إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

طموح أحلام لإنشاء مزرعة سمكية يتحقق في الأغوار الأردنية


عمان جو.

لطالما طمحت أحلام الصلاحات (37 عاما) لإنشاء مزرعتها السمكية الخاصة بها وعائلتها في منطقة الأغوار الوسطى الأردنية، بعدما تعبت وزوجها من العمل في المزارع السمكية وبأجرة قليلة.

طموح أحلام حالت دونه الظروف المالية الصعبة التي تعاني منها العائلة نتيجة الفقر ومرض أحد الأبناء وتراكم الديون وعدم توفر رأس المال لتنفيذ المشروع رغم توفر الخبرة والأرض والمياه.

"مشروع إنتاجي" بداية التحقق
تعاني محافظات الأطراف البعيدة عن العاصمة الأردنية عمان من انتشار الفقر والبطالة وقلة فرص العمل، مما يدفع الشباب لهجرة مناطقهم نحو العاصمة للبحث عن فرص عمل تاركين عائلاتهم.

لكن حلم أحلام بدأ يتحقق جزئيا بإنشاء البركة السمكية بعدما تعرفت على مبادرة خيرية تحمل عنوان "مشروع إنتاجي" منحتها رأسمال بسيطا من خلال تزويدها بـ1350 سمكة صغيرة من نوع "كرب" لتربيتها وتسمينها مع الأعلاف بتكلفة بلغت 800 دينار أردني (الدينار يساوي 1.4 دولار) تمهيدا لبيعها بعد أربعة أشهر.

من الشروق للمغيب
تحرص أحلام على رعاية أسماكها من ساعات الصباح الباكر وحتى مغيب الشمس، تراقب مع زوجها فايق الصلاحات وأطفالهما الأربعة المزرعة السمكية، تارة برش الأعلاف، وتارة بتقليب البركة بالمياه وتغييرها حفاظا على الأسماك من النفوق.

أحلام تحدثت للجزيرة نت عن المشروع قائلة "من سنوات ونحن نسعى لإنشاء مزرعة سمكية خاصة بنا، ونقوم بعمل جمعيات لتوفير المال اللازم، لكن مرض ابني محمد كان يحتاج الكثير من العلاجات، مما يضطرنا لتقديم علاج محمد على مشروع المزرعة السمكية".

وتتابع نصحتني زميلاتي في العمل بالتوجه إلى جمعية خيرية وتقديم طلب تمويل خيري لمشروع المزرعة السمكية، واستجابت لنا الجمعية بعدما قدمنا لها دراسة عن المشروع.

وتضيف أن مبادرة "مشروع إنتاجي" الخيرية منحتني فراخ أسماك وأعلافا لتسمينها وبيعها بعد أربعة أشهر تقريبا لتجار الأسماك ومطاعم العاصمة الأردنية عمان، ومن خلال العائد منها سأقوم بتوسيع المشروع وتربية 2500 سمكة في الدورة المقبلة، لتلبية نفقات الأسرة ودراسة الأولاد، وعلاج ابني محمد.

الزوج يعالج الأسماك
تتعاون أحلام وزوجها على العناية بالمزرعة السمكية، وبحكم الخبرة يعرف زوجها بالتفصيل الأمراض التي تصيب الأسماك، فالأسماك المريضة ترتفع إلى وجه الماء وعلى سطح البركة، فأقوم -والحديث للزوج- بجمعها ومعرفة سبب مرضها إن كانت فطريات أو زعف.

ويعالجها فايق الأسماك المصابة من خلال عزلها عن البركة الرئيسية وإعطائها العلاج اللازم، ويشير إلى أن علاجات الأسماك مرتفعة الثمن، وهذه مشكلة بالنسبة لهم، خصوصا أن الطيور هي من تنقل الأمراض إلى البركة عبر مناقيرها عندما تهبط لاصطياد الأسماك.

مبادرات خيرية متنوعة
يقول نعيم عبد الهادي للجزيرة نت إن مبادرات الخير متنوعة، مثل مبادرة "مشروع إنتاجي" الذي يقوم على إنشاء مشروع للعائلات المحتاجة، أو مبادرة "بنيان" لصيانة منازل الفقراء، أو مبادرة "كرمال عيونك" لعلاج أمراض البصر والعيون، وغيرها من المبادرات التي تنقذ الأسر من حالة الفقر والعوز التي يعيشون فيها.

عبد الهادي -القائم على تلك المبادرات- يشير إلى أن مبادرات الخير تطوعية ومنتشرة في محافظات المملكة، ويتم التنسيق أحيانا بينهم وبين الجمعيات الخيرية في المناطق الفقيرة التي تعمل مع المحتاجين.

وتسعى هذه المبادرات إلى تأمين مصدر دخل ثابت لتلك العائلات الفقيرة والمحتاجة من خلال "مشروع إنتاجي"، بحيث تتحول الأسر المحتاجة من متلقية للمساعدات إلى أسر منتجة مكتفية ذاتيا.

وبخصوص تمويل تلك المبادرات، يبين عبد الهادي للجزيرة نت أن مصادر التمويل تأتي من خلال المحسنين المتبرعين والمراكز الطبية والمؤسسات التجارية التي توفر الدعم اللازم، وهناك فرق متطوعة للعمل بالمبادرات في مختلف محافظات المملكة.

من الحاجة إلى الاكتفاء
منسق مبادرات الخير التطوعية في منطقة الأغوار عبد الرحيم الديات يتفقد يوميا المشاريع التي قدمت لها المساعدات، إضافة إلى تنسيقه مع الجمعيات الخيرية بشأن حاجات العائلات الفقيرة.

ويضيف الديات للجزيرة نت أن أي عائلة بحاجة لمساعدة تقدم لنا دراسة جدوى بشأن "مشروع إنتاجي" يمكنهم القيام به، مثل ماكينات الخياطة للنساء أو فتح بقالات أو محال لبيع الخضار أو تربية الماشية وغيرها.

وأي مردود مادي عائد من المشروع يكون لصالح العائلة ولا نأخذ منه شيئا، وإنما نشرف عليه لاستدامة المشروع ومعالجة أي عراقيل تواجه العائلات بإدارة مشروعها، وفق الديات.

وتظهر مبادرات الخير التطوعية صورة التكافل والتراحم بين أبناء المجتمع الأردني، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعاني منها المواطن الأردني.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :