إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

نعم، لتغرق عمان


الكاتب : فارس حباشنة

يوما الاثنين والثلاثاء امس فرحنا بانتظار سقوط زخات من المطر.
هي ثاني شتوة هذا العام. ومن يتذكروا لا بد ان يتذكروا المطر على شجر الزيتون واوراقه وقطاف الزيتون في تشرين الاول والثاني.
وشتوة تشرين تذكرنا بصيف حار وملتهب، وتذكرنا بالحرث والشجر والمقاثي « اين تزرع الخضروات البعلية «.
شتوة تشرين تبشر في الشتاء.. وقاطفو الزيتون اكثر فرحا بامطار تشرين، فالمطر يجلد الزيتون ويغسل الاشجار، وينفض الغبار المتراكم، ويبهج صدور الفلاحين.
و ترتوي النفوس، وحتى الطيور تفرح والعصافير تغريدها يملأ السماء حبا واملا.
و لا اعرف كيف أناس يلعنون المطر، وكيف يشتمون موسم الخير، وكيف يسخرون من نعمة السماء ؟!
عمان فاضت وغرقت، ولتغرق اكثر واكثر.. المهم ان يهطل المطر وتسكب السماء خيرها على الاردن العطش والظمآن.
اخبار الطقس الكونية تقول ان هناك تغييرات مناخية هائلة على مستوى العالم ، وتقول ان فصول السنة اصابها حمى شديدة، برد وحرارة، وتقيؤ واسهال، وسعال، واضطراب وخربطة في مواعيد النوم.
واكرر المهم ان تمطر، لتغرق عمان، وتعوم شوارعها في مياه المطر، واتمنى لو كل اسبوع تمطر السماء وتغرق عمان.
مشاهد الغرق المتداولة على السوشل ميديا ليست مؤشرا لعجز امانة عمان، وليست مؤشرا لانهيار او ضعف في البنى التحتية.
موظفو امانة عمان في عين العاصفة، ويتعايشون مع الازمات الوباء والطقس والامطار وتشكل السيول، ويتعاملون ببراعة معها بانتاج الحلول، وتسخير امكانات وقدرات الامانة لتفادي اي تداعٍ ومكروه ناجم عن الطارئ الطبيعي والمناخي.
امس مئات من موظفي امانة عمان هبوا وانتشروا في شوارع وانفاق وجسور عمان، وساروا مع الامطار من لحظة هطولها وانسيابها وجريانها الى ان تدفقت في مجاريها الطبيعية، وذهبت لتكون رصيدا ومخزونا استراتجيا في الامن المائي الاردني .
خبر المنخفض الجوي وهطول الامطار هذا العام مختلف، ويهمنا اكثر من كل الاعوام السابقة.. وحيث ان سدودنا خاوية.. وكل قطرة مطر تهطل على ثرى الاردن وزنها من ذهب وصوتها له خرير الانهار والسواقي، وايقاع لدرم، وايحاء وانبعاث رومانسي في مقاومة عوالم القحط واليباب.
يحتفل بالمطر من يدرك ماذا يعني ان تعيش في بلاد من يباب وعطش، وبلد يستورد ويستقرض مياه شربه من الاجانب.
وكل منخفض جوي وأنتم بألف خير وسلام وعافية.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :