عمان جو - دعت قطر التي تستضيف قادة من طالبان وتلعب دوراً رئيسيا في تسهيل عمليات الإجلاء للدول الغربية من أفغانستان، الحركة إلى ضمان “ممر آمن” للراغبين بالخروج من هذا البلد بعد الانسحاب الأمريكي.

وقال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في مؤتمر صحافي في الدوحة الأربعاء: “نحث طالبان على مسألة حرية التنقل، وأن يكون هناك ممر آمن لخروج وأيضا لدخول الناس إذا رغبوا في ذلك” .

وتابع: “نتمنّى أن نرى أنّ هذه الالتزامات يتم الإيفاء بها في المستقبل القريب عندما يعود المطار إلى التشغيل مرة أخرى، وأن تكون بطريقة سلسة وألا يكون هناك أي تحديات لأي أحد يريد الخروج من أفغانستان أو القدوم إليها” .

كما ذكر أنّ الدوحة تقيم حوارا مع طالبان “بشكل مستمر” لحثهم على “أن يكون هناك ترشيد لسياساتهم وخطاباتهم تجاه المرأة، وأن يتم التعامل معها وفق الحقوق المنوطة لها” .وفي الأثناء، أكدت الحركة، أمس، وصول وفد فني من قطر إلى العاصمة الأفغانية كابول، لتقييم أوضاع مطار “حامد كرزاي” الدولي.

وحطت طائرة قطرية تحمل على متنها فريقا فنيا في المطار، لمناقشة استئناف تشغيله، وفق مصدر قطري مسؤول.

وقال محمد نعيم، المتحدث باسم طالبان إن “الوفد الفني القطري سيقوم بتقييم الوضع الكامل للمطار، خاصة بعد تدمير الأمريكان للكثير من الأجهزة وتخريبها” .

وأضاف أن “المحادثات المشتركة (مع طالبان) ستستمر في هذا الموضوع والتقييم القطري للبت في تشغيل المطار وتقديم الدعم الفني لتشغيله (..) لم يتم التوصل بعد إلى اتفاق نهائي” .

تزامن ذلك مع إعلان الحكومة البريطانية أن مسؤولين بريطانيين وآخرين من حركة طالبان يجرون محادثات بشأن كيفية تأمين “ممر آمن” للخروج من أفغانستان للمواطنين البريطانيين والحلفاء الأفغان.

وأكد داوننغ ستريت (مقر الحكومة البريطانية) أن السير سيمون جاس، الممثل الخاص لرئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، للمرحلة الانتقالية الأفغانية، توجه إلى قطر وسيجتمع مع “ممثلين كبار من طالبان” للتشديد على أهمية السماح لهؤلاء الأشخاص بمغادرة أفغانستان، حسب وكالة الأنباء البريطانية “بي أيه ميديا” الأربعاء.

ويأتي ذلك فيما أعلنت وزارة “الخارجية والكومنولث والتنمية” عن إرسال 15 من المتخصصين في التعامل مع الأزمات إلى باكستان وأوزبكستان وطاجيكستان لمساعدة الدبلوماسيين البريطانيين في عملهم للسماح للأشخاص بالهروب من أفغانستان عبر الحدود البرية، والوصول إلى المملكة المتحدة.

أما فيما يتعلق بتشكيل حكومة أفغانية، فذكر مسؤول أن حركة طالبان وزعماء أفغانا آخرين توصلوا إلى “اتفاق في الآراء” حول تشكيل حكومة جديدة ومجلس وزراء.

وكشفت قناة “طلوع نيوز” التلفزيونية الأفغانية أمس الأربعاء أن زعيم الحركة الملا هبة الله آخوند زاده سيترأس الحكومة الأفغانية المستقبلية.

وقال إنعام الله سمنغاني عضو اللجنة الثقافية في الحركة لـ”طلوع نيوز”: “لا شك في ضرورة وجود أمير المؤمنين في الحكومة، وينبغي أن يكون على رأس الحكومة، وهو أمر لا شك فيه” .

وذكرت القناة أن ثمة تقارير غير مؤكدة تشير إلى وجود منصب رئيس الوزراء في الحكومة المستقبلية.

وقال بلال كريمي، العضو في اللجنة الثقافية للجماعة، أمس الأربعاء، إن الملا عبد الغني برادار، وهو واحد من ثلاثة نواب لاخوند زاده، والوجه العام الرئيسي لطالبان، من المحتمل أن يتولى مسؤولية تسيير العمل اليومي للحكومة، حسب ما نقلته وكالة “بلومبرغ” للأنباء.

وذكر نائب رئيس المكتب السياسي لطالبان في قطر، شير محمد عباس ستانيكزاي، لشبكة “بي بي سي” أن الجماعة تحاول تشكيل حكومة تحظى بدعم محلي ودولي، وأنها ستضم “وجوها جديدة من جميع القبائل وجماعات الأقلية الذين ينظر إليهم بوصفهم “مسلمين وأتقياء وموهوبين” .

إلى ذلك، قال نائب وزير الخارجية الروسي إيغور مورغولوف لوكالة “نوفوستي” الروسية: “بالنسبة لمسألة الاعتراف الرسمي، علينا أولا انتظار تشكيل حكومة جديدة في أفغانستان، والتي يجب أن تمثل جميع القوى السياسية، بما في ذلك الأقليات العرقية، وبعد ذلك تحديد موقفنا. لا داعي للاستعجال هنا” .

وتابع الدبلوماسي الروسي القول: “أعتقد أنه لا توجد دواع لتهويل الوضع في أفغانستان. لقد أعلنت السلطة الجديدة عن انتهاء القتال وعن العفو العام عن الموظفين في الدولة، وأعلنت عزمها تشكيل حكومة ائتلافية شاملة، واحترام حقوق المرأة، بالطبع ضمن النظام القانوني الإسلامي، وكذلك الحفاظ على حرية الإعلام. كما أعلنت، وهذا الأهم، عن رغبتها في القضاء على إنتاج المخدرات في البلاد. نحن نعتبر كل هذا أنه إشارات إيجابية ونتطلع الى تنفيذها عمليا” .

ودافع الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأربعاء (مساء الثلاثاء بالتوقيت المحلي)، عن قرار الانسحاب من أفغانستان، قائلاً في مقطع فيديو مقتضب نشره عبر حسابه على تويتر: “أعتقد أن هذا هو القرار الصحيح، وقرار حكيم، وأفضل قرار من أجل أمريكا” .

وتابع: “مع إنهائنا 20 عاما من الصراع والألم والتضحية، حان الوقت للتطلع إلى المستقبل، لا إلى الماضي، إلى مستقبل أكثر أمانا” .