إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

أيمن الظواهري


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو-عندما اعلن الرئيس الامريكي السابق اوباما عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن، ساق الخبر على الجمهور الامريكي في فخر ونبرة جذابة رافقت موسما انتخابيا .

و اليوم، اعلن الرئيس الامريكي بايدن عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة الظواهري بنبرة مخنوقة في غمرة موسم انتخابي .

تصفية زعماء تنظيم القاعدة وداعش ليس صدفة تأتي في مواعيد ومواسم انتخابية امريكية، وتذكرون مقتل ابو بكر البغدادي 2019، ووصف الرئيس الامريكي الاسبق ترامب البغدادي بالجبان .

ليست جملة اعتراضية في سياق فوبيا امريكية من الاسلام ومخلية الارهاب الديني، وصناعة سردية 11 سيبتمبر، وتدمير الابراج في نيويورك، واعتبار الامريكان انفسهم اكثر ضرارا من تنظيم القاعدة .

تنظيم القاعدة تركت انهارا من الدم، وقدم خدمات مجانية لاعداء العرب والاسلام، وراح لاعمال القاعدة الارهابية ضحايا عرب ومسلمين باضعاف الامريكيين والاوروبين، والكيان الصهيوني الوحيد الذي لم يستهدفه ارهاب القاعدة وداعش، ودمر دولا، وتم ابادة وتهجير شعوب باسم الحرب على القاعدة والارهاب الديني.

من ابن لادن الى أيمن الظواهري، ولا نعرف من سيخلف الظواهري في زعامة التنظيم ؟ وعلما بان امتداد القاعدة وبريق افكارها ومشروعها الجهادي الاممي بدأ يخفت رويدا، وصعود تنظيم الدولة الاسلامية « داعش « كان انقلابا على التنظيم الام .

تنظيم القاعدة افراز للسياسة الامريكية، وكظاهرة تطرف وارهاب ديني، ووثائق وتسريبات للادارة امريكية واعترافات لسياسيين امريكان اكدت علاقة القاعدة وداعش باجهزة الاستخبارات الامريكية، وانهما صناعة امريكية وانجليزية، وغربية .

احتفلت الادارة الامريكية باعلان مقتل ايمن الظواهري، وتسعى الى ترسيخ وتكريس عقيدة الايمان بالنصر المبين . والتهاني سمة في الثقافة الامريكية .. جذور القاعدة واللادينية والظواهرية، والافغان العرب، والجذور الطائفية والسياسية للتنظيمات الارهابية .

ايمن الظواهري صاحب النظرية العقائدية للذئاب المنفردة، وخلفية الرجل العقائدية، وكيف وقع تحت تأثير عبدالله عزام الذي كان يجول في بلاد العالم نيابة عن انظمة سياسية عربية واسلامية متحالفة مع امريكا ايام الحرب الباردة وتحارب الاتحاد السوفيتي بحجة وذريعة التدين والكفر والايمان .

العرب كانوا ضحايا للحرب الباردة، ودفعوا ثمنا باهظا لارتداد الجهاد العربي في افغانستان . وهي حقبة لربما لم تأخذ حقها الكافي من التحليل والكتابة التاريخية . وباسم الاسلام والجهاد الديني خضنا حربا بالوكالة لعشرين عاما في افغانستان .


و انفق العرب مليارات على حرب افغانستان، وكان قادة الثورة الفلسطينية يقفون بحسرة، وهم يحسبون ما انفق العرب والمسلمون على حرب افغانستان . ومشروع مجاهدي افغانستان يدعو بالعودة الى القرون الوسطى، ومحاربة المرأة وتحررها، والتنوير، وبكلام اخر انه العيش خارج التاريخ والعصر، وينسجم مع الاسلام السياسي الداعي الى احياء الخلافة واقامة الدولة الدينية .

الظواهري، وتنظيم القاعدة لم يولد من فراغ، وتعود الى نمو وصعود الرجعية الاسلامية عام 79، ونبع من بوتقة جيش امريكا الاسلامي، ولربما قد بدأت قبل ذلك بكثير .. واحتضان الحراكات الاسلامية ومحاربة التيارات القومية واليسارية والتنويرية .

ابن لادن والظواهري عاشا وماتا، ولم ينطقا حرفا واحدا عن القضية الفلسطينية .. كانت خارج حساباتهما ولم تشغلهما يوما، جالوا العالم، وقتلوا وقدموا ضحايا وخطط لعمليات هتكت بارواح الاف من المدنيين الابرياء، ولم يلاحظوا يوما وجود الكيان الصهيوني والقتل والدمار والتهجير للشعب الفلسطيني .

امريكا صنعت تنظيمي : داعش والقاعدة وحاربتهما، وقتلت قادتهم .. ولا احد في العالم يقدر ان يسأل امريكا ماذا تفعل ؟ ومثل ما تحكم وتحاكم امريكا دول العالم وقادته، وتفعل ما تشاء، وهي الحكم والقاضي والسياف .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :