إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

هيروشيما وناغازاكي تستذكران مأساة قصفهما بـ "بالذري"


عمان جو- استعادت مدينة هيروشيما في احتفال دأبت على تنظيمه سنويا الذكرى الرابعة والسبعين لقصفها بقنبلة ذرية بواسطة سلاح الجو الأميركي في مثل هذا اليوم من عام 1945 أدت إلى مقتل حوالي 140 ألف شخص.


وبالمناسبة ألقى عمدة المدينة كازومي ماتسوي، بحضور رئيس الوزراء شينزو آبي وعدد من المسؤولين والضيوف الأجانب بينهم سفراء وممثلو حوالي 90 دولة بينها الدول النووية وتحديداً الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا
خطاب إعلان السلام الذي ضغط فيه على الحكومة اليابانية للانضمام إلى معاهدة الأمم المتحدة لحظر الأسلحة النووية.

ووقف الحضور خلال الاحتفال الذي أٌقيم في حديقة السلام التذكارية، دقيقة صمت عند الساعة 8:15 صباحاً، وهو التوقيت الذي أقيت فيه القنبلة الذرية "ليتل بوي" التي أسقطتها قاذفة قنابل أميركية فوق هيروشيما قبل 74 عاما،
وأدى الناجون من كارثة القنبلة والعديد من الزوار صلاة من أجل السلام في موقع الاحتفال بالقرب من غراوند زيرو (موقع سقوط القنبلة الذرية) تحت حرارة الصيف الحارقة.

وقال ماتسوي في الخطاب "أدعو حكومة البلد الوحيد الذي عانى من السلاح النووي في الحرب الى قبول طلب الهيباكوشا (الناجين من القنبلة الذرية) للتوقيع والتصديق على معاهدة حظر الأسلحة النووية، التي أقرت في تموز 2017 بدعم من 122 دولة"، مضيفا، "أحث قادة اليابان على إثبات سلمية الدستور الياباني من خلال إظهار دور قيادي في اتخاذ الخطوة التالية نحو عالم خالٍ من الأسلحة النووية".

من جانبه أكد رئيس الوزراء شينزو آبي أن "من واجبنا مواصلة الجهود لتحقيق عالم خالٍ من الأسلحة النووية باعتبارنا البلد الوحيد الذي عانى من تفجيرات ذرية في الحرب"، مشيرا الى أن "هذا الواجب لم يتغير حتى في حقبة ريوا (الحقبة الإمبراطورية الجديدة التي بدأت في الأول من مايو هذا العام، مع تنصيب الإمبراطور الجديد ناروهيتو)،

لافتا الى تصميم اليابان على العمل بإصرار كوسيط بين الدول المسلحة وغير المسلحة نووياً وتولّي زمام المبادرة في بذل هذه الجهود في المجتمع الدولي.

وأضاف، "لتحقيق نتيجة جيدة من مراجعة معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية في العام المقبل، أنا مصمم على تقديم اقتراحات لكل دولة بناءً على توصيات مجموعة الشخصيات البارزة من أجل تقدم موضوعي في نزع السلاح النووي".

وجاءت الذكرى السنوية لهذا العام بعد انسحاب الولايات المتحدة رسمياً من معاهدة القوى النووية متوسطة المدى، وهي معاهدة رئيسية للحد من الأسلحة النووية تم توقيعها مع روسيا في عام 1987، ما أثار مخاوف من سباق تسلح جديد. وهذه الخطوة، إلى جانب القضايا الملحة الأخرى متمثلة بالملفات النووية الكورية الشمالية والايرانية التي تثيرها الولايات المتحدة وبقية الدول، من شأنها أن تفاقم حالة عدم اليقين العالمي قبل أن تراجع الحكومات معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، حجر الزاوية في نظام نزع السلاح النووي الدولي، في الربيع المقبل.

وقال العمدة ماتسوي "في جميع أنحاء العالم اليوم، نرى تصاعد النزعة القومية التي تركز على الذات، وتزداد التوترات حدة بسبب التفرد والتنافس الدوليين، مع توقف تام لعملية نزع السلاح النووي"، وفيما أشار الى أن "قوة الأفراد ضعيفة"، إلا أنه أكد أن "هناك العديد من الأمثلة على القوة الجماعية التي تحقق الأهداف المرجوة".


واقتبس العمدة ماتسوي عن المهاتما غاندي، زعيم حركة الاستقلال الهندية اللاعنفية ضد الحكم البريطاني، قوله "التعصب هو بحد ذاته شكل من أشكال العنف وعقبة أمام نمو روح ديمقراطية حقيقية"، مشيرا الى أن "الأجيال القادمة يجب ألا تتجاهل التفجيرات الذرية والحرب وعدم اعتبارها مجرد أحداث في الماضي".

وللتعبير عن حقيقة القصف الذري، وإعلان السلام لأول مرة أشار إلى قصيدة "تانكا" اليابانية الكلاسيكية، التي كتبتها امرأة نجت من القصف في سن الخامسة من عمرها.

بدوره قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في رسالة وجهها للحفل، إن "العالم مدين لأهالي هيروشيما وناغازاكي، المدينة الأخرى التي تعرضت للقصف الذري، لشجاعتهم وقيادتهم الأخلاقية في تذكيرنا جميعاً بالتكلفة الإنسانية للحرب النووية".

ومن المقرر أن يزور البابا فرانسيس هيروشيما وناغازاكي في تشرين الثاني المقبل في أول زيارة بابوية لليابان منذ جولة يوحنا بولس الثاني في شباط 1981.

ورغم هطول أمطار غزيرة في بعض الأحيان بسبب إعصار، زار السكان من جميع الأعمار والسياح الحديقة التذكارية منذ ساعات الصباح الاولى من الصباح للتعبير عن تقديرهم لأولئك الذين لقوا حتفهم في القصف وأملهم في السلام.


ونقلت وسائل الإعلام اليابانية تصريحات لناجين من القنبلة الذرية منهم ياسو كوبو، 74 عاماً، الذي كان طفلاً رضيعاً عندما وقع القصف الذري، وقال "إنه أدى الصلاة كما يفعل كل صباح. ولكن ينتابه شعور خاص عندما تحل الذكرى". مضيفا "يجب ألا نذهب للحرب مرة أخرى. الكل سيفهم ذلك إذا أتوا إلى هنا".


وقالت يوميكا ياماموتو، طالبة جامعية من هيروشيما تبلغ من العمر 19 سنة، إن زملاء الدراسة من المحافظات الأخرى نظروا إليها بعين من الاستغراب عندما قالت إنها ستذهب إلى حديقة السلام صباح يوم الذكرى. وقالت "شعرت بالحزن بعض الشيء. أريد أن يكون الأشخاص الموجودون خارج هيروشيما أكثر اهتماما بالتفجيرات الذرية".

وأسقطت أمريكا قنبلة ذرية ثانية على مدينة ناغازاكي في 9 آب من نفس العام، واستسلمت اليابان بعد ستة أيام من ذلك التاريخ، ما أدى إلى نهاية الحرب العالمية الثانية. وبلغ العدد الإجمالي للباقين على قيد الحياة من الناجين من القصف الذري (الهيباكوشي) في كلا المدينتين 145844 شخصاً حتى آذار الماضي، مع متوسط أعمار عند 65ر82 سنة.

اقرأ أيضاً.. 




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :