إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية
  • الرئيسية
  • مقالات

  • عبدالرؤوف الروابدة وعبدالهادي راجي يطلبان من يوسف الشواربة المغادرة .. ولكنه يرفض

عبدالرؤوف الروابدة وعبدالهادي راجي يطلبان من يوسف الشواربة المغادرة .. ولكنه يرفض


عمان جو - كتب: عبدالهادي راجي المجالي
أول أمس أنهينا حفل توزيع الشهادات على الفائزين بمسابقة حبيب الزيودي.. الحفل كان تحت رعاية دولة عبدالرؤوف الروابدة ومعالي أمين عمان الدكتور يوسف الشواربة.. .

كان مقررا أن يكون الحفل في تمام الساعه السادسة، لكني اجبرت على التأجيل قليلا لأكثر من عشرين دقيقة, والسبب أن مستويات السكر في الدم انخفضت لدى أمين عمان, وبدأ بالتعرق.. . تألمت من المشهد طلبت منه أن يغادر ونحن سنكمل الحفل، ولكنه أصر على إكماله.. علما بأن رأي دولة أبو عصام كان كذلك.
الرجل لم يأكل طوال اليوم، هكذا قال لنا.. وهنا تدخلنا وأحضرنا له التمر والعصائر كي يكمل معنا الحفل.. ووضعنا له الماء أيضا, كان متعبا يداري عرق وجهه.. يداري الشحوب والألم ونحن كنا ندير الحفل على قلق.. مثل حال المتنبي حين قال : على قلق كأن الريح تحتي.. تسيرني يمينا أو شمالا.


بصراحة في أمانة عمان, كلما جاءت (شتوة) تصب علينا حمم الإعلام.. وإذا أخطأنا في حفل أو في المشاركة بفعالية.. صرنا مثل المتهم.. نرمى بحجارة النقد, أو بحجارة من سجيل.. وإذا امتلأت حاوية وتخلفت المنطقة عن الحضور.. يتفنن الجميع في نهش لحمنا،وإذا سقط جدار على مقربة من شارع.. تبدأ جحافل الفيس بوك بحمد الله على عدم وجود أشخاص وإلا كانت النتيجة مجزرة.. وإذا نشأت حفرة في شارع، نتيجة مرور شاحنة، تلام الدولة كلها..
أنا لست معنيا بالدفاع عن يوسف الشواربه، أنا أصلا العلاقة التي تربطني به ورقية فقط.. ولكني صرت أخاف وأقوم بتأجيل بعض الفعاليات، وحالما أنهي عملي أقلب المواقع كي أرى ماذا كتبت، وإذا مر يوم لم نشتم فيه.. ولم نرمَ بأقذع الأوصاف نحمد ربنا..


علينا أن نفهم أن يوسف الشواربة موظف عام، وأن هذه المؤسسة بنيت عبر مئة عام.. وتعاقب عليها عشرات الألوف من الموظفين، علينا أن نفهم أن فيها عمالا لا يتعبون ولا يكلون وفيها كوادر بشرية مؤمنة ومخلصة.. علينا أن نفهم أن فيها قدرات هندسية وكفاءات بشرية غاية في الاحتراف.. وعلينا أن نفهم أيضا، أن تجريم كل هؤلاء ونقدهم والهجوم عليهم واتهام هذه المؤسسة بالترهل واللامبالاة، يضع الناس فيها تحت الضغط وبالتالي يقلل من انتاجيتهم..
المؤسسات هي ملك للشعب وللناس، ونحن بصراحة من أنبل الشعوب وأكرمها وأكثرها شهامة.. ولكن حين نجلس خلف شاشة الكمبيوتر نرمي كل تلك القيم السمحة، ويصبح الاتهام ديدننا.. نحترف الشتم، التشكيك، التخوين.. ,كل شيء
للأسف في الوقت الذي كنا نقبض على جمر الهوية، ونقدم حبيب الزيودي كمشروع في الدولة وليس كشاعر فقط، ونعيد انتاج قمح العالوك وترابها في إطار القرية التي قدمت مبدعا سيظل اسمه خالدا في كتب النقد والأدب.. في الوقت الذي كنا نحاول أن نقول لهذا الجيل أن هذه البلد ما زال فيها الوفاء، وان العشيرة هي روح الوطنية الصادقة وجذوتها.. ونهدي فتيتنا أهم جائزة أردنية في الشعر وهي جائزة حبيب.. كان الفيس بوك يكتب.. (كلهم مرتشين)، هذا ما قرأته في وصفنا.. وأنا جالس أقلب استعار النار على صفحات الفيس بوك نتيجة المطر وغرق بعض الشوارع.. وفي قلب الاحتفالية واتقادها..
أظن أن المسألة تحتاج منا لأن نعيد الاعتبار لمؤسسات الدولة، صدقوني نحن لم نعد بحاجة لتطوير وترشيق الإدارة العامة نحن لم نعد بحاجة للدورات، نحن بحاجة لحماية الموظف العام وحماية المؤسسات.. بقدر ما نحن بحاجة لحماية هذه المؤسسات



لي في أمانة عمان (22) عاما، وقد عملت مع كفاءات محترمة، وقابلت شبابا مثل ورد حوران.. وقدمت وأخطأت واصبت، ولكن قلبي خدش.. وأنا اشاهد حبيب الزيودي وصورته على المسرح وأشاهد الفيلم الذي اعددناه عن حياته.. وفي لحظة ونتيجة للمطر، يخرج أحدهم ويقول على صفحات الفيس بوك : ( كلهم مرتشين)..


كل المفكرين العرب : محمد عابد الجابري، نصر حامد أبو زيد، جورج طرابيشي، محمد أركون.. علي الوردي، وخذ على اصابعك وقم بالعد.. واعبر عن برهان غليون وأمين معلوف.. كلهم بلا استثناء انتقدوا المجتمعات والموروث.. ولوأن أبطال الفيس بوك قرأوا قصص الموروث وأنماط تفكير العقل لدى محمد عابد الجابري لما تجرأوا على مسك مفاتيح الفيس بوك..
نعيب زماننا والعيب فينا.. نعم هذا هو اختصار الحال، نعيب زماننا والعيب فينا .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :