عمان جو - د. حسين العموش

ادفئ يديك الباردتين بقلبي ،يا صاحب الشرف العظيم،تتلقى بجسدك حبات المطر ،هذا حظك ،هذا موعد دوريتك ،موعدك مع تباشير الخير في وطني،حظك ان تتلقى وابلا من المطر،بينما نمر عنك غير مكترثين ،كلنا حرص على إشعال تدفئة السيارة .
ماذا أناديك ،أيها النشمي ،ماذا أقول لك ،فهل تدفئك الكلمات.
يا راعي الجبين الأسمر حين يختلط العرق مع المطر اعرف اننا بخير رغم ان الامور ليست قمرا وربيع ،لكنك في موسمك هذا ووقفتك هذه تتحدى الريح وتعلن ربيع الوطن .
الصافرة بين فكيك تشهد على برودة الطقس ،لكنه طقس حبك وانتمائك انت،حين جلسنا امام الفيربليس وتركناك نهبا للرياح وللمطر .
يا صاحب البوريه وسيدها،يا شامخ الطول والكبرياء في زمن الاقزام والاستعراض.
انت كما انت ،لا اعرف لك اسما ،ولا اريد،لانك الاردني ابن الاردني ابن الاردني،معروف انت ابا عن جد،جنديا متفانيا محبا صادقا لم تلوثه العطايا ولا العطاءات،لانك تعطي الحب ولا يعطى إليك ،واظن ان أباك وجدك يشبهونك في محاكاة لقصة الاردني النقي حين يعطي ،فانه يعطي كل شئ، كل شئ.
لا حسبة لديه ليوفرها،لا ولا مال ،لا ذهب،ولا الماس ،لا شئ سوى الاْردن حين يطوونه بخفة ومحبة ويودعونه مقل العيون وحباتها.
حين تكون اردنيا تعرف ان الاْردن ليس خريطة من كرتون،لا ولا هي صورة جوية من مستر جوجل ،اذا أردت ان تعرف الاْردن ،فقط تمعن في صورة الشرطي ،تمعن جيدا في سمرته،وطيبته،وصدقه،ووضوحة.
انظر جيدا في عينية سترى وصفي وهزاع وراشد ومعاذ ،سترى الاردنيون الأنقياء الاتقياء،الذين لم تشوه الدولارات حساباتهم،ولا يعرفون لغة الصفقات،ولا التحويلات الماليه،لا ولا عرفوا يوما طريقا الى سفارات .
كل ما عرفوه ،هو الاْردن ،بكل ما تعني حروفها من حب وانتماء .
حين تتفقد الصورة وتنظر فيها جيدا لن تر سوى الاْردن .