إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

العمل الحزبي بين المصلحة الشخصية .. وخدمة المصلحة العامة


عمان جو -مهدي الشوابكة- في ظل قراءة ومتابعة المشهد الحزبي السياسي في الأردن بعد ما يقارب عام على مخرجات اللجنة الملكية للإصلاح، وسير الأحزاب القديمة وحديثة التأسيس في استقطاب الأعضاء ووضع برامج العمل، يتوجب علينا الآن تعريف الحزب والإشارة لمهام العمل الحزبي الحقيقية.
الحزب السياسي هو تجمع مواطنين يتقاسمون نفس الأفكار ويجتمعون لغرض وضع مشروع سياسي مشترك حيز التنفيذ، للوصول بوسائل ديمقراطية وسلمية إلى ممارسة السلطات والمسؤوليات في قيادة الشؤون العمومية، ويمارس الحزب نشاطه بوسائل ديمقراطية وسلمية بهدف تداول السلطة والمشاركة فيها ضمن فهم وتصور محددين لتحقيق المصلحة الوطنية كما تشكل الأحزاب مؤسسة أساسية في الحياة الديمقراطية، بوصفها تنظيمات تمنح العمل السياسي شكله الأكثر عقلانية وقدرة على التعبير عن مطالب المواطنين والأحزاب السياسية في مهامها المركزية تقوم بجملة واجبات أساسية، يمكن اختصارها في نقاط، أهمها تأطير المواطنين، وإيجاد منفَذ للفاعلين السياسيين للعمل والتأثير، وإعداد الكوادر القادرة على إدارة الشأن العام. وهي من الناحية التنظيمية الأطر القادرة على اجتذاب العناصر النوعية، ومنحها الفرصة للقيادة وتصدر العمل العام.
العمل الحزبي وآثاره:
1- العمل الحزبي ضروري لوجود عمل سياسي حقيقي فلا عمل سياسي بدون أحزاب قوية.
2- العمل الحزبي ضروري لجمع الطاقات لأصحاب الفكرة القريبة والبرنامج الواحد وبدون العمل الحزبي سيكون عندنا الاف البرامج
3- العمل الحزبي يجمع الناس على أساس الفكرة المبدئية والبرنامج العملي لا على أساس البعد الجهوي أو الجغرافي أو القبلي
4- العمل الحزبي يولد البرامج والافكار مما يساهم في رفد سوية الأداء السياسي
5- التنافس في العمل الحزبي لتحسين الاداء ويزيد التحدي والمنافسة الحقيقية (أي التي بموجبها يصل الناس ببرامجهم إلى قيادة العمل السياسي) مستخرج أحسن ما لدى الأفراد والأحزاب من مواهب وطاقات.
6- العمل الحزبي فرصة كبيرة لالتقاء الناس من شتى البيئات والأعمار ومن الجنسين مما سيزيد من الانجازات
7- العمل الحزبي يزيد من شراكة الناس في حل مشكلاتهم وتقرير مصائرهم
8- هو التعبير عن هموم الناس وهو التعبير الصحيح وبدونه أو بغيره يصبح التعبير عنيفا وفرديا.
9- يعطي صورة حقيقية عن واقع الناس وتياراتهم وأنماط تفكيرهم ويعكس صورة مشرقة عنهم مهما كان حجمه.
10- يقلل الخلافات بين الناس ويجمعهم على هدف واضح محدد.
أما الآن لو قارننا الواقع الحزبي بهذه التعريفات فسوف نرى أن الواقع مختلف وكأن بعض الاحزاب فقط الهدف من وجودها ينحصر في مفهوم "صنع القيادات "وبعد الحديث مع عدد كبير من الحزبيين أرى أنه لا يوجد نية لعمل حزبي ديمقراطي حقيقي عند البعض كما هو المفترض أن اساس العملية السياسة التحول الديمقراطي ومن أسس التحول الديمقراطي وجود أحزاب ديمقراطية بل النية الموجودة عن البعض هي خدمة المصلحة الشخصية والوصول للكرسي سواء في الحكومة أو البرلمان ، الحزب السياسي يعمل في الأساس كوسيط بين أفراد الشعب ونظام الحكم في الأنظمة الديمقراطية بأنواعها، فإن الأحزاب المختلفة يكون لها أدوار رئيسية ومهمة في ذلك الشكل من أشكال الحكم، أهمها صياغة احتياجات ومشاكل المواطنين وطرح مقترحات لحلها وتقديمها إلى الجهات الحكومية المختلفة بصورة قانونية.
الازدحام في ساحة تكوين الاحزاب السياسية يعكس عدم نضوج النظرية الحزبية وعدم وجود ثقافة سياسية حزبية بشكل كافي داخل الحزب نفسه الدولة الديمقراطية تبدأ بالأساس بالعمل من أجل بناء أحزاب ديمقراطية، فلا يمكن بناء ديمقراطية بقوى وتنظيمات غير ديمقراطية، الديمقراطية داخل الأحزاب، ان العوامل تنقسم إلى داخلية تتعلق بالأحزاب ذاتها من حيث أطرها الفكرية والأيدلوجية وهياكلها التنظيمية وبرامجها السياسية ونخبها القيادية وتماسكها الداخلي ووسائلها الاتصالية، وأنماط التفاعلات والعلاقات فيما بينها، وعوامل خارجية كالبيئة السياسية والقانونية والثقافية والاجتماعية التي تعمل بها الأحزاب .
المشهد يؤكد على ضرورة الشروع في بناء ثقافة سياسية جديدة وعمل حزبي جديد يتجاوز الحالة الحزبية التقليدية، وينطلق نحو التنافس البرامجي، والطروحات العملية لحل مشاكل المجتمع، مع ضرورة المراجعة والتقويم للمرحلة السابقة، والاستفادة من مواطن النجاح والوقوف على مواقع الخلل والفشل ، ومحاولة تجاوز السلبيات التي وقعت فيها الأحزاب والقوى السياسية في الفترة المنصرمة، وضرورة الشروع في عملية حماية المجتمع والدولة من الانزلاق نحو مستنقع العنف والفوضى كما يحتاج العمل الحزبي ورشات تثقيفية وتوعوية لشرح مهامه وأبعاده وتوظيف وسائل الإعلام لتوصل وتسهل مفهوم العمل الحزبي .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :