عمان جو - بقلم: د. ذوقان عبيدات - عادة ما تعلن الوزارة نتائج التوجيهي كلَّ عام في مؤتمر صحفيّ، وذلك ضمن البهرجة والتوتر المصنوع الذي اعتادت عليه في موسم التوجيهي: كاميرات، زيارات، ابتسامات، حاشية وحواشٍ، دخول مزعج إلى القاعات دون أي هدف غير الصورة والخبر، والانحناءة التي يبديها المسؤول على أذن أحد الطلبة؛ ليسأله عن الامتحان، خصائص ذلك الموسم هي أشبه بحنوّ المرضعة على فطيمها، أو رضيعها! دون انتظار حتى جواب من الطالب!
ثم تأتي فرصة الموُتمر الصحفي الذي تقدم فيه معلومات لا تفيد أحدًا، بل توتّر كثيرين: (عدد المتقدمين، الحاضرون، نسب النجاح، وأسماء الأوائل والتمنيات بالنجاح لمن"لم يحالفهم الحظ")؛ موحية أن الامتحان يانصيب نجح بالحظ من فاز، ورسب بالحظ من خسر!
المعلومات المقدمة في المؤتمر تسعد العشرات الأوائل، وتقهر الآلاف من غيرهم! وربما أسعدت المتحدث في المؤتمر حين يعود ويشاهد مع أبنائه ابتسامته اللطيفة! إذن: ما دامت المعلومات ضارّة وغير مفيدة، فلماذا البهرجة والهلُّمَ! أمّا إذا أرادت أن تقدم معلومات تسهم في تحليل النتائج، فإننا بحاجة إلى معرفة ما يأتي:
نسب النجاح في كل مبحث وفي كل تخصص.
نسب النجاح في كل سؤال.
الأخطاء الأكثر شيوعًا في كل مادة وسؤال.
الخلفيات الاجتماعية والثقافية للمتفوقين وغير المحظوظين!
مستويات المعلمين في المدارس الحافظة والمدارس غير"المحظوظة.
مقارنات بين: مدارس الذكور والإناث: المدارس المدنية والقروية، مدارس الوزارة وغيرها.
الظروف الصحية والعائلية والاقتصادية، ومستويات الأهل في البيئات المختلفة….إلخ.
وهذا ما لم تفكر به الوزارة ولن تفكر! إذن: ما دمتم تقدمون غير المفيد والضار فلماذا المؤتمر؟ إلغاء المؤتمر أو تطويره "إن لزم" خطوة مهمة!
نأمل من د. وجيه عويس تخفيف توترات هذا اليوم العصيب! فهل يفعل؟