عمان جو-في خطوة استباقية تعكس المخاوف المتزايدة من تداعيات التغير المناخي، أعلنت الحكومة اليونانية عن استعدادات مكثفة لموسم حرائق الغابات المتوقع هذا العام، وسط تحذيرات من سيناريوهات مناخية "سيئة" قد تضرب البلاد خلال فصل الصيف.

وقد صرّح وزير الحماية المدنية وأزمة المناخ اليوناني، يانيس كيفالويانيس، اليوم الخميس، بأن اليونان ستنشر أكبر عدد من رجال الإطفاء في تاريخها، حيث سيصل قوام القوة إلى نحو 18 ألف عنصر، مدعومين بآلاف المتطوعين، وذلك تحسبًا لأي طارئ قد ينجم عن الحرائق.

ويأتي هذا التحرك في أعقاب سلسلة من المواسم الكارثية التي شهدتها اليونان، والتي تميزت بارتفاع قياسي في درجات الحرارة وموجات جفاف حادة، مما صعّب بشكل كبير عمليات السيطرة على الحرائق. ففي شهر أغسطس الماضي، الذي سجل أعلى درجات حرارة في تاريخ البلاد، فقدت امرأة حياتها، واندلع حريق هائل أتى على 10 آلاف هكتار من الغابات وامتدت نيرانه حتى أطراف العاصمة أثينا.

وتشير تقارير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى أن عام 2024 كان الأكثر سخونة على الإطلاق، وأن التقلبات المناخية أصبحت أكثر حدة وتطرفًا نتيجة لتغير المناخ العالمي، وهو ما يجعل موسم الحرائق القادم في اليونان تهديدًا حقيقيًا يتطلب استعدادًا استثنائيًا.

وفي إطار الجهود الوقائية، كشف الوزير كيفالويانيس عن تجهيز نحو 80 طائرة مسيّرة مزودة بكاميرات حرارية هذا العام، أي ما يقارب ضعف عدد الطائرات التي تم استخدامها في العام السابق، بهدف رصد الحرائق في مراحلها الأولية والتدخل السريع قبل أن تتفاقم وتخرج عن السيطرة.

وقد اختتم الوزير تصريحاته بتحذير هام قائلًا: "لا ينبغي أن ننخدع بظاهر الأمور، حتى وإن بدت الظروف المناخية هذا العام أكثر اعتدالًا... الأسوأ قد يكون في الطريق".