إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

صحافيو “الجزيرة” يحذرون من تعرضهم لعملية قتل معلن


عمان جو- نشر صحافيو شبكة “الجزيرة” الإعلامية في قطر رسالة مفتوحة بصحيفتي “نيويورك تايمز” الأمريكية و”الغارديان” البريطانية، ناشدوا فمن خلالها “كل من يدعم حرية الصحافة” في العالم الوقوف معهم في وجه أعداء حرية الرأي والصحافة، وحماية العاملين في الإعلام من الاستهداف والمضايقة. والتدخل لمحاسبة مطلقي دعوات القتل الصريحة التي تستهدفهم.


الرسالة نشرت بعدد الأمس في “الغارديان”، بعد أسبوع من نشرها أول مرة في “نيويورك تايمز” في 23 يونيو الماضي، حيث تزامنت مع الدعوة التي أطلقها إعلامي سعودي دعا فيها إلى قصف مقر قناة “الجزيرة” في الدوحة.


وجاء في الرسالة التي حملت توقيع صحافيي قناة الجزيرة وعائلاتهم: “نكتب إليكم اليوم، كصحافيين بارزين في شبكة الجزيرة، المؤسسة الإعلامية المستقلة لنحذر من تراجيديا ضمن عملية قتل معلنة، بعد أن أصبحنا هدفاً لتهديد حقيقي”.

وأشار صحافيو الجزيرة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرضون فيها لتهديد مماثل. فقبل أيام خرج صحافي سعودي يدعى خالد المطرفي بتغريدات دعا فيها قوات التحالف الذي تقوده بلاده مع الإمارات في اليمن إلى قصف قناة “الجزيرة”. مشبهين هذه الدعوة برواية الأديب المعروف غابريل غارسيا ماركيز “قصة موت معلن”.

وكان مدير قناة “العربية” التي تملكها السعودية، قد كتب تغريدة بأن مقرات “الجزيرة” هدف شرعي لطيران التحالف السعودي في اليمن. وأضاف صحافيو الجزيرة في رسالتهم، أنه قبل عامين أيضا كتب مدير قناة “العربية” السابق عبد الرحمن الراشد، أن قناة “الجزيرة” إذا لم تستسلم وترفع الراية البيضاء فسيذبح العاملون فيها مثلما ذبح ألف مؤيد للديمقراطية في ساحة رابعة في القاهرة في عام 2013.

كما كشفت وثائق “ويكيليكس” عام 2011 عن أن ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد قد حث الولايات المتحدة على قصف قناة الجزيرة في أثناء الغزو الأمريكي لأفغانستان عام 2001، وبعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 دعا أمريكا للضغط على قناة الجزيرة.

وأضافت الرسالة أن هذه بعض الأشكال من هذه التصرفات، فلو عبّر السعوديون في تغريدة لهم عن نيتهم قتل الصحافي المقيم في واشنطن جمال خاشقجي وتقطيع جثته، لاعتبر التهديد سخيفاً ولم يصدقه أحد، لكننا نعلم اليوم مدى استعداد صناع القرار السعودي للمضي لإسكات الصحافيين المستقلين.


وعبر صحافيو الجزيرة عن عدم ارتياحهم لما يحدث من تهديدات صريحة وواضحة وليست مبطنة، مؤكدين أن “الفشل في فرض عقوبات على من أمر بقتل وتقطيع جثة خاشقجي، وكذلك الافتراض بأن تحد المعايير الحضارية السعودية وشركائها من التصعيد في حربها على الإعلام وضرب الجزيرة”.


وأضافوا في رسالتهم أن هناك 94 جنسية يعملون في شبكة الجزيرة، ويقومون بإنتاج مواد إعلامية ذات قيمة عالية بعدد من اللغات، ومن خلال 20 منصة إعلامية، وقد اختاروا هم وعائلاتهم العمل في الشبكة لأنها تسمح لهم بإنتاج صحافة على مستوى عال وفي كل يوم.

لكنهم للأسف شاهدوا خلال عملهم زملاء لهم يسجنون ويعذبون ويقتلون على يد الأنظمة المعادية للرقابة الصحافية التي تحتاجها المجتمعات الديمقراطية، وغارات تضرب مكاتب القناة في كابول وبغداد وغزة، قبل أن يبدأ تغير آخر بعد الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات على قطر التي طالبوها صراحة بإغلاق قناة الجزيرة.

وأضافت الرسالة أن الحصار والتهديدات المرافقة له، بما في ذلك التخطيط لغزو قطر الذي قام المسؤولون الأمريكيون بمنعه، ترك أثرا نفسيا رهيبا على من يعمل في القناة.


وقال صحافيو الجزيرة في ختام رسالتهم “نناشدكم اليوم ومن مقرات شبكة مستهدفة من القوى التي قتلت خاشقجي ذاتها أن تقفوا إلى جانبنا، للمطالبة بوقف العنف ضدّ الصحافيين؛ لأن التهديد على واحد منا هو تهديد لنا جميعا”.


هذا واعتبر ملاحظون أن نشر هذه الرسالة في أكبر الصحف العالمية على غرار “نيويورك تايمز” و”الغارديان” يعتبر تضامنا مع صحافيي الجزيرة ضد التهديدات السعودية والإماراتية التي يتعرضون لها.


ويتزامن نشر هذه الرسالة مع تأكيدات علي بن صميخ المري رئيس اللجنة القطرية لحقوق الإنسان بأن قطر “لن تسكت على دعوات التحريض التي أطلقها مسؤولون بارزون بدول الحصار ضد إعلاميين وقنوات إعلامية قطرية، بلغت حدّ الدعوة صراحة لاستهداف قناة الجزيرة القطرية، الأمر الذي يعدّ جريمة تعاقب عليها القوانين الدولية،

ومساسا بحرية الإعلام والتعبير”. وجاءت تصريحات المري عقب مباحثات أجراها مع مسؤولين في الخارجية والكونغرس الأمريكيين حيث قال: “إننا لن نقبل بالاعتداء على الصحافيين والترويج لخطاب الكراهية والتحريض ضد الاعلاميين والمؤسسات الإعلامية،

ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام تلك الانتهاكات، وقد بدأنا فعلياً تحركاتنا، وأطلعنا كافة المنظمات الدولية والنقابات الصحافية بما يجري من تصعيد خطير ضد قناة الجزيرة والاعلاميين القطريين بصفة عامة”.


يذكر أن “الجزيرة” انتقدت بشدة في رسالة مفتوحة قبل عامين، مطالبة دول المقاطعة بإغلاقها، وتعهدت بأن “تظل منبرا للرأي الحر” وفي خدمة ملايين المشاهدين حول العالم، تؤدي عملها “بنزاهة ودون تحيز لأي طرف”.

وقالت إنها منذ انطلاقتها عام 1996 “كانت صوتا مستقلا عن مختلف الحكام والحكومات، وهو ما دفع إلى هذه الحملة المسعورة ضدها حاليا”.


وعلى خلفية الأزمة الخليجية، قدمت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، في 22 يونيو 2017، عبر الكويت، قائمة تضم 13 مطلبا إلى قطر لإعادة العلاقات معها، بينها إغلاق قناة “الجزيرة”.

وكانت “هيومن رايتس ووتش”، و”الاتحاد الدولي للصحافيين” ومنظمات دولية شجبت المطالبة بإغلاق شبكة الجزيرة. بينما اعتبرت الدوحة مطالب الدول المقاطعة “ليست واقعية ولا متوازنة وغير منطقية وغير قابلة للتنفيذ”.


وفي15 يونيو 2019 فجر إعلامي سعودي كبير موجة جدل واسعة بعد أن دعا في تغريدة له على “تويتر” إلى قصف قناة “الجزيرة” في قطر وقناة “المسيرة” المقربة من الحوثيين في اليمن، ردا على القصف الذي تعرض له مطار “أبها” جنوبي السعودية. لكن إدارة “تويتر” قامت فيما بعد بحذف تغريداته لمخالفتها القوانين، ووجهت له تحذيرا بإغلاق حسابه في حال تكراره الدعوة للكراهية والقتل.


ولاقت تغريدات المطرفي إدانة واسعة كما قام أفراد وجمعيات في قطر والكويت وأوروبا برفع دعاوى قضائية ضده لتحريضه على الإرهاب.

كما طالب قانونيون وصحافيون وناشطون في مجال حرية الصحافة ومدافعون عن حقوق الإنسان الأمين العام للأمم المتحدة بتعيين مقرر خاص معني بسلامة الصحافيين وإنهاء الإفلات من العقاب وتفعيل القوانين والآليات التنفيذية لهذا الأمر.

اقرأ أيضاً.. 

 

 

 




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :