخفض ​​على المدى القصير: حيث أن إعادة تقييم توقعات رفع سعر الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي تعد عامل من العوامل الهبوطية للعملة الموحدة، هذا إلى جانب الصورة الاقتصادية السلبية وتزايد المخاطر التي تتربط بأزمة امدادات الغاز، لهذا من المحتمل أن تكون هناك محاولة أخرى للتخلي عن مستوي التعادل خلال الفترة القادمة.

في مقال سابق في 6 يوليو، توقع خبراء بارزين تداول الزوج في "نطاق شديد التقلب حول مستوى 1.05" خلال هذا الصيف، قبل أن ينهي العام عند مستوى أعلى بسبب قيام البنك الاحتياطي بتخفيف دورة رفع أسعار الفائدة، ولكن التعديلات الهبوطية لتوقعات النمو في منطقة اليورو (خاصة الألمانية) على خلفية صدمة الطاقة تحذر من أن هذا النطاق شديد التقلب قد يتركز على 1.00 بدلاً من 1.05.

 




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :