عمان جو - طارق ديلواني
'إبرة كل ستة أشهر' باتت شعاراً غير معلن يختصر موجة التجميل التي تجتاح الأردن، حيث تحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى منصات دعائية تعيد رسم معايير الجمال وتسوق وجوهاً مثالية مصنوعة.
في عمان، لا تحتاج إلى أن تكون متخصصاً لتلحظ جنون 'البوتوكس' و'الفيلر' وقد تسلل إلى مختلف الفئات، شابات في مقتبل العمر وأمهات، بل وحتى من محدودي الدخل. جولة قصيرة بين الأحياء تكشف كيف تبدل التجميل من رفاهية إلى ما يشبه 'الضرورة'، فمحا الفوارق الفردية وخلف وجوهاً متشابهة.
لكن خلف هذه الملامح المستنسخة تختبئ قصص أكثر تعقيداً، نساء دفعن أثماناً نفسية وصحية لعمليات فاشلة، وسوق فوضوية بملايين الدنانير تتنازعها عيادات فاخرة ومراكز غير مرخصة، وسط تحذيرات من أطباء يخشون انفلات الظاهرة.
'البوتوكس' و'الفيلر'
بحسب أطباء جلدية وتجميل يتصدر توكسين البوتولينوم (البوتوكس) و'الفيلر' قائمة الإجراءات غير الجراحية الأكثر طلباً في عيادات التجميل الأردنية خلال الفترة الأخيرة. ويستخدم 'البوتوكس' كإجراء طبي وتجميلي واسع الانتشار لتقليل التجاعيد الدقيقة وعلامات التقدم في السن، إضافة إلى رفع الحاجبين أو شد الرقبة بطرق غير جراحية. أما 'الفيلر' فهو مادة تحقن تحت الجلد لملء الفراغات أو التجاعيد واستعادة الحجم المفقود، ويعد من أكثر الإجراءات التجميلية غير الجراحية شيوعاً على مستوى العالم.
وتتسابق منصات التواصل الاجتماعي في بث مئات الإعلانات لعيادات ومراكز تجميلية تروج لأحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا الطبية، سواء عبر إجراءات بسيطة أو عمليات جراحية متقدمة. ومع وجود ما يقارب 6.38 مليون مستخدم لوسائل التواصل الاجتماعي في الأردن، يشكل ذلك سوقاً ضخمة للتسويق الرقمي، تضاف إليها ميزة السياحة العلاجية التي تشهد إقبالاً متزايداً على المملكة.
يعد انتشار عمليات التجميل في الأردن ظاهرة حديثة نسبياً لكن جذورها التاريخية والاجتماعية تعود إلى عوامل عدة (أ ف ب)
غير أن هذا الانتشار لم يخل من أخطار، إذ تعمل بعض المراكز والعيادات من دون ترخيص رسمي، وتقدم خدمات لا يجيز القانون ممارستها، خصوصاً في مجال العناية بالبشرة. والأسوأ أن بعضها تجاوز الإطار القانوني تماماً بممارسة نشاطه في شقق سكنية أو صالونات تجميل، مستخدماً مستحضرات مجهولة المصدر، مستغلاً نظام البيع بالتقسيط والعروض المغرية لاستقطاب الزبائن. هذه الفوضى أسفرت عن مئات الشكاوى سنوياً، مما يعكس حجم التحدي الذي يواجهه القطاع الطبي والرقابي في ضبط هذه السوق سريعة النمو.
ثقافة الوجه المفلتر
ويعد انتشار عمليات التجميل في الأردن ظاهرة حديثة نسبياً، لكن جذورها التاريخية والاجتماعية تعود إلى عوامل عدة، إذ لم تكن عمليات التجميل شائعة في الأردن، حيث كانت الثقافة المحلية تعطي الأولوية للجمال الطبيعي، وكان الاهتمام بالمظهر الجسدي ينظر إليه غالباً على أنه نوع من الترف أو الاهتمام المفرط بالذات.
بدأ هذا الهوس بالتجميل في الانتشار بصورة ملحوظة خلال العقدين الماضيين، نتيجة الانفتاح الإعلامي وانتشار القنوات الفضائية وبرامج تلفزيون الواقع، بحيث أصبحت وجوه المشاهير وعمليات التجميل التي خضعوا لها مادة للحوار والتقليد.
ومع تحسن المستوى المعيشي لدى فئات واسعة من المجتمع الأردني، أصبحت هناك قدرة شرائية أكبر للإنفاق على خدمات غير أساسية مثل التجميل، فضلاً عن تطور القطاع الطبي.
كما أدى الجيل الحالي ووسائل التواصل الاجتماعي دوراً حاسماً في تسريع وتيرة هذا الهوس. وأسهم المؤثرون بدورهم في الترويج بحيث تحول 'البوتوكس' و'الفيلر' من إجراء تجميلي إلى رمز للقدرة على مواكبة العصر.
يقول مراقبون إن معايير الجمال في العشرية الأخيرة لدى الأردنيين أخذت منحى مختلفاً، بفعل نشاط نحو 60 في المئة من سكان الأردن على شبكات التواصل الاجتماعي والزخم الرقمي، الذي يخلق معياراً بصرياً ملحاً ويطبع الذائقة الجماعية للجمال بصيغة واحدة، تتلاشى فيها التفاصيل لتحل مكانها أقنعة مفرطة من البحث عن الكمال.
عوامل نفسية
يؤكد متخصصون في الصحة النفسية أن الرغبة في إجراء عمليات تجميلية مثل 'البوتوكس' و'الفيلر' غالباً ما تكون مدفوعة بعوامل نفسية عميقة تتجاوز مجرد الرغبة في تحسين المظهر، كاضطراب تشوه الجسم وتدني احترام الذات، وضغوط المجتمع ووسائل الإعلام التي تعرض بصورة مستمرة صوراً 'مثالية' على منصات التواصل الاجتماعي مثل 'إنستغرام' و'تيك توك' لمعايير جمال غير واقعية، مما يؤدي إلى 'المقارنة الاجتماعية'.
وفي هذا الشأن، تؤكد الاختصاصية الاجتماعية والنفسية ليلى سالم أن الأفراد الذين تعرضوا للتنمر والصدمات، أو الإهمال في الماضي قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بمشكلات تتعلق بصورة الجسد، قد ينظرون إلى تغيير مظهرهم كوسيلة لاستعادة السيطرة على حياتهم أو محو جزء مؤلم من ماضيهم.
أسعار متباينة
تراوح الأسعار بحسب نوع الإجراء وحال المريض، كذلك فإن بعض العيادات تقدم عروضاً خاصة أو باقات مخصصة تشمل أكثر من إجراء.
ويتحدث المستشار الصحي نعيم ياسين عن أسعار متفاوتة للعمليات التجميلية، على سبيل المثال تصل كلفة عمليات الجفون ما بين 600 و1200 دينار أردني (الدينار يساوي 1.41 دولار).
أما شد الوجه والرقبة فيراوح ما بين 3500 و4 آلاف دينار، في حين أن إجراءات معالجة التجاعيد وتجميل الذقن تراوح ما بين 600 و2000 دينار أردني حسب الحال.
وتراوح قيمة عملية شد ترهلات البطن من 2600 و3500 دينار أردني. أما تكبير الصدر وتصغيره فهو إجراء يراوح سعره ما بين 100 و3 آلاف دينار، وتراوح أسعار حقن الدهون وشفطها ما بين 800 و2500 دينار.
انديبندت
عمان جو - طارق ديلواني
'إبرة كل ستة أشهر' باتت شعاراً غير معلن يختصر موجة التجميل التي تجتاح الأردن، حيث تحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى منصات دعائية تعيد رسم معايير الجمال وتسوق وجوهاً مثالية مصنوعة.
في عمان، لا تحتاج إلى أن تكون متخصصاً لتلحظ جنون 'البوتوكس' و'الفيلر' وقد تسلل إلى مختلف الفئات، شابات في مقتبل العمر وأمهات، بل وحتى من محدودي الدخل. جولة قصيرة بين الأحياء تكشف كيف تبدل التجميل من رفاهية إلى ما يشبه 'الضرورة'، فمحا الفوارق الفردية وخلف وجوهاً متشابهة.
لكن خلف هذه الملامح المستنسخة تختبئ قصص أكثر تعقيداً، نساء دفعن أثماناً نفسية وصحية لعمليات فاشلة، وسوق فوضوية بملايين الدنانير تتنازعها عيادات فاخرة ومراكز غير مرخصة، وسط تحذيرات من أطباء يخشون انفلات الظاهرة.
'البوتوكس' و'الفيلر'
بحسب أطباء جلدية وتجميل يتصدر توكسين البوتولينوم (البوتوكس) و'الفيلر' قائمة الإجراءات غير الجراحية الأكثر طلباً في عيادات التجميل الأردنية خلال الفترة الأخيرة. ويستخدم 'البوتوكس' كإجراء طبي وتجميلي واسع الانتشار لتقليل التجاعيد الدقيقة وعلامات التقدم في السن، إضافة إلى رفع الحاجبين أو شد الرقبة بطرق غير جراحية. أما 'الفيلر' فهو مادة تحقن تحت الجلد لملء الفراغات أو التجاعيد واستعادة الحجم المفقود، ويعد من أكثر الإجراءات التجميلية غير الجراحية شيوعاً على مستوى العالم.
وتتسابق منصات التواصل الاجتماعي في بث مئات الإعلانات لعيادات ومراكز تجميلية تروج لأحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا الطبية، سواء عبر إجراءات بسيطة أو عمليات جراحية متقدمة. ومع وجود ما يقارب 6.38 مليون مستخدم لوسائل التواصل الاجتماعي في الأردن، يشكل ذلك سوقاً ضخمة للتسويق الرقمي، تضاف إليها ميزة السياحة العلاجية التي تشهد إقبالاً متزايداً على المملكة.
يعد انتشار عمليات التجميل في الأردن ظاهرة حديثة نسبياً لكن جذورها التاريخية والاجتماعية تعود إلى عوامل عدة (أ ف ب)
غير أن هذا الانتشار لم يخل من أخطار، إذ تعمل بعض المراكز والعيادات من دون ترخيص رسمي، وتقدم خدمات لا يجيز القانون ممارستها، خصوصاً في مجال العناية بالبشرة. والأسوأ أن بعضها تجاوز الإطار القانوني تماماً بممارسة نشاطه في شقق سكنية أو صالونات تجميل، مستخدماً مستحضرات مجهولة المصدر، مستغلاً نظام البيع بالتقسيط والعروض المغرية لاستقطاب الزبائن. هذه الفوضى أسفرت عن مئات الشكاوى سنوياً، مما يعكس حجم التحدي الذي يواجهه القطاع الطبي والرقابي في ضبط هذه السوق سريعة النمو.
ثقافة الوجه المفلتر
ويعد انتشار عمليات التجميل في الأردن ظاهرة حديثة نسبياً، لكن جذورها التاريخية والاجتماعية تعود إلى عوامل عدة، إذ لم تكن عمليات التجميل شائعة في الأردن، حيث كانت الثقافة المحلية تعطي الأولوية للجمال الطبيعي، وكان الاهتمام بالمظهر الجسدي ينظر إليه غالباً على أنه نوع من الترف أو الاهتمام المفرط بالذات.
بدأ هذا الهوس بالتجميل في الانتشار بصورة ملحوظة خلال العقدين الماضيين، نتيجة الانفتاح الإعلامي وانتشار القنوات الفضائية وبرامج تلفزيون الواقع، بحيث أصبحت وجوه المشاهير وعمليات التجميل التي خضعوا لها مادة للحوار والتقليد.
ومع تحسن المستوى المعيشي لدى فئات واسعة من المجتمع الأردني، أصبحت هناك قدرة شرائية أكبر للإنفاق على خدمات غير أساسية مثل التجميل، فضلاً عن تطور القطاع الطبي.
كما أدى الجيل الحالي ووسائل التواصل الاجتماعي دوراً حاسماً في تسريع وتيرة هذا الهوس. وأسهم المؤثرون بدورهم في الترويج بحيث تحول 'البوتوكس' و'الفيلر' من إجراء تجميلي إلى رمز للقدرة على مواكبة العصر.
يقول مراقبون إن معايير الجمال في العشرية الأخيرة لدى الأردنيين أخذت منحى مختلفاً، بفعل نشاط نحو 60 في المئة من سكان الأردن على شبكات التواصل الاجتماعي والزخم الرقمي، الذي يخلق معياراً بصرياً ملحاً ويطبع الذائقة الجماعية للجمال بصيغة واحدة، تتلاشى فيها التفاصيل لتحل مكانها أقنعة مفرطة من البحث عن الكمال.
عوامل نفسية
يؤكد متخصصون في الصحة النفسية أن الرغبة في إجراء عمليات تجميلية مثل 'البوتوكس' و'الفيلر' غالباً ما تكون مدفوعة بعوامل نفسية عميقة تتجاوز مجرد الرغبة في تحسين المظهر، كاضطراب تشوه الجسم وتدني احترام الذات، وضغوط المجتمع ووسائل الإعلام التي تعرض بصورة مستمرة صوراً 'مثالية' على منصات التواصل الاجتماعي مثل 'إنستغرام' و'تيك توك' لمعايير جمال غير واقعية، مما يؤدي إلى 'المقارنة الاجتماعية'.
وفي هذا الشأن، تؤكد الاختصاصية الاجتماعية والنفسية ليلى سالم أن الأفراد الذين تعرضوا للتنمر والصدمات، أو الإهمال في الماضي قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بمشكلات تتعلق بصورة الجسد، قد ينظرون إلى تغيير مظهرهم كوسيلة لاستعادة السيطرة على حياتهم أو محو جزء مؤلم من ماضيهم.
أسعار متباينة
تراوح الأسعار بحسب نوع الإجراء وحال المريض، كذلك فإن بعض العيادات تقدم عروضاً خاصة أو باقات مخصصة تشمل أكثر من إجراء.
ويتحدث المستشار الصحي نعيم ياسين عن أسعار متفاوتة للعمليات التجميلية، على سبيل المثال تصل كلفة عمليات الجفون ما بين 600 و1200 دينار أردني (الدينار يساوي 1.41 دولار).
أما شد الوجه والرقبة فيراوح ما بين 3500 و4 آلاف دينار، في حين أن إجراءات معالجة التجاعيد وتجميل الذقن تراوح ما بين 600 و2000 دينار أردني حسب الحال.
وتراوح قيمة عملية شد ترهلات البطن من 2600 و3500 دينار أردني. أما تكبير الصدر وتصغيره فهو إجراء يراوح سعره ما بين 100 و3 آلاف دينار، وتراوح أسعار حقن الدهون وشفطها ما بين 800 و2500 دينار.
انديبندت
عمان جو - طارق ديلواني
'إبرة كل ستة أشهر' باتت شعاراً غير معلن يختصر موجة التجميل التي تجتاح الأردن، حيث تحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى منصات دعائية تعيد رسم معايير الجمال وتسوق وجوهاً مثالية مصنوعة.
في عمان، لا تحتاج إلى أن تكون متخصصاً لتلحظ جنون 'البوتوكس' و'الفيلر' وقد تسلل إلى مختلف الفئات، شابات في مقتبل العمر وأمهات، بل وحتى من محدودي الدخل. جولة قصيرة بين الأحياء تكشف كيف تبدل التجميل من رفاهية إلى ما يشبه 'الضرورة'، فمحا الفوارق الفردية وخلف وجوهاً متشابهة.
لكن خلف هذه الملامح المستنسخة تختبئ قصص أكثر تعقيداً، نساء دفعن أثماناً نفسية وصحية لعمليات فاشلة، وسوق فوضوية بملايين الدنانير تتنازعها عيادات فاخرة ومراكز غير مرخصة، وسط تحذيرات من أطباء يخشون انفلات الظاهرة.
'البوتوكس' و'الفيلر'
بحسب أطباء جلدية وتجميل يتصدر توكسين البوتولينوم (البوتوكس) و'الفيلر' قائمة الإجراءات غير الجراحية الأكثر طلباً في عيادات التجميل الأردنية خلال الفترة الأخيرة. ويستخدم 'البوتوكس' كإجراء طبي وتجميلي واسع الانتشار لتقليل التجاعيد الدقيقة وعلامات التقدم في السن، إضافة إلى رفع الحاجبين أو شد الرقبة بطرق غير جراحية. أما 'الفيلر' فهو مادة تحقن تحت الجلد لملء الفراغات أو التجاعيد واستعادة الحجم المفقود، ويعد من أكثر الإجراءات التجميلية غير الجراحية شيوعاً على مستوى العالم.
وتتسابق منصات التواصل الاجتماعي في بث مئات الإعلانات لعيادات ومراكز تجميلية تروج لأحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا الطبية، سواء عبر إجراءات بسيطة أو عمليات جراحية متقدمة. ومع وجود ما يقارب 6.38 مليون مستخدم لوسائل التواصل الاجتماعي في الأردن، يشكل ذلك سوقاً ضخمة للتسويق الرقمي، تضاف إليها ميزة السياحة العلاجية التي تشهد إقبالاً متزايداً على المملكة.
يعد انتشار عمليات التجميل في الأردن ظاهرة حديثة نسبياً لكن جذورها التاريخية والاجتماعية تعود إلى عوامل عدة (أ ف ب)
غير أن هذا الانتشار لم يخل من أخطار، إذ تعمل بعض المراكز والعيادات من دون ترخيص رسمي، وتقدم خدمات لا يجيز القانون ممارستها، خصوصاً في مجال العناية بالبشرة. والأسوأ أن بعضها تجاوز الإطار القانوني تماماً بممارسة نشاطه في شقق سكنية أو صالونات تجميل، مستخدماً مستحضرات مجهولة المصدر، مستغلاً نظام البيع بالتقسيط والعروض المغرية لاستقطاب الزبائن. هذه الفوضى أسفرت عن مئات الشكاوى سنوياً، مما يعكس حجم التحدي الذي يواجهه القطاع الطبي والرقابي في ضبط هذه السوق سريعة النمو.
ثقافة الوجه المفلتر
ويعد انتشار عمليات التجميل في الأردن ظاهرة حديثة نسبياً، لكن جذورها التاريخية والاجتماعية تعود إلى عوامل عدة، إذ لم تكن عمليات التجميل شائعة في الأردن، حيث كانت الثقافة المحلية تعطي الأولوية للجمال الطبيعي، وكان الاهتمام بالمظهر الجسدي ينظر إليه غالباً على أنه نوع من الترف أو الاهتمام المفرط بالذات.
بدأ هذا الهوس بالتجميل في الانتشار بصورة ملحوظة خلال العقدين الماضيين، نتيجة الانفتاح الإعلامي وانتشار القنوات الفضائية وبرامج تلفزيون الواقع، بحيث أصبحت وجوه المشاهير وعمليات التجميل التي خضعوا لها مادة للحوار والتقليد.
ومع تحسن المستوى المعيشي لدى فئات واسعة من المجتمع الأردني، أصبحت هناك قدرة شرائية أكبر للإنفاق على خدمات غير أساسية مثل التجميل، فضلاً عن تطور القطاع الطبي.
كما أدى الجيل الحالي ووسائل التواصل الاجتماعي دوراً حاسماً في تسريع وتيرة هذا الهوس. وأسهم المؤثرون بدورهم في الترويج بحيث تحول 'البوتوكس' و'الفيلر' من إجراء تجميلي إلى رمز للقدرة على مواكبة العصر.
يقول مراقبون إن معايير الجمال في العشرية الأخيرة لدى الأردنيين أخذت منحى مختلفاً، بفعل نشاط نحو 60 في المئة من سكان الأردن على شبكات التواصل الاجتماعي والزخم الرقمي، الذي يخلق معياراً بصرياً ملحاً ويطبع الذائقة الجماعية للجمال بصيغة واحدة، تتلاشى فيها التفاصيل لتحل مكانها أقنعة مفرطة من البحث عن الكمال.
عوامل نفسية
يؤكد متخصصون في الصحة النفسية أن الرغبة في إجراء عمليات تجميلية مثل 'البوتوكس' و'الفيلر' غالباً ما تكون مدفوعة بعوامل نفسية عميقة تتجاوز مجرد الرغبة في تحسين المظهر، كاضطراب تشوه الجسم وتدني احترام الذات، وضغوط المجتمع ووسائل الإعلام التي تعرض بصورة مستمرة صوراً 'مثالية' على منصات التواصل الاجتماعي مثل 'إنستغرام' و'تيك توك' لمعايير جمال غير واقعية، مما يؤدي إلى 'المقارنة الاجتماعية'.
وفي هذا الشأن، تؤكد الاختصاصية الاجتماعية والنفسية ليلى سالم أن الأفراد الذين تعرضوا للتنمر والصدمات، أو الإهمال في الماضي قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بمشكلات تتعلق بصورة الجسد، قد ينظرون إلى تغيير مظهرهم كوسيلة لاستعادة السيطرة على حياتهم أو محو جزء مؤلم من ماضيهم.
أسعار متباينة
تراوح الأسعار بحسب نوع الإجراء وحال المريض، كذلك فإن بعض العيادات تقدم عروضاً خاصة أو باقات مخصصة تشمل أكثر من إجراء.
ويتحدث المستشار الصحي نعيم ياسين عن أسعار متفاوتة للعمليات التجميلية، على سبيل المثال تصل كلفة عمليات الجفون ما بين 600 و1200 دينار أردني (الدينار يساوي 1.41 دولار).
أما شد الوجه والرقبة فيراوح ما بين 3500 و4 آلاف دينار، في حين أن إجراءات معالجة التجاعيد وتجميل الذقن تراوح ما بين 600 و2000 دينار أردني حسب الحال.
وتراوح قيمة عملية شد ترهلات البطن من 2600 و3500 دينار أردني. أما تكبير الصدر وتصغيره فهو إجراء يراوح سعره ما بين 100 و3 آلاف دينار، وتراوح أسعار حقن الدهون وشفطها ما بين 800 و2500 دينار.
انديبندت
التعليقات