إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

رفض أممي دولي لرؤية أميركية إسرائيلية لـ«ازالة» وكالة الغوث «الأونروا»


عمان جو- رفضت الامم المتحدة والدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي الطلب الاميركي المدعوم اسرائيليا بضرورة وقف عمل وكالة الغوث الاونروا، مؤكدة على دورها الحاسم في توفير خدمات حيوية لملايين اللاجيئين الفلسطيين.


واستمع المجلس في جلسته الشهرية حول القضية الفلسطينية، الاربعاء الماضي، الى احاطتين من منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف بشأن الوضع على الارض ومن المفوض العام للأونروا بيير كرينبول بشأن نقص التمويل الذي يؤثر على عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا).


وشارك في الجلسة مبعوث الرئيس الاميركي لمفاوضات الشرق الاوسط جيسون غريبنلات الذي طالب بشطب وكالة الغوث كونها «معيبة» ونعتها بمصطلحات غير لائقة الا ان الامم المتحدة على لسان مفوض الاونروا العام كانت قد سبقت غريبنلات بالتأكيد على ان الوكالة مصممة على الوفاء بتفويضها في خدمة اللاجئين الفلسطيينن لغاية التوصل لحل سياسي عادل ودائم. كما رفض فكرة المسؤول الاميركي، جميع اعضاء مجلس الأمن الآخرين.


وقال كريبنول، انني لا اعتقد أن مستقبل لاجئي فلسطين يجب أن يتم تأطيره بعشر سنوات، عشرين أو ثلاثين سنة أخرى من العمل مع الأونروا» فهم «يحتاجون ويستحقون حلا سياسيا عادلا ودائما.

وحتى ذلك الحين، نحن مصممون على الوفاء بالتفويض الذي منحته إلينا الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأكد في هذا الصدد، انه لا يقول ذلك لأن الأونروا كُلفت بالتعامل مع سياسات المنطقة، فهي لم تُكلف بذلك.

ولكن لأن الأونروا تتعامل كل يوم، مع العواقب الإنسانية الشديدة المتزايدة لهذا الصراع المستمر.


وقال كرينبول إن دعم الوكالة للتغلب على «أزمة وجودية حقيقية» لم يكن ملحوظًا كما كان في عام 2018 مذكرا أن حوالي 42 دولة ومؤسسة زادت من مساهماتها لمحو عجز غير مسبوق قدره 446 مليون دولار.

وأضاف: «كانت هذه الإجراءات حيوية للحفاظ على بقاء 715 مدرسة مفتوحة تديرها الأونروا لأكثر من نصف مليون طالب وطالبة في الضفة الغربية - بما في ذلك القدس الشرقية - غزة والأردن ولبنان وسوريا». كما حافظ دعم الجهات المانحة على خدمات الرعاية الصحية الأولية لملايين المرضى من خلال شبكة الأونروا التي تضم 140 عيادة.


وقال المفوض العام أنه في الوقت الذي يواجه فيه اللاجئون الفلسطينيون غيابا تاما تقريبا للأفق السياسي، فهو مقتنع تماما بأن الحفاظ على خدمات الأونروا يمثل مساهمة حيوية تضمن كرامة الإنسان والاستقرار الإقليمي.


وحول عمل الاونروا في غزة، لفت كرينبول انتباه المجلس مجددا إلى الحالة اليائسة المتزايدة التي يواجهها سكان القطاع - منهم 1.3 مليون لاجئ على الأقل، قائلا إن الأونروا تعمل إلى جانب شركائها الأمميين والمجتمع المدني لمعالجة هذه الأزمة الإنسانية.


وحذر المفوض العام للأونروا من أن ما تملكه الوكالة من مال لا يكفي لإدارة عملياتها بعد منتصف حزيران 2019، مشيرا إلى أهمية تفادي انقطاع المساعدات الغذائية، وداعيا الشركاء إلى توفير التمويل اللازم. وفي هذا السياق شكر كل الدول التي تستضيف لاجئي فلسطين وتلك التي ساهمت في إنعاش ميزانية الأونروا في السنوات الماضية مناشدا إياها المثابرة على فعل الخير وإنقاذ المستفيدين من مساعدات الوكالة الحيوية، من عواقب نقص التمويل.


وذكر بيير كرينبول أن الأونروا تواجه أيضا احتياجات مهمة في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، حيث يعاني اللاجئون الفلسطينيون في الضفة الغربية من عواقب متعددة للاحتلال المستمر، بما فيها هدم المنازل وعمليات الإخلاء، في ظل تزايد هذه النشاطات بشكل كبير منذ أوائل عام 2019، بالإضافة إلى القيود المفروضة على الحركة وعنف المستوطنين.

كما أشار إلى التوغلات العسكرية المتكررة حيث يتم خلالها إطلاق الذخيرة الحية، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى وقوع وفيات، ولكن في كثير من الأحيان يتسبب في حدوث إصابات وأضرار في الممتلكات في مناطق مكتظة بالسكان مثل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، حيث يمكن أن تتأثر مجتمعات بأكملها بالنيران الحية والغاز المسيل للدموع.


ولفت كرينبول انتباه اعضاء المجلس بشكل خاص إلى الضغوط المتزايدة التي واجهتها الأونروا في القدس الشرقية، في ظل تهديدات بالتدخل في عملياتها.

وقال إن التطورات الحالية في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية لن تؤدي فقط إلى زيادة قلق اللاجئين الفلسطينيين، بل ستزعزع آمالهم وتطلعاتهم فيما يتعلق بحل الدولتين وحقوقهم بموجب القانون الدولي.


من جانبه، قال غرينبلات، إن نموذج أعمال الأونروا قد خذل الشعب الفلسطيني لأنه مرتبط بمجتمع متزايد من المستفيدين مضيفا ان الولايات المتحدة من جانبها لن تلتزم بتمويل هذا النموذج لأنه لا يستطيع مساعدة الفلسطينيين على التخطيط لحياتهم.


وأكد غرينبلات، في الجلسة التي ترأستها وزيرة خارجية اندونيسا، رتنو مرسودي، «لم نصل إلى هذا الاستنتاج بشكل طفيف» مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة قد تبرعت بمبلغ 6 مليارات دولار لعمليات الوكالة منذ تأسيسها. ومع ذلك، فقد تم تضليل الفلسطينيين عامًا بعد عام واستخدموا كأدوات سياسية.


وقال: «ماذا يحدث عندما يكون الحساب المصرفي للأونروا فارغًا مرة أخرى؟» ووصف الأونروا بأنها «إسعافات أولية»، وكرر أن الشعب الفلسطيني يستحق الأفضل مضيفا أنه لا يوجد ما يمنع المجتمع الدولي من اختيار التواصل مع الفلسطينيين في مخيمات اللاجئين وتلبية احتياجاتهم بطريقة مستدامة مرحبا بالمشاركة والعمل مع الحكومات المضيفة لبدء انتقال خدمات الأونروا اليها.


واضاف غرينبلات «لقد حاولنا أن نبدأ هذا الحفظ قبل أن نقطع مساعدتنا، لكن لا أحد يريد المشاركة في ذلك» مؤكداً أن «الإونروا» غير قادرة ببساطة على الوفاء بالولاية التي منحتها لها الجمعية العامة.


وأضاف: «لقد تم احتجاز الفلسطينيين كرهائن لقرارات الجمعية العامة» زاعما أن عددا مماثلا من اللاجئين اليهود المطرودين من الأراضي العربية يحتاجون أيضا إلى المساعدة، وأشار إلى أنهم لم يكونوا رهينة للسياسة، بل تمكنوا من تحقيق مستقبل أكثر إشراقا لأطفالهم. وتساءل: «ألا يستحق الفلسطينيون نفس الشيء؟»


واشار غرينبلات الى المؤتمر الذي ستعقده بلاده بالتعاون مع البحرين في المنامة في حزيران لمناقشة «سبل مساعدة الشعب الفلسطيني بطريقة مستدامة، ومع ذلك تعقد الأونروا مؤتمراً لإعلان التبرعات لنظام معطل». وتابع «أنني أتعامل مع هذا بتواضع، وأقر أنني لم أتوصل إلى حل للعديد من التحديات التي لا تزال قائمة، لكن ما «اعرفه هو أن الوقت قد حان لتجاوز حلول الاسعافات الاولية» حسب تعبيره مضيفا «هذا الصراع محزن ومأساوي ومعقد، لكن يجب أن نتوقف عن التظاهر بأن قرارات الأونروا والأمم المتحدة ستحل النزاع بطريقة ما».


المندوب الاسرائيلي في الامم المتحدة، داني دانون هاجم وكالة الغوث ايضا وقال في كلمته إن الأونروا كانت سياسية منذ بدايتها مشيرا الى إن كل لاجئ آخر في العالم يندرج تحت ولاية مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.


واضاف دانون، أن الغالبية العظمى من المستفيدين من الأونروا لا يستوفون المعايير المطلوبة من اللاجئين الآخرين في جميع أنحاء العالم فهناك 2.1 مليون فلسطيني في غزة لم يعبروا الحدود الدولية - وهو أمر مطلوب لاعتبار (الشخص) لاجئًا - ويعتبرون لاجئين. وقال «لماذا يتم اعتبار اي فلسطيني مواليد رام الله ويعيش هناك طوال حياته يعتبر لاجئاً؟» حسب استنتاجته وتعبيره.


من جانبه، رفض نائب المراقب الدائم عن دولة فلسطين محاولات وصف الأونروا بأنها جزء من المشكلة قائلاً إن وكالة الغوث قامت بعمل استثنائي لتخفيف محنة ملايين اللاجئين الفلسطينيين مع المساهمة في الاستقرار الإقليمي.


الممثل الكويتي لدى مجلس الامن، السفير منصور العتيبي، حيث الكويت الدولة العربية الوحيدة في المجلس، حذر من أنه إذا لم يتم توفير خدمات الأونروا، فتتفاقم معاناة الشعب الفلسطيني مؤكدا دعم وفد بلاده لتمكين الوكالة من تنفيذ خدماتها في غزة والضفة الغربية.


المندوب الفرنسي، فرانسوا ديلاتر أشار إلى أن لاجئي فلسطين يعتمدون كلياً على الأونروا للحصول على الخدمات الحيوية مثل التعليم والمساعدة الغذائية.

وقال ديلاتر حيث تحتل بلاده مقعدا دائما في مجلس الامن إن أزمة تمويل الوكالة تشكل عاملاً إضافياً لا ينبغي أن يؤدي إلى تفاقم الوضع الهش بالفعل.


وأكد أن تفويض الأونروا لا يزال ضروريًا إلى أن يتم التوصل إلى اتفاق سلام مضيفًا أن فرنسا ضاعفت مساهماتها للوكالة في عام 2019.


الممثل الالماني في مجلس الامن، كريستوف هوسجين وجه سؤالا للسيد غريبنبلات بالقول «من الذي سيعلم الأطفال الفلسطينيين إن لم تقم الأونروا بتمويل المدارس.؟

فيما أكد الممثل البريطاني، جوناثان غوي ألين على إن الانروا تظل حيوية في الحفاظ على استمرارية الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين. وأضاف أنه يدرك حاجة الأونروا لإصلاح نموذجها مشيرا إلى أنها قد اتخذت بالفعل تخفيضات كبيرة في الميزانية.


وسلطت مندوبة بولندا، جوانا رونيكا الضوء على النقص المالي الحرج في الأونروا مشيرة إلى أن الوكالة عملت منذ ما يقرب من 70 عامًا لضمان الحصول على تعليم جيد - وهو حق إنساني أساسي لمساعدة كل طفل على تحقيق إمكاناته الكاملة.

وقالت إن الأزمة المالية غير المسبوقة أجبرت الأونروا على اتخاذ بعض التدابير الصعبة للغاية، في بعض الأحيان مع عواقب شخصية مأساوية على موظفيها. وأكدت رونيكا، حيث تشغل بلادها مقعد غير دائم بمجلس الامن، على أهمية الخدمات التعليمية والإنسانية بما في ذلك الرعاية الطبية التي تقدمها الوكالة إلى الشباب الفلسطينيين ودعت إلى مواصلة تعبئة التمويل الإضافي للأونروا.


وأكد عضو مجلس الامن الدائم، سفير الاتحاد الروسي فاسيلي نيبينزيا على الحاجة إلى الحفاظ على الدعم للأونروا ومشددا على أهمية حل الصراع على اساس حل الدولتين ولافتا الى ان المبادرة الروسية « لعقد لقاء بين محمود عباس وبنيامين نتنياهو في موسكو لا زالت قائمة»


الممثل البلجيكي بالمجلس مارك بيكستين قال ان بلاده تؤيد تمامًا ولاية الأونروا مضيفًا أن الوكالة تقوم بعمل رائع في توفير الخدمات التعليمية والرعاية الصحية والحماية مع تمكين اللاجئين الفلسطينيين من تحقيق تطلعاتهم. وبالإشارة إلى نقص التمويل في الأونروا.


وقال مندوب الصين بالمجلس، ماجستير تشاو شي أن الاونروا تواصل تحسين الوضع الإنساني للاجئين الفلسطينيين في مواجهة قيود الميزانية الشديدة مشددًا على أن الصين ستواصل تقديم مساهمات مالية للأونروا.


كما اكد على أهمية دعم الاونروا وحل الدولتين اعضاء المجلس: جمهورية الدومنيكان وجنوب افريقيا وساحل العاج وبيرو وغينيا الاستوائية.

المصدر(الدستور)

اقرأ ايضاً.. 




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :