عمان جو-في حكم قضائي يُعد سابقة من نوعه، ألزمت محكمة تركية في مدينة تشوروم شمال البلاد رجلاً بدفع غرامة مالية لزوجته، معتبرة وصفه لها بـ "الغجرية" إهانة تستوجب العقاب القانوني، وذلك على الرغم من أن الغجر يشكلون جزءًا من النسيج الاجتماعي التركي.

وقد رفعت الزوجة دعوى قضائية ضد زوجها، مطالبة بمعاقبته على الإهانات المتعددة التي وجهها إليها، والتي تضمنت وصفها بـ "الغجرية"، كما طلبت الطلاق.

وذكرت وسائل إعلام محلية أن شكوى الزوجة استندت إلى سوء معاملة زوجها لها خلال الأربعة عشر يومًا الأولى من زواجهما، حيث اتهمته بإهانتها واستفزازها بشكل متكرر، بما في ذلك استخدام وصف "الغجرية" المهين.

بالإضافة إلى ذلك، تعرضت الزوجة للطرد من منزل الزوجية وعانت من سلوك عدواني وتحقير من قبل ابن زوجها من زوجته السابقة.

وقد قررت محكمة الأسرة الثانية في تشوروم تطليق الزوجين، وألزمت الزوج بدفع نفقة للزوجة تقدر قيمتها بعشرة آلاف ليرة تركية (حوالي 260 دولارًا أمريكيًا).

وعلاوة على ذلك، فرضت المحكمة على الزوج دفع تعويض معنوي للزوجة قدره خمسة عشر ألف ليرة تركية (حوالي 400 دولار أمريكي)، وذلك بسبب الإهانة التي لحقت بها جراء وصفها بـ "الغجرية".

وقد اعتبرت المحكمة أن استمرار الزواج بين الطرفين أصبح مستحيلاً بعد تلك الإهانات، وأن قرار الانفصال هو الخيار الصحيح.

وقد اكتسب الحكم صفة نهائية بعد اعتراض الزوج عليه، حيث لم يؤدِ دفاعه عن نفسه إلى تغيير العقوبة المفروضة عليه.

يُشار إلى أن جزءًا من شعب الغجر، الذين تعود أصولهم إلى الهند، يعيشون في تركيا كمواطنين، ولا توجد إحصائية رسمية دقيقة لعددهم، إلا أن التقديرات تشير إلى أنهم يتراوحون بين مليون وخمسة ملايين نسمة. ويُعد هذا الحكم القضائي خطوة مهمة نحو حماية حقوق هذه الفئة من المجتمع ورفض أي شكل من أشكال التمييز أو الإهانة ضدهم.