عمان جو -
يظل الصراع الدائم في المنطقة صراع أزمات مستمرة منذ أكثر من قرن
تسلم ' هتلر ' الحكم في ألمانيا نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1933م . ولكره العرب لليهود وفي مقدمتهم الحاج أمين الحسيني مفتي القدس ، جعلهم معجبين بهتلر .
خلال الحرب العالمية الثانية ، أصبح الشرق الأوسط محور اهتمام الدول الخارجية ، ومنها ألمانيا ، كان اهتمامها يدور حول المفتي الحسيني . وهو من رواد الحركة الوطنية الفلسطينية . الذي جمع بين منصب الإفتاء ورئاسة المجلس الإسلامي والهيئة العربية العليا أسس عام 1915 ' النادي العربي ' وهو أول منظمة سياسية عرفتها فلسطين . وترأس المؤتمر الوطني الفلسطيني الذي أعلن حكومة عموم فلسطين .
عاش هموم قضية فلسطين حتى آخر نفس في حياته. حمل راية الجهاد المقدس ضد المحتلين الانكليز والصهاينة الغاصبين وتنقل الحاج محمد أمين الحسيني بمختلف بقاع الأرض مطالباً بدعم الشعب الفلسطيني من أجل استرداد حقوقه المغتصبة فاضحاً أساليب السياسة البريطانية ، ومنبهاً المسلمين إلى ما يُحاك ضدهم. واستخدم كل جهده في فلسطين وخارجها لإشعال الثورة ضد الانجليز، و مطالباً بحق تقرير المصير لعرب فلسطين ، ووقف هجرة اليهود التي بدأت تهدد الوجود العربي في فلسطين ، وقد دعت المنظمات اليهودية لقتله قائلةً ' يجب أن يموت محمد أمين الحسيني حتى نجد من الفلسطينيين من يتفاوض معنا ' . ويوم وفاته قالت الصحف البريطانية : ' مات عدو الإمبراطورية البريطانية والحركة الصهيونية ' .
وقال احد زعماء الكيان الصهيوني : ' قد كان محتملاً إن تنشأ دولة ' إسرائيل ' خلال عشر سنوات أو خمس عشرة سنة من بدء المشروع . ولكن محمد أمين الحسيني جعل الأمر يحتاج عشرات السنين ' .
ولد محمد أمين الحسيني في مدينة القديس سنة 1895 . ونشأ في عائلة الحسيني العريقة . وتربى في بيت والده طاهر الحسيني مفتي القدس .
انضم إلى العمل مع الثورة العربية بقيادة الشريف حسين بن علي بهدف إقامة دولة عربية مستقلة . وبعد صدور وعد بلفور المشؤوم في الثاني من تشرين الثاني عام 1917 ، انصرف إلى تنظيم الفلسطينيين في حركة وطنية شاملة . ونادى بوجوب محاربة الحكم البريطاني على فلسطين ، والغزوات الصهيونية . ودعا العرب إلى مقاومتهما .
اعتقل الحاج أمين بعد أن قاد ثورة القدس الأولى سنة 1920 ولكنه هرب من الاعتقال إلى منطقة الكرك بجنوب الأردن .
كان الحاج أمين ينادي بسوريا الكبرى – وفلسطين جزء منها – وشجع الشعب العربي الفلسطيني على ذلك وتصدى للدعوات المنادية بفصل فلسطين عن سوريا . وعمل على تحسين أحوال الشعب الفلسطيني الاقتصادية والتعليمية ، حيث أنشأ دار الأيتام الإسلامية الصناعية ، كما اهتم بالشباب . فأـنشأ ' الكلية الإسلامية ' سنة 1924 بالقدس بجوار المسجد الأقصى .
كانت هموم العرب في تلك الفترة بجل عنايته واهتمامه . فقام بتشكيل اللجنة المركزية الفلسطينية لإغاثة السوريين المتضررين وقدم المساعدات للثوار بقيادة سلطان باشا الأطرش.
وفي سنة 1931 فتح مؤتمر العالم الإسلامي الثاني في المسجد الأقصى بحضور عدد كبير من زعماء العرب والمسلمين والعلماء والأعيان من مختلف بلدان العالم الإسلامي
كان الحاج أمين الحسيني يرى أن الشعب الفلسطيني لم يكن مؤهلاً لخوض معركة عسكرية بطريقة حديثة. فكان يعمل بمعاونة عدد من الشباب الفلسطيني الموثوقين على إقامة منظمات سرية وتدريب أفراد وتسليحهم .وانشأ من هذه المنظمات منظمة ' الفتوة ' التي كان الحزب العربي الفلسطيني قد ألفها . وأنشأ جيش الجهاد المقدس الفلسطيني ، واحتار عبد القادر الحسيني قائداً له . كما دعم حركة التطوع في البلاد العربية ، فدخل الى فلسطين المجاهدون بقيادة ' فوزي القاوقجي ' .
رفض المفتي قرار التقسيم ، وقررت اللجنة العربية العليا محاربة القرار . وفي عام 1930 لجأ المفتي الى الحرم القدس الشريف ، وظل يمارس دوره في مناهضة الاحتلال من داخل الحرم الشريف ، اعتبر الاحتلال الانجليزي المفتي مسؤولاً عن أعمال المقاومة التي يتعرض لها الجنود الانجليز. فقام بحل اللجنة العربية ، وفرّ المفتي إلى خارج فلسطين . ووصل بغداد سنة 1939. من اجل مواصلة نضاله ضد البريطانيين والصهاينة.
وصل الحاج الحسيني برلين ، واستقبل من قبل ' هتلر ' بتاريخ 28 تشرين الثاني 1941م. وكان الحسيني وهتلر يتقاربان في وجهة نطرههما في كرهما لليهود . أعلن هتلر بعد لقاء المفتي ان النفوذ لليهود على الاقتصاد والسياسة هو شيء مضر ويجب مقاومته .
إن جميع المسلمين يتمنون اليوم إعلان ألمانيا مقاطعة كافة البضائع اليهودية كما أنهم سينضمون بحماس لحملة المقاطعة . وذهب إعجاب العرب بألمانيا الهتلرية ، في عام 1933عن الرغبة في تأسيس حزب قومي اشتراكي عربي . ورحب هتلر بهذه الفكرة ، لكونها تبين أن الاعتزاز الألماني القومي وجد صدى واسعاً له . لم ير الحزب القومي الاشتراكي النور، بيد ان هذا لم يغير شيئاً في إعجاب العرب لسياسة ألمانيا النازية المعادية لليهود . كما ان العرب يحسدون ألمانيا على زعيمها ، بعد أن أدركوا أنهم يفتقرون إلى زعيم مثله . وكان المقاتلون يأملون المساعدة الألمانية ويرون أن على ألمانيا أن ترسل سلاحاً من اجل مقاومة اليهود وكان رد الألمان على المفتي مخيباً لأمله ، إذ بقيت ألمانيا على موقفها ، ولم ترغب في استفزاز الانتداب البريطاني . وكانت تتطلع إلى بناء علاقات مع بريطانيا . ولهذا رفضت دعم الثوار الفلسطينين . وكانت السياسة الألمانية المعادية لليهود قد دفعت بهجرات كبيرة لليهود الألمان إلى فلسطين .
استغلت الحركة الصهيونية علاقة الحاج أمين واستقبال هتلر له . وراحت توزع صورة اللقاء ، وذلك بعد مرور ما يقارب ثمانين عاماً على هذا اللقاء . والحقيقة أن هذه العلاقة لا يشوبها عيب في تلك المرحلة ، فقد كان الحاج يطوف دول العالم ليبحث عن أصدقاء داعمين لنضال شعبه الذي يواجه قوى شريرة معادية .
وكان المبادر بتشكيل المجلس الوطني الفلسطيني في عام 1948، وعلى تأليف حكومة فلسطينية تقوم بمهام
عمان جو -
يظل الصراع الدائم في المنطقة صراع أزمات مستمرة منذ أكثر من قرن
تسلم ' هتلر ' الحكم في ألمانيا نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1933م . ولكره العرب لليهود وفي مقدمتهم الحاج أمين الحسيني مفتي القدس ، جعلهم معجبين بهتلر .
خلال الحرب العالمية الثانية ، أصبح الشرق الأوسط محور اهتمام الدول الخارجية ، ومنها ألمانيا ، كان اهتمامها يدور حول المفتي الحسيني . وهو من رواد الحركة الوطنية الفلسطينية . الذي جمع بين منصب الإفتاء ورئاسة المجلس الإسلامي والهيئة العربية العليا أسس عام 1915 ' النادي العربي ' وهو أول منظمة سياسية عرفتها فلسطين . وترأس المؤتمر الوطني الفلسطيني الذي أعلن حكومة عموم فلسطين .
عاش هموم قضية فلسطين حتى آخر نفس في حياته. حمل راية الجهاد المقدس ضد المحتلين الانكليز والصهاينة الغاصبين وتنقل الحاج محمد أمين الحسيني بمختلف بقاع الأرض مطالباً بدعم الشعب الفلسطيني من أجل استرداد حقوقه المغتصبة فاضحاً أساليب السياسة البريطانية ، ومنبهاً المسلمين إلى ما يُحاك ضدهم. واستخدم كل جهده في فلسطين وخارجها لإشعال الثورة ضد الانجليز، و مطالباً بحق تقرير المصير لعرب فلسطين ، ووقف هجرة اليهود التي بدأت تهدد الوجود العربي في فلسطين ، وقد دعت المنظمات اليهودية لقتله قائلةً ' يجب أن يموت محمد أمين الحسيني حتى نجد من الفلسطينيين من يتفاوض معنا ' . ويوم وفاته قالت الصحف البريطانية : ' مات عدو الإمبراطورية البريطانية والحركة الصهيونية ' .
وقال احد زعماء الكيان الصهيوني : ' قد كان محتملاً إن تنشأ دولة ' إسرائيل ' خلال عشر سنوات أو خمس عشرة سنة من بدء المشروع . ولكن محمد أمين الحسيني جعل الأمر يحتاج عشرات السنين ' .
ولد محمد أمين الحسيني في مدينة القديس سنة 1895 . ونشأ في عائلة الحسيني العريقة . وتربى في بيت والده طاهر الحسيني مفتي القدس .
انضم إلى العمل مع الثورة العربية بقيادة الشريف حسين بن علي بهدف إقامة دولة عربية مستقلة . وبعد صدور وعد بلفور المشؤوم في الثاني من تشرين الثاني عام 1917 ، انصرف إلى تنظيم الفلسطينيين في حركة وطنية شاملة . ونادى بوجوب محاربة الحكم البريطاني على فلسطين ، والغزوات الصهيونية . ودعا العرب إلى مقاومتهما .
اعتقل الحاج أمين بعد أن قاد ثورة القدس الأولى سنة 1920 ولكنه هرب من الاعتقال إلى منطقة الكرك بجنوب الأردن .
كان الحاج أمين ينادي بسوريا الكبرى – وفلسطين جزء منها – وشجع الشعب العربي الفلسطيني على ذلك وتصدى للدعوات المنادية بفصل فلسطين عن سوريا . وعمل على تحسين أحوال الشعب الفلسطيني الاقتصادية والتعليمية ، حيث أنشأ دار الأيتام الإسلامية الصناعية ، كما اهتم بالشباب . فأـنشأ ' الكلية الإسلامية ' سنة 1924 بالقدس بجوار المسجد الأقصى .
كانت هموم العرب في تلك الفترة بجل عنايته واهتمامه . فقام بتشكيل اللجنة المركزية الفلسطينية لإغاثة السوريين المتضررين وقدم المساعدات للثوار بقيادة سلطان باشا الأطرش.
وفي سنة 1931 فتح مؤتمر العالم الإسلامي الثاني في المسجد الأقصى بحضور عدد كبير من زعماء العرب والمسلمين والعلماء والأعيان من مختلف بلدان العالم الإسلامي
كان الحاج أمين الحسيني يرى أن الشعب الفلسطيني لم يكن مؤهلاً لخوض معركة عسكرية بطريقة حديثة. فكان يعمل بمعاونة عدد من الشباب الفلسطيني الموثوقين على إقامة منظمات سرية وتدريب أفراد وتسليحهم .وانشأ من هذه المنظمات منظمة ' الفتوة ' التي كان الحزب العربي الفلسطيني قد ألفها . وأنشأ جيش الجهاد المقدس الفلسطيني ، واحتار عبد القادر الحسيني قائداً له . كما دعم حركة التطوع في البلاد العربية ، فدخل الى فلسطين المجاهدون بقيادة ' فوزي القاوقجي ' .
رفض المفتي قرار التقسيم ، وقررت اللجنة العربية العليا محاربة القرار . وفي عام 1930 لجأ المفتي الى الحرم القدس الشريف ، وظل يمارس دوره في مناهضة الاحتلال من داخل الحرم الشريف ، اعتبر الاحتلال الانجليزي المفتي مسؤولاً عن أعمال المقاومة التي يتعرض لها الجنود الانجليز. فقام بحل اللجنة العربية ، وفرّ المفتي إلى خارج فلسطين . ووصل بغداد سنة 1939. من اجل مواصلة نضاله ضد البريطانيين والصهاينة.
وصل الحاج الحسيني برلين ، واستقبل من قبل ' هتلر ' بتاريخ 28 تشرين الثاني 1941م. وكان الحسيني وهتلر يتقاربان في وجهة نطرههما في كرهما لليهود . أعلن هتلر بعد لقاء المفتي ان النفوذ لليهود على الاقتصاد والسياسة هو شيء مضر ويجب مقاومته .
إن جميع المسلمين يتمنون اليوم إعلان ألمانيا مقاطعة كافة البضائع اليهودية كما أنهم سينضمون بحماس لحملة المقاطعة . وذهب إعجاب العرب بألمانيا الهتلرية ، في عام 1933عن الرغبة في تأسيس حزب قومي اشتراكي عربي . ورحب هتلر بهذه الفكرة ، لكونها تبين أن الاعتزاز الألماني القومي وجد صدى واسعاً له . لم ير الحزب القومي الاشتراكي النور، بيد ان هذا لم يغير شيئاً في إعجاب العرب لسياسة ألمانيا النازية المعادية لليهود . كما ان العرب يحسدون ألمانيا على زعيمها ، بعد أن أدركوا أنهم يفتقرون إلى زعيم مثله . وكان المقاتلون يأملون المساعدة الألمانية ويرون أن على ألمانيا أن ترسل سلاحاً من اجل مقاومة اليهود وكان رد الألمان على المفتي مخيباً لأمله ، إذ بقيت ألمانيا على موقفها ، ولم ترغب في استفزاز الانتداب البريطاني . وكانت تتطلع إلى بناء علاقات مع بريطانيا . ولهذا رفضت دعم الثوار الفلسطينين . وكانت السياسة الألمانية المعادية لليهود قد دفعت بهجرات كبيرة لليهود الألمان إلى فلسطين .
استغلت الحركة الصهيونية علاقة الحاج أمين واستقبال هتلر له . وراحت توزع صورة اللقاء ، وذلك بعد مرور ما يقارب ثمانين عاماً على هذا اللقاء . والحقيقة أن هذه العلاقة لا يشوبها عيب في تلك المرحلة ، فقد كان الحاج يطوف دول العالم ليبحث عن أصدقاء داعمين لنضال شعبه الذي يواجه قوى شريرة معادية .
وكان المبادر بتشكيل المجلس الوطني الفلسطيني في عام 1948، وعلى تأليف حكومة فلسطينية تقوم بمهام
عمان جو -
يظل الصراع الدائم في المنطقة صراع أزمات مستمرة منذ أكثر من قرن
تسلم ' هتلر ' الحكم في ألمانيا نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1933م . ولكره العرب لليهود وفي مقدمتهم الحاج أمين الحسيني مفتي القدس ، جعلهم معجبين بهتلر .
خلال الحرب العالمية الثانية ، أصبح الشرق الأوسط محور اهتمام الدول الخارجية ، ومنها ألمانيا ، كان اهتمامها يدور حول المفتي الحسيني . وهو من رواد الحركة الوطنية الفلسطينية . الذي جمع بين منصب الإفتاء ورئاسة المجلس الإسلامي والهيئة العربية العليا أسس عام 1915 ' النادي العربي ' وهو أول منظمة سياسية عرفتها فلسطين . وترأس المؤتمر الوطني الفلسطيني الذي أعلن حكومة عموم فلسطين .
عاش هموم قضية فلسطين حتى آخر نفس في حياته. حمل راية الجهاد المقدس ضد المحتلين الانكليز والصهاينة الغاصبين وتنقل الحاج محمد أمين الحسيني بمختلف بقاع الأرض مطالباً بدعم الشعب الفلسطيني من أجل استرداد حقوقه المغتصبة فاضحاً أساليب السياسة البريطانية ، ومنبهاً المسلمين إلى ما يُحاك ضدهم. واستخدم كل جهده في فلسطين وخارجها لإشعال الثورة ضد الانجليز، و مطالباً بحق تقرير المصير لعرب فلسطين ، ووقف هجرة اليهود التي بدأت تهدد الوجود العربي في فلسطين ، وقد دعت المنظمات اليهودية لقتله قائلةً ' يجب أن يموت محمد أمين الحسيني حتى نجد من الفلسطينيين من يتفاوض معنا ' . ويوم وفاته قالت الصحف البريطانية : ' مات عدو الإمبراطورية البريطانية والحركة الصهيونية ' .
وقال احد زعماء الكيان الصهيوني : ' قد كان محتملاً إن تنشأ دولة ' إسرائيل ' خلال عشر سنوات أو خمس عشرة سنة من بدء المشروع . ولكن محمد أمين الحسيني جعل الأمر يحتاج عشرات السنين ' .
ولد محمد أمين الحسيني في مدينة القديس سنة 1895 . ونشأ في عائلة الحسيني العريقة . وتربى في بيت والده طاهر الحسيني مفتي القدس .
انضم إلى العمل مع الثورة العربية بقيادة الشريف حسين بن علي بهدف إقامة دولة عربية مستقلة . وبعد صدور وعد بلفور المشؤوم في الثاني من تشرين الثاني عام 1917 ، انصرف إلى تنظيم الفلسطينيين في حركة وطنية شاملة . ونادى بوجوب محاربة الحكم البريطاني على فلسطين ، والغزوات الصهيونية . ودعا العرب إلى مقاومتهما .
اعتقل الحاج أمين بعد أن قاد ثورة القدس الأولى سنة 1920 ولكنه هرب من الاعتقال إلى منطقة الكرك بجنوب الأردن .
كان الحاج أمين ينادي بسوريا الكبرى – وفلسطين جزء منها – وشجع الشعب العربي الفلسطيني على ذلك وتصدى للدعوات المنادية بفصل فلسطين عن سوريا . وعمل على تحسين أحوال الشعب الفلسطيني الاقتصادية والتعليمية ، حيث أنشأ دار الأيتام الإسلامية الصناعية ، كما اهتم بالشباب . فأـنشأ ' الكلية الإسلامية ' سنة 1924 بالقدس بجوار المسجد الأقصى .
كانت هموم العرب في تلك الفترة بجل عنايته واهتمامه . فقام بتشكيل اللجنة المركزية الفلسطينية لإغاثة السوريين المتضررين وقدم المساعدات للثوار بقيادة سلطان باشا الأطرش.
وفي سنة 1931 فتح مؤتمر العالم الإسلامي الثاني في المسجد الأقصى بحضور عدد كبير من زعماء العرب والمسلمين والعلماء والأعيان من مختلف بلدان العالم الإسلامي
كان الحاج أمين الحسيني يرى أن الشعب الفلسطيني لم يكن مؤهلاً لخوض معركة عسكرية بطريقة حديثة. فكان يعمل بمعاونة عدد من الشباب الفلسطيني الموثوقين على إقامة منظمات سرية وتدريب أفراد وتسليحهم .وانشأ من هذه المنظمات منظمة ' الفتوة ' التي كان الحزب العربي الفلسطيني قد ألفها . وأنشأ جيش الجهاد المقدس الفلسطيني ، واحتار عبد القادر الحسيني قائداً له . كما دعم حركة التطوع في البلاد العربية ، فدخل الى فلسطين المجاهدون بقيادة ' فوزي القاوقجي ' .
رفض المفتي قرار التقسيم ، وقررت اللجنة العربية العليا محاربة القرار . وفي عام 1930 لجأ المفتي الى الحرم القدس الشريف ، وظل يمارس دوره في مناهضة الاحتلال من داخل الحرم الشريف ، اعتبر الاحتلال الانجليزي المفتي مسؤولاً عن أعمال المقاومة التي يتعرض لها الجنود الانجليز. فقام بحل اللجنة العربية ، وفرّ المفتي إلى خارج فلسطين . ووصل بغداد سنة 1939. من اجل مواصلة نضاله ضد البريطانيين والصهاينة.
وصل الحاج الحسيني برلين ، واستقبل من قبل ' هتلر ' بتاريخ 28 تشرين الثاني 1941م. وكان الحسيني وهتلر يتقاربان في وجهة نطرههما في كرهما لليهود . أعلن هتلر بعد لقاء المفتي ان النفوذ لليهود على الاقتصاد والسياسة هو شيء مضر ويجب مقاومته .
إن جميع المسلمين يتمنون اليوم إعلان ألمانيا مقاطعة كافة البضائع اليهودية كما أنهم سينضمون بحماس لحملة المقاطعة . وذهب إعجاب العرب بألمانيا الهتلرية ، في عام 1933عن الرغبة في تأسيس حزب قومي اشتراكي عربي . ورحب هتلر بهذه الفكرة ، لكونها تبين أن الاعتزاز الألماني القومي وجد صدى واسعاً له . لم ير الحزب القومي الاشتراكي النور، بيد ان هذا لم يغير شيئاً في إعجاب العرب لسياسة ألمانيا النازية المعادية لليهود . كما ان العرب يحسدون ألمانيا على زعيمها ، بعد أن أدركوا أنهم يفتقرون إلى زعيم مثله . وكان المقاتلون يأملون المساعدة الألمانية ويرون أن على ألمانيا أن ترسل سلاحاً من اجل مقاومة اليهود وكان رد الألمان على المفتي مخيباً لأمله ، إذ بقيت ألمانيا على موقفها ، ولم ترغب في استفزاز الانتداب البريطاني . وكانت تتطلع إلى بناء علاقات مع بريطانيا . ولهذا رفضت دعم الثوار الفلسطينين . وكانت السياسة الألمانية المعادية لليهود قد دفعت بهجرات كبيرة لليهود الألمان إلى فلسطين .
استغلت الحركة الصهيونية علاقة الحاج أمين واستقبال هتلر له . وراحت توزع صورة اللقاء ، وذلك بعد مرور ما يقارب ثمانين عاماً على هذا اللقاء . والحقيقة أن هذه العلاقة لا يشوبها عيب في تلك المرحلة ، فقد كان الحاج يطوف دول العالم ليبحث عن أصدقاء داعمين لنضال شعبه الذي يواجه قوى شريرة معادية .
وكان المبادر بتشكيل المجلس الوطني الفلسطيني في عام 1948، وعلى تأليف حكومة فلسطينية تقوم بمهام
التعليقات