إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

نظام الملالي في إيران بين المطرقة الامريكية وسندان الطبقة المسحوقة


عمان جو- الدكتور قاسم العمرو

يعاني النظام الايراني من ضغوطات كبيرة متمثلة بالحصار الاقتصادي ستخلق أمامه تحديات يصعب عليه تجاوزها بسبب سياساته المتعمدة في جعل المنطقة غير مستقرة وممارسته لكل اشكال التهديد سواءً بإثارة القلاقل وضرب وحدة المجتمعات في الدول العربية بشكل عام ودول الخليج بشكل خاص،

أو من خلال تبني حركات راديكالية ودعمها بالسلاح بغية تثبيت مواقع متقدمه له بالمنطقة دون ربط ذلك بمواجهة جدية مع اسرائيل، والمشهد يتكرر عندما تصدرعن إيران اشارات لهذه الحركات المرتبطة بها لاشعال موقف سياسي تكون ايران الرابح من وراءه.

ربما لإيران خصوصية في الحسابات الامريكية وتحرص عليها كاحتياطي في حال تبدل المواقف والمصالح لكن لم يكن النظام الحالي نظام الجمهورية الاسلامية على حالة وفاق مع الامريكان بل في حالة صراع على تقاسم المصالح،

وايران في هذا الجانب ترى نفسها نداً للولايات المتحدة الامريكية، وحتى تستفيد من التأييد الشعبي رسمت لنفسها صورة نمطية في أذهان العامة، وهي العداء لاسرائيل وحليفتها امريكا الشيطان الاكبر كما تطلق عليها، وعلى أرض الواقع نجد أن ايران سهلت احتلال العراق أمام امريكا وطمعت بملء الفراغ فيما بعد،

والسيطرة عليه حتى تعيد أمجاد الامبراطورية الفارسية، ومن يرى خلاف ذلك فالواقع الايراني يقول..لماذا تنتهج ايران ومن خلال اعلامها الرسمي سياسة الاساءة والتشهير بالمذهب السني حتى وصلت الاساءة الى زوجات (النبي)صل الله عليه وسلم، وصحابته رضوان الله عليهم..

وقد عبر عن ذلك احد النواب السنة في البرلمان الايراني قبل عدة أيام. اعتقد ان مسالة الدين بالنسبة لهم لا تتعدى الغطاء الذي يتدثرون به لتنفيذ مخططاتهم، وقد حققوا نجاحاً كبيراً خصوصا وسط الشباب المتحمسين واصبح لهم تاييد علني نشاهده ونرصده من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والمؤيدون جلهم من الشباب المنصاع تماما للنهج والسياسة الايرانية، ولديهم الاستعداد للقتال مع ايران ضد أوطانهم.

نعود الى السياسة الامريكية التي لم يغب عن بالها المحاولات العديدة لاستخدام اكثر من وسيلة لاسقاط النظام الايراني كان ذلك اثناء الحرب العراقية الايرانية حيث استخدمت سياسة الاحتواء المزدوج ونجحت الى حد كبير بإرهاق الدولتين، ولكنها لم تخلق المناخ المناسب في الدولتين لاسقاط انظمتهم. وقد استخدمت سياسة الحصار لسنوات طويلة ضد العراق لاسقاط صدام حسين ولما كانت عاجزة عن ذلك بعد أكثر من 10سنوات من الحصار؛ استخدمت القوة العسكرية تحت ذرائع واهية واحتلت العراق في عام 2003،

واسقطت النظام وكانت ايران الدولة الرابحة حيث استطاعت ابتلاع العراق من خلال أدواتها المتمثلة بالاحزاب والمليشيات التابعة لها هناك، وسيبقى العراق يدور في فلكها حتى سقوط نظام الملالي في ايران.

المحاولات الامريكية لاسقاط النظام في ايران متكرره كان آخرها دعم الاحتجاجات الشعبية المشروعة ضد النظام قبل عام، بسبب التهميش والبطالة المرتفعة والفقر واندفاع ايران وتدخلها الخارجي على حساب التنمية والعدالة الاجتماعية، الا انها استطاعت افشال الثورة الشعبية في وقت قصير ولم تتطابق حسابات الحقل الامريكي مع البيدر الايراني على الرغم من توافر الظروف لانطلاق شراررة الثورة من جديد.

إيران دولة مارقة ولا تقيم وزناً لجيرانها وتستقوي على دول الخليج الشقيقة وأطماعها واضحة وتصريحات وتبجح المسؤولين الايرانيين بسيطرتهم على اربع عواصم عربية يثير الحمية لدى كل عربي عنده احساس بالقومية، لكن للاسف يمارس البعض عملية خداع ووهم ويتقبلون الذل والاهانة التي يرددها الايرانيون وقد ذهبوا الى ابعد من ذلك عندما سقطت الصواريخ العربية في قلب بغداد عندما انحازت دول عربية قومية الى جانب ايران ضد العراق ومواقفهم هذه غير مستهجنة ابداً.

امريكا تلوح بمطرقتها الثقيلة المتمثلة بالحصار الاقتصادي والوجود العسكري المذل لايران وانعكاس ذلك على الداخل الايراني بوجود سخط عارم على سياسة النظام وسياسة التهميش والافقار التي يمارسها ضد الشعب والعرقيات الاخرى سيجعل المطرقة الامريكية تطحن هذا النظام وسيكون سندان الشعب الارضية الصلبة لتحطيم ثوابت النظام وربما يتحقق ذلك دون التدخل العسكري لان التدخل العسكري سيحيي الروح القومية ويعطي النظام قوة وقدرة اكبر على المقاومة سيقابلها تململ بالراي العام للشعب الامريكي في حال سقوط الضحايا وستفشل امريكا في مسعاها...

الحصار وان طال هو السبيل الوحيد لاعادة ايران كدولة الى جادة الصواب وتخليصها من هذا النظام المستبد العدواني.

 

 




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :