إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

وقائع المشهد الانـتـخـابــي لفلسطينيي الداخل


الكاتب : حماده فراعنه

عمان جو - الحلقة الثانية
لم يعد ممكناً عودة التحالف بين الحركة الإسلامية وقائمتها البرلمانية الموحدة برئاسة النائب منصور عباس من طرف والأحزاب الثلاثة : 1-الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، 2-التجمع الوطني الديمقراطي، 3-الحركة العربية للتغيير وقائمتها البرلمانية المشتركة، لخوض انتخابات الكنيست الإسرائيلي بقائمة برلمانية مؤتلفة.
القائمة البرلمانية الموحدة على الرغم من أنها لم تحقق مكاسب جدية ملموسة لفلسطينيي مناطق الاحتلال الأولى عام 1948، أبناء الجليل والكرمل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة، إلا أنها تمكنت من وجهة نظرها أنها كسرت رفض اليمين الإسرائيلي التحالف معها، واضطر اليمين واليمين الإسرائيلي المتطرف الإقرار بوجود شريك عربي فلسطيني تحالفوا معه مضطرين لأسباب انتهازية مكشوفة، وقبلوا نظرياً رصد الأموال المطلوبة لتغطية احتياجات المجتمع العربي الفلسطيني في مناطق 48، والوقت لم يكن متوفراً لصرف الأموال المرصودة لمطالب أخرى، ولهذا فقد قررت الحركة الإسلامية وقائمتها مواصلة هذا الخيار في الائتلاف مع الأحزاب اليمينية.
بينما ترى الأحزاب الثلاثة المؤتلفة في إطار القائمة المشتركة أن خيار الحركة الإسلامية وقائمتها الموحدة لم تحقق مكاسب أو إنجازات ملموسة توازي التضحية السياسية التي قدمتها وأهمها:1-قبولها بمبدأ يهودية الدولة، 2-الصمت على سياسة الضم والتوسع والاستيطان والتهويد للقدس، وللضفة الفلسطينية 3-تمرير القوانين العنصرية وعدم التصويت ضدها، ولهذا لا تقبل أحزاب المشتركة التحالف مع الحركة الإسلامية وقائمتها البرلمانية.
ولكن على الرغم من وجاهة رؤى الطرفين المختلفين: القائمة المشتركة والقائمة الموحدة، فالدلائل تشير أن كليهما سيحافظ على ما بحوزته من مقاعد في البرلمان: ستة نواب للمشتركة وأربعة نواب للموحدة، اعتماداً على جهد قواعدهم الحزبية.
في الدورات السابقة يظهر بوضوح مدى إنكفاء المجتمع العربي الفلسطيني عن الوصول إلى صناديق الاقتراع بسبب الانقسام بين الكتلتين البرلمانيتين، ففي دورة الكنيست 22 يوم 17/9/2019 حققت القائمة المشتركة الموحدة 13 نائباً للكتلتين ووصل إلى صناديق الاقتراع 470211 ناخباً عربياً فلسطينياً، لترتفع الأرقام في دورة الكنيست 23 يوم 2/3/2020 إلى 15 نائباً للطرفين، وارتفع عدد المصوتين الفلسطينيين إلى 580044 ناخباً.


وبعد الانقسام بين الكتلتين في انتخابات 23/3/2021 تراجع تحصيلهم من 15 مقعداً لهم في الكنيست إلى عشرة مقاعد: 6 للمشتركة و4 للموحدة، وتراجع التصويت الفلسطيني إلى 337.111 ناخباً، مما يؤشر على عدم ارتياح الناخب الفلسطيني للإنقسام، ومدى ترحيبه ورغبته وانحيازه للوحدة، وأن المجتمع العربي الفلسطيني يتوق لتحقيق مكاسب معيشية في نفس الوقت الذي يتمسك بالحقوق الوطنية والسياسية لمجمل مكونات الشعب الفلسطيني، تأكيداً على أن أبناء الجليل والكرمل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة يعتبرون أنفسهم أنهم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني وتكامل أدواره ووظائفه ومقومات نضاله متعددة الأشكال والأدوات.
يوم 9/11/2021 استقبل رأس الدولة الأردنية الملك عبدالله النائب منصور عباس رئيس الكتلة البرلمانية الموحدة، وأكد له أهمية نضالهم وعملهم وتكامله، وأهمية العمل من أجل القدس، وتعزيز مكانتهم وتأثيرهم داخل المجتمع الإسرائيلي حفاظاً على مصالحهم المرتبطة بمصالح الشعب الفلسطيني كافة، وأكد له احترام الأردن لقراراتهم المستقلة.
وحرص الملك عبدالله حينما استقبل مرة أخرى النائب منصور عباس في الإفطار الرمضاني يوم 26/4/2022، أن يكون رئيس الكتلة الإسلامية برفقة القائد الوطني محمد بركة رئيس لجنة المتابعة العليا للمجتمع العربي الفلسطيني، في رسالة تؤكد أن الأردن لا يتوانى عن دعم صمود ونضال الشعب الفلسطيني في منطقتي 48 و67، ووحدة مصيرهما، وتوافق مستقبلهما المشترك من أجل المساواة ومن أجل الاستقلال إضافة إلى حق اللاجئين بالعودة واستعادة ممتلكاتهم.
في كل الحالات قد تُحافظ كل من القائمة المشتركة والقائمة الموحدة، على ما لديهما من مقاعد، ولكنهم سيخسرون إمكانيات التقدم إلى الأمام بسبب غياب التفاهم والقوائم المشتركة والبرنامج الائتلافي الموحد.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :