عمان جو - للنجاح قصة تختلف من شخص لآخر.. وهنا تجد قصة تختلف عن مثيلاتها لأن فيها شيئا قد يخطف اعجابك ويقشعر له البدن ليشعرك بأن الله يهب نعمه لخلقه، ودون شك له في ذلك حمكة لا يعلمها إلا هو.

الطالب الكفيف محمد صالح الفاعوري نشأ كفيفا منذ ولادته وتربى على تعاليم الاسلام والادب والأخلاق، وتدرج في دراسته الأساسية حتى وصل الى المرحلة الثانوية العامة "التوجيهي" وحصل على معدل عالٍ 96.1% للدورة 2022 م بتفوق وجدارة واستحقاق، وكان ايضا يغسل الكلى 3 مرات في الاسبوع.. ولكنه لم يتوانَ يوما عن تحقيق حلمه الذي بدأ به رغم جميع التحديات والصعوبات، فكان مثالا للشاب الطموح وصاحب إرادة وعزيمة لا متناهية.

محمد لم يدرس دراسة خاصة ولم يوفر له أجواء الرفاهية أو الكثير مما ناله أبناء جيله.. بل انه اجتهد وثابر وفتح الله عليه بمهارات وبصيرة كان جزء منها حصوله على تحصيل عال في التوجيهي رغم أنه كان يتوقع أن يكون من العشرة الأوائل في المملكة ولكنه حصل على علامات ومعدل بمرتبة الشرف والامتياز..

وتحدثت "عمون" الى والد محمد مباركة بانجاز ابنه وتفوقه رغم ظروفه الصعبة وقال: "محمد ليس شابا عاديا فمنذ صغره وهو يتفوق في كل شيء تعليمي ولديه انضباط وتركيز كبير في أي عمل يقوم به، مؤكدا انه لا يطلب شيئا سوى ان يلقى ابنه الرعاية التي يستحقها، فحلمه ان يدرس اللغات في الجامعة الأردنية، ولكن الظروف صعبة جدا ولا نعلم بعد إن كان سيحصل على مقعد دراسي في هذا التخصص، كما أن لديه ابنة كفيفة أيضا وتقوم بغسيل كلى".

أما عمر العناتي وهو أحد أساتذة الطالب محمد فقال لـ عمون: "محمد من خيرة الطلاب أدبا وخلقا، وقد وهبه الله ذاكرة قوية ومده ببصيرة تعانق أحلامه وطموحاته دون حد، ولديه إدراك وفهم ويتفوق على كثير من أقرانه رغم أنه فاقد للبصر إلا أن الله وهبه نعمة البصيرة، وهذا ما لمسته من خلال تدريسه لأكثر من مرحلة صفية خلال الأساسي والثانوي، متمنيا أن يلقى محمد الرعاية والعناية التي تساعده على اتمام دراسته وتنير له شمعة في طريق المستقبل".

وأخيرا.. محمد.. وغيره من المتفوقين خاصة من "ذوي الهمم والإرادة"، لم تقف بوجههم ظروف يعجز عنها الشخص السليم، بل ثابروا واجتهدوا وتحدوا حتى تركوا بصمة لهم في الحياة، فجميعهم يحتاج أن نقف الى جانبهم وأن نوفر لهم الشيء البسيط الذي يساعدهم على اكمال حلمهم..

يذكر أن قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة رقم 20 لسنة 2017 ينص على انه، "لا يقبل أن تكون الإعاقة سببا في منع الطالب من الوصول إلى مؤسسات التعليم العالي الأردنية"، كما يوجد مقاعد مخصصة للطلبة ذوي الإعاقة لشهادة بكالوريوس يتم التنافس عليها، حيث يتم التنافس على 900-1000 مقعد لجميع التخصصات.