عمان جو - تتطور أشكال المعرفة كلما تقدمنا بالزمن، ووسط ثورة الاتصالات الحديثة، وتشعب المواضيع التي يمكن البحث فيها، وزيادة الإدراك، يظهر أمامنا الكثير من فنون التعبير عن النفس، التي يمكن أن نخاطب الآخرين من خلالها.
ومن بين أحدث طرق التخاطب، تلك القائمة على العلاج عير التقليدي، خاصة في النواحي النفسية، ومنها العلاج بالفن.

ويتفق معظم الناس في أن الاستماع للموسيقى، أو مشاهدة مسلسل أو فيلم، أو متابعة مقطع مصور، قد تريح النفس وتبعد عنها التوتر والقلق. وتعرف "ويكيبيديا" فن العلاج النفسي بأنه عملية النقل بين الأخصائي والعميل الذي يقوم بالفن، إذ يفسر الأخصائي رمزية التعبير عن الذات للعميل كمنقول في الفن، ويثير تفسيرات من العميل. ويشمل العلاج بالفن عدداً كبيراً من المناهج الأخرى، مثل: تركيز الشخص، المعرفة، السلوك، السرد، أنظمة العائلة، وأكثر من ذلك. وتنطوي مبادئ العلاج بالفن على الإنسانية والإبداع والتوفيق بين الصراعات العاطفية، وتعزيز الوعي الذاتي ونمو الشخصية.

وتؤكد المعالجة النفسية المصرية، عائشة رضوان، في تصريحات صحافية، أن دمج أنواع مختلفة من الفنون مع بعضها، للتعبير عن المشاعر الداخلية، يساهم في التخلص من المشاكل النفسية، وتخطي الصدمات.
وتشير رضوان إلى أن العلاج بالفنون التعبيرية لا يتطلب أن يكون الشخص ماهراً في الرسم أو الغناء، لكن يتطلب أن يتقبل الشخص الدخول في مرحلة العلاج، وقدرته على الاسترخاء، وإحساسه بالأمان، للتعبير عن مشاعره.
وحول طريقة تلقي العلاج بالفنون نفسياً، توضح رضوان أن المشاعر يمكن خروجها والتعبير عنها على هيئة رسومات أو حركات أو موسيقى، حيث تبين مثل هذه الأشياء حالة الشخص الذي يتم علاجه.

وبينت رضوان أن العملية العلاجية تمر بمراحل مختلفة، بداية من إحساس الشخص بحضوره العقلي والذهني في وقت الجلسات، والاسترخاء الكامل للتواصل مع العقل الباطن، وبالتالي يعبر الشخص عن مشاعره، وتابعت أن من أهم مراحل العلاج أن يكون الشخص متقبلاً للعلاج، ومتقبلاً عملية التعبير عن نفسه، على الرغم من وجود حيل اندفاعية لدى بعض الأشخاص، وخوف زائد من خروج مشاعرهم، ومن الممكن بعد خروج هذه المشاعر ألا يسمح لنفسه بالتواصل معها، مشيرة إلى أن الحالات الأكثر استجابة وتأثراً بمراحل العلاج، هم كبار السن.