إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

"حمو وبيكا": منع من الغناء في بلده وسمح له في الاردن


عمان جو - خليل النظامي في الوقت الذي تضخ فيه الاف النداءات اليومية والاسبوعية وعلى كافة المنابر والوسائل من المسؤولين والخبراء الاجتماعيين واولياء الامور للإرتقاء بـ الشباب الاردني، وترسيخ مفاهيم العدالة والمساواة والانتاج الذاتي في عقلولهم، وصولا لشباب قادر على بناء وحماية الاردن بالشكل المنهجي والعلمي الصحيح، نجد هناك وفي الركن المقابل سلوكيات غير مدروسة شأنها هدم شباب المجتمع الاردني، وتطويعهم للإنسياق خلف رغباتهم الغريزيه على حساب مستقبلهم وعاداتهم وقيمهم الاصيلة التي ورثوها واستسقوها من التاريخ المشرف للأردنيين والدولة الاردنية. مراهقون جلبتهم الرغبة من مدارسهم وجامعاتهم، لسماع اغنية تحرض على شرب الخمرة، وتلعن "الزواج" شرع الله في الارض، وتحرض بنفس الوقت الشباب والفتيات على "الغرام" والذي تغير مفهومة بتغير الزمن، منتقلا لتشبيه الفتاه بـ "اجدع فيتامين" وكأنها علبة دواء تباع في الصيدليات لمعالجة الـ "كبت الجنسي" عند الشباب، حيث تقول كلمات الاغنية التي قدمت في الحفل : "هاتلي فوديكا وشيفاز انحرف كبلي جاز، يلعن ابو الجواز ده الغرام هو المراد، ده انتي لاف السنين ده انتي اجدع فيتامين، كوكو خدني الحنين بحبها من غير ميعاد". اول امس الجمعة اقيم حفل فريد وغريب من نوعة، لـ مغنيين قدموا الى الاردن من عشوائيات جمهورية مصر العربية يقدمون اغاني حملت في سلتها اللغوية سوء تقدير في انتقاء المفردات التي وصفتها الكثير من وسائل الاعلام المصرية والنقاد والادباء المصريون والعرب بـ السوقية التي لا تنتمي لأدنى ابجديات الادب والشعر العربي. الحفل حضره حوالي 1000 شاب وشابه من مختلف مناطق المملكة من عمر 14 لغاية 25 سنة، اقيم في مكان مغلق، واخذ بصورته العامة شكل حفلات الروك والميتل الغربية، والتي عادة ما يختلط فيها الحابل بالنابل، ويتعرى معظم الحضور فيها من خصائل القيم والمباديء الاصيلة، ويعيشون برهة من الوقت في حالة من الغياب التام عن الوجودية والمنطقية متحررين من كافة اشكال القيود، حيث يكون وقع الكلمات والموسيقى كالحبوب المخدرة على عقول الشباب. وكالعادة شكلت مواقع التواصل الاجتماعي قالبا من ردود الافعال المضاده التي ادانت السماح بإقامة مثل هذه الحفلات لمثل هذه الفرق الغنائية من قبل العديد من النشطاء وقادات الرأي واساتذة في علم الاجتماع، وتسائلوا عن الفائدة التي شتضفيها مثل هذه الفرق على شباب المجتمع الاردني، مؤكدين ان ما حصل شأنه هدم الشباب الاردني وتحويل بوصلة منهجيتهم في بناء مستقبلهم بطريقة غير صحية وتخلوا من كل القيم والمباديء الصحيحة. عضو رابطة الكتاب الاردنيين الصحفي وليد حسني اشار في حديث لـ"الانباط" ان جميع الدراسات والمسوحات الرسمية تشير الى ان 60% من النسيج الاجتماعي الاردني من فئة الشباب، وهذا حتم وما زال يحتم على الدولة والحكومة الاردنية التركيز على الشباب وعلى تنمية قدراتهم العقلية والعلمية، وحمايتهم من اية عوامل خارجية تعمل على تشويش افكارهم وتجعل غريزتهم تسيطر على عقولهم، بهدف تحقيق الازدهار والبناء والارتقاء بهذا الاردن الذي يتعرض في كل يوم الى أزمات تلي أزمات على كافة الاصعدة. وأضاف حسني، ان دخول ثقافة هجينة على عقول شبابنا كـ ثقافة "حمو وبيكا" أمر غير صحي، مشيرا الى أن اللوم في مثل هذه القضايا لا يقع على عاتق الحكومة بالشكل المطلق - مع العلم انها في هذا الحفل بالذات هي من منحت الترخيص والسماح لأقامة هذا الحفل -، وبالمقابل هناك دور كبير يقع على عاتق الاسرة والاهل في الرقابة والمتابعة لسلوكيات ابنائهم خاصة في مرحلتي المدرسة والجامعة، مؤكدا ان المسؤولية مشتركة على عاتق الجميع سواء على المجتمع او على الحكومة لحمايتهم من ثقافة دخيلة على عقولهم مضمونها التمرد والشذوذ على المباديء والقيم الاصيلة. وأضاف ان ما جرى نوع من انواع العبث المقصود بالمزاج الاجتماعي ببالذائقة الفنية للمجتمع، ويجب مسائلة الجهات التي احضرت هذا النوع من القنامة البشرية تحت عنوان "فن"، موضحا ان معظم اغاني هذه الفرقة مخالفة للقوانين الناظمة لحرية الرأي والتعبير. اغاني تقدمها فرقة "حمو بيكا" محتواها كلمات ركبت في جمل شكلت صورة من التحريض على العنف، والتحرر من الضوابط القانونية والاخلاقية والدينية، تلك الضوابط التي تحرم وتجرم المخدرات والحشيش والخمرة بأنواعها وافتعال المشاكل والجرائم، واستباحة الاعراض والتحرش وغيرها من الكثير من السلوكيات والتي شاهدناها في العديد من اغاني هذه الفرقة الغنائية وما من مراقب بدوره اوضح نقيب الفنانين الاردنيين حسين الخطاب لـ"الانباط" أن النقابة جزء من منظومة كاملة، مشيرا الى أن النقابة مؤخرا بدأت بتوقيع المسؤولين عن كل عمل فني منوي اقامته على الاراض الاردنية على تعهد بالالتزام بالضوابط القانونية والاخلاقية للأعمال الفنية التي سيقوم بتأديتها في الاردن. وأضاف ان النقابة في الاردن لم يصلها شيء حول منع اقامة حفل لـ فرقة "حمو وبيكا" من نقابة المهن الموسيقية في جمهورية مصر العربية والتي يرأسها الفنان هاني شاكر، مؤكدا أن النقابة اخضعت "حمو وبيكا" لتوقيع تعهد خطي معها بالالتزام في منظومة القيم وعدم الاسفاف في كلمات الاغاني التي سيقدمها في الحفل. وأضاف ان هناك دور لنقابة الفنانين في الرقابة على الاعمال الفنية، مشيرا الى أن العديد من عمليات الرصد والمتابعة لردود الافعال ومراقبة السلوكيات الفنية والاداء تقوم بها النقابة بشكل مكثف على كافة الاعمال الفنية التي يتم السماح باقامتها في الاردن سواء كانت لاردنيين او لغير الاردنيين. الملفت بالامر انه وبحسب عدة وسائل اعلام مصرية ان "حمو وبيكا" قد منعوا من اقامة الحفلات في مصر، لعدة اسباب فصلتها نقابة الفنانين المصريين ابرزها أنه رسب في الاختبار الذي أقيم له داخل نقابة المهن الموسيقية خلال اختباره كـ مطرب من حيث الصوت وطريقة الاداء، وهذا ترتب عليه عدم قبول طلب انتسابه في عضوية النقابة. وكانت قد قضت محكمة جنح الإسكندرية في مصر، بمعاقبة مطرب المهرجانات والأغانى الشعبية، المعروف بـ”حمو بيكا” بالحبس لمدة 3 أشهر على خلفية إقامته حفلا بالإسكندرية بدون ترخيص، وعدم حصوله على تصريح للغناء، وتقدم بعدها بيكا بطلب معارضة على الحكم الصادر، لأنه صدر غيابياً من لمحكمة ولم يحضر جلسة النطق بالحكم.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :