عمان جو - الدكتور علي الشرمان
يعبر مجتمع الفنانيين الموسيقيين الاردنيين، عن صرخة الممثلين بصدى صرخة بكل تفاعل وتضامن، ولكن بغصَّة ، كانت صدى لهذه الصرخة…
ليس لاني شارفت على نهايات العقد الخامس؛ بل لاني اخيرا ايقنت ان العمر مجرد رقم.. لماذا؟.. لانه لم يبقى للزمن زمن ولا للوقت قياس واضح؛ فكل يوم أصّلي الجمعة ولكن ببدلة وأناقة؛ وليس كما كان يفعل المطرب الراحل اسماعيل خضر … الذي امضى آخر عقد من عمره في حي نزال يلبس طاقية الموالي ويلتحف دشداشة قصيرة ليصلي ويعتكف ويسأل الله الرزق والجنة… الفنان الاردني يموت وهو يدعوا الله الفرج… منذ ثلاثة عقود ونصف ابتعثتني الحكومة الاردنية لدراسة الموسيقى في موسكو، كنت حينها اغني للوطن وللملك؛ واذكر انني عزفت العود وغنيت من اغانينا الاردنية الشعبية في عرس رئيس الوزراء الأسبق دولة الدكتور عون الخصاونة في سبعينيات القرن المنصرم، والمفاجأة في تلك الليلة انني حصلت على(٨٠) دينار اردني لقاء تعبي وابداعي وصُراخي. هذا المبلغ كان يمكنني ان أشتري به خمسة دونمات زراعية في المزار الشمالي، اين يبلغ ثمن الدونم اليوم خمسون الف..شكرا دولة الرئيس الدكتور القاضي والسياسي الشديد البأس. اليوم خمسون الف تعني انتاج اغنية واحدة مع تصويرها بتقنية الفيديو كليب. يعني الفنان بحاجة ان يبيع خمسة دونمات زراعية بجانب محمية المزار الشمالي الحرجية لينتج اغنية.. نعم اغنية واحدة بخمسين الف دينار … وتتصدق عليه الحكومة في مهرجان جرش ب (٧٥٠) دينار لقاء حفلة من على الساحة المنسية؛ اقصد الرئيسية، لقاء بدلة سموكي ونعل لامع.. ونتساءل اين الفن الاردني؟!.. مَن من الموسيقيين يملك قوت يومه ليقوم على إنتاج اغنية، لتوضع بمصاف الاغاني العربية او العالمية؟
نظرة خاطفة الى الشأن الموسيقي العالمي..الموسيقيون لم يكونوا مجرد “فنانين”، بل كثيرًا ما لعبوا أدوار تربوية، إدارية، سياسية، دبلوماسية، وأحيانًا صاروا رموزًا قومية أو حتى صناع قرار… على سبيل المثال:
الفنان السوري المطرب صباح فخري كان عضوا في مجلس الشعب؛ الفنان الملحن محمد عبدالوهاب كان عضوا في مجلس الشعب؛ ريتشارد فاغنر مؤلف موسيقي الماني عالمي، لم يكن وزيرًا رسميًا، لكنه كان مستشارًا موسيقيًا للملك لودفيغ الثاني، وتأثيره وصل إلى السياسة والثقافة في بافاريا؛ في أذربيجان بولاد بلبل اوغلو كان وزيرا الثقافة. اما الاسباني بابلو كازالس عازف التشيللو الشهير، أصبح رئيسًا شرفيًا لمجلس السلام العالمي، وكذلك، مغنية الاوبرا الصينية، أصبحت عضوًا في المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني.. والكثير من الموسيقيين تولوا مناصب سياسية وحقائب وزارية في مختلف دول العالم مثل استراليا، البرازيل، البيرو، السينغال، اذربيجان، روسيا.
وهنا يأتي السؤال متى يتغير حال الموسيقي الاردني؟ فمنذ ان أُحرق المعهد الموسيقي الاردني الذي كان يرقد على الدوار الثالث في جبل عمان في العام ١٩٧٠ ولغاية اليوم وصرخات الفنانيين تتوالى وصداها يحرح حناجر المطربين الاردنيين حتى اصبح الموسيقي الاردني يعزف نشازا من شُح العمل، وصرخته تدوي في فراغات وزارة الثقافة، بإنتظار قرار سياسي بعد ان اتفق الفنانون على الهوية الواحدة!.
الدكتور علي الشرمان
عمان جو - الدكتور علي الشرمان
يعبر مجتمع الفنانيين الموسيقيين الاردنيين، عن صرخة الممثلين بصدى صرخة بكل تفاعل وتضامن، ولكن بغصَّة ، كانت صدى لهذه الصرخة…
ليس لاني شارفت على نهايات العقد الخامس؛ بل لاني اخيرا ايقنت ان العمر مجرد رقم.. لماذا؟.. لانه لم يبقى للزمن زمن ولا للوقت قياس واضح؛ فكل يوم أصّلي الجمعة ولكن ببدلة وأناقة؛ وليس كما كان يفعل المطرب الراحل اسماعيل خضر … الذي امضى آخر عقد من عمره في حي نزال يلبس طاقية الموالي ويلتحف دشداشة قصيرة ليصلي ويعتكف ويسأل الله الرزق والجنة… الفنان الاردني يموت وهو يدعوا الله الفرج… منذ ثلاثة عقود ونصف ابتعثتني الحكومة الاردنية لدراسة الموسيقى في موسكو، كنت حينها اغني للوطن وللملك؛ واذكر انني عزفت العود وغنيت من اغانينا الاردنية الشعبية في عرس رئيس الوزراء الأسبق دولة الدكتور عون الخصاونة في سبعينيات القرن المنصرم، والمفاجأة في تلك الليلة انني حصلت على(٨٠) دينار اردني لقاء تعبي وابداعي وصُراخي. هذا المبلغ كان يمكنني ان أشتري به خمسة دونمات زراعية في المزار الشمالي، اين يبلغ ثمن الدونم اليوم خمسون الف..شكرا دولة الرئيس الدكتور القاضي والسياسي الشديد البأس. اليوم خمسون الف تعني انتاج اغنية واحدة مع تصويرها بتقنية الفيديو كليب. يعني الفنان بحاجة ان يبيع خمسة دونمات زراعية بجانب محمية المزار الشمالي الحرجية لينتج اغنية.. نعم اغنية واحدة بخمسين الف دينار … وتتصدق عليه الحكومة في مهرجان جرش ب (٧٥٠) دينار لقاء حفلة من على الساحة المنسية؛ اقصد الرئيسية، لقاء بدلة سموكي ونعل لامع.. ونتساءل اين الفن الاردني؟!.. مَن من الموسيقيين يملك قوت يومه ليقوم على إنتاج اغنية، لتوضع بمصاف الاغاني العربية او العالمية؟
نظرة خاطفة الى الشأن الموسيقي العالمي..الموسيقيون لم يكونوا مجرد “فنانين”، بل كثيرًا ما لعبوا أدوار تربوية، إدارية، سياسية، دبلوماسية، وأحيانًا صاروا رموزًا قومية أو حتى صناع قرار… على سبيل المثال:
الفنان السوري المطرب صباح فخري كان عضوا في مجلس الشعب؛ الفنان الملحن محمد عبدالوهاب كان عضوا في مجلس الشعب؛ ريتشارد فاغنر مؤلف موسيقي الماني عالمي، لم يكن وزيرًا رسميًا، لكنه كان مستشارًا موسيقيًا للملك لودفيغ الثاني، وتأثيره وصل إلى السياسة والثقافة في بافاريا؛ في أذربيجان بولاد بلبل اوغلو كان وزيرا الثقافة. اما الاسباني بابلو كازالس عازف التشيللو الشهير، أصبح رئيسًا شرفيًا لمجلس السلام العالمي، وكذلك، مغنية الاوبرا الصينية، أصبحت عضوًا في المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني.. والكثير من الموسيقيين تولوا مناصب سياسية وحقائب وزارية في مختلف دول العالم مثل استراليا، البرازيل، البيرو، السينغال، اذربيجان، روسيا.
وهنا يأتي السؤال متى يتغير حال الموسيقي الاردني؟ فمنذ ان أُحرق المعهد الموسيقي الاردني الذي كان يرقد على الدوار الثالث في جبل عمان في العام ١٩٧٠ ولغاية اليوم وصرخات الفنانيين تتوالى وصداها يحرح حناجر المطربين الاردنيين حتى اصبح الموسيقي الاردني يعزف نشازا من شُح العمل، وصرخته تدوي في فراغات وزارة الثقافة، بإنتظار قرار سياسي بعد ان اتفق الفنانون على الهوية الواحدة!.
الدكتور علي الشرمان
عمان جو - الدكتور علي الشرمان
يعبر مجتمع الفنانيين الموسيقيين الاردنيين، عن صرخة الممثلين بصدى صرخة بكل تفاعل وتضامن، ولكن بغصَّة ، كانت صدى لهذه الصرخة…
ليس لاني شارفت على نهايات العقد الخامس؛ بل لاني اخيرا ايقنت ان العمر مجرد رقم.. لماذا؟.. لانه لم يبقى للزمن زمن ولا للوقت قياس واضح؛ فكل يوم أصّلي الجمعة ولكن ببدلة وأناقة؛ وليس كما كان يفعل المطرب الراحل اسماعيل خضر … الذي امضى آخر عقد من عمره في حي نزال يلبس طاقية الموالي ويلتحف دشداشة قصيرة ليصلي ويعتكف ويسأل الله الرزق والجنة… الفنان الاردني يموت وهو يدعوا الله الفرج… منذ ثلاثة عقود ونصف ابتعثتني الحكومة الاردنية لدراسة الموسيقى في موسكو، كنت حينها اغني للوطن وللملك؛ واذكر انني عزفت العود وغنيت من اغانينا الاردنية الشعبية في عرس رئيس الوزراء الأسبق دولة الدكتور عون الخصاونة في سبعينيات القرن المنصرم، والمفاجأة في تلك الليلة انني حصلت على(٨٠) دينار اردني لقاء تعبي وابداعي وصُراخي. هذا المبلغ كان يمكنني ان أشتري به خمسة دونمات زراعية في المزار الشمالي، اين يبلغ ثمن الدونم اليوم خمسون الف..شكرا دولة الرئيس الدكتور القاضي والسياسي الشديد البأس. اليوم خمسون الف تعني انتاج اغنية واحدة مع تصويرها بتقنية الفيديو كليب. يعني الفنان بحاجة ان يبيع خمسة دونمات زراعية بجانب محمية المزار الشمالي الحرجية لينتج اغنية.. نعم اغنية واحدة بخمسين الف دينار … وتتصدق عليه الحكومة في مهرجان جرش ب (٧٥٠) دينار لقاء حفلة من على الساحة المنسية؛ اقصد الرئيسية، لقاء بدلة سموكي ونعل لامع.. ونتساءل اين الفن الاردني؟!.. مَن من الموسيقيين يملك قوت يومه ليقوم على إنتاج اغنية، لتوضع بمصاف الاغاني العربية او العالمية؟
نظرة خاطفة الى الشأن الموسيقي العالمي..الموسيقيون لم يكونوا مجرد “فنانين”، بل كثيرًا ما لعبوا أدوار تربوية، إدارية، سياسية، دبلوماسية، وأحيانًا صاروا رموزًا قومية أو حتى صناع قرار… على سبيل المثال:
الفنان السوري المطرب صباح فخري كان عضوا في مجلس الشعب؛ الفنان الملحن محمد عبدالوهاب كان عضوا في مجلس الشعب؛ ريتشارد فاغنر مؤلف موسيقي الماني عالمي، لم يكن وزيرًا رسميًا، لكنه كان مستشارًا موسيقيًا للملك لودفيغ الثاني، وتأثيره وصل إلى السياسة والثقافة في بافاريا؛ في أذربيجان بولاد بلبل اوغلو كان وزيرا الثقافة. اما الاسباني بابلو كازالس عازف التشيللو الشهير، أصبح رئيسًا شرفيًا لمجلس السلام العالمي، وكذلك، مغنية الاوبرا الصينية، أصبحت عضوًا في المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني.. والكثير من الموسيقيين تولوا مناصب سياسية وحقائب وزارية في مختلف دول العالم مثل استراليا، البرازيل، البيرو، السينغال، اذربيجان، روسيا.
وهنا يأتي السؤال متى يتغير حال الموسيقي الاردني؟ فمنذ ان أُحرق المعهد الموسيقي الاردني الذي كان يرقد على الدوار الثالث في جبل عمان في العام ١٩٧٠ ولغاية اليوم وصرخات الفنانيين تتوالى وصداها يحرح حناجر المطربين الاردنيين حتى اصبح الموسيقي الاردني يعزف نشازا من شُح العمل، وصرخته تدوي في فراغات وزارة الثقافة، بإنتظار قرار سياسي بعد ان اتفق الفنانون على الهوية الواحدة!.
الدكتور علي الشرمان
التعليقات