إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

دبلوماسية القوة والحكمة


عمان جو - محمد يونس العبادي
جاءت زيارة نتنياهو إلى عّمان، ولقائه بجاللة الملك عبدهللا الثاني، في توقيٍت سياس ٍي حساس،
خاصة وأّن هذه الحكومة اإلسرائيلية، شكلت استثناًء، بما عبرت عنه من توجهات متطرفٍة.
غّير أّن مجيء نتنياهو إلى عّمان، يعبر عن مصدر قوة الدبلوماسية األردنية، ودورها، ورصيدها،
وثباتها على الموقف والمبدأ، في الحفاظ على الوضع الراهن في المسجد األقصى، وثابتها

الوصاية الهاشمية، والدور األردني، وهو ما سمعه نتنياهو وأّكد عليه بدوره، في عّمان.
إلى أهميته
أهمية هذه الزيارة، بأنها تؤكد أّن لألردن دور دبلوماسي وسياسي، إضافًة
االستراتيجية، وعوامل أخرى، يقودها جاللة الملك عبدهللاالثاني.
أّن عّمان هي
بادرت إلى تصحيح مسارها، مدركًة
فهذه الحكومة على "تطرفها" إاّل أنها فورًا
لها، منذ تأسس هذا
البوابة التي ال يمكن تجاوزها، وال يمكن أّن تقبل التنازل عن ثنائيٍة مالزمًة
إاّل واحدًا سواء
البلد، وهي أّن الخطاب السياسي يسير بالتوازي مع الفعل على األرض، وأاّل حديثًا
خلف األبواب أم أمامها، ذلك أّن مصلحة الشعب الفلسطيني، وتحقيق العدالة له، وإيقاف
"عنجهية" التعامل مع الفلسطنيين، والحفاظ على مشاعر المسلمين في األقصى، هي ثوابت
عابرًة ألّي سياساٍت داخليٍة أو إفرازاٍت انتخابيٍة ُتقرر في إسرائيل.
وهذه الزيارة، جاءت بعد حراك أمرييك في المنطقة، وزيارة جاك سوليقان، مستشار إدارة بايدن
لألمن القومي، وتأكيدات واشنطن على أهمية احترام الدور التاريخي لألردن، وما يتشكل من
إرهاصاٍت يمكن البناء عليها، إلطالق عملية تفاوضية جديدة تقود إلى تحسين األوضاع في
األراضي الفلسطينية، وصياغة مقاربات تعيد إطالق عملية السالم، بعدما شابها تشوه كبير جراء
السياسات اإلسرائيلية، وحكوماتها المتعاقبة.
من زيارٍة مرتقبٍة لجاللة الملك عبدهللا الثاني
وفي سياق الزيارة السياسي، فإنها جاءت قبل أياٍم
إلى واشنطن، حيث انتهت االنتخابات النصفية، وتحررت إدارة بايدن من ضغط الكونغرس، وفق
العرف الرئاسي األمرييك، حيث آخر عامين في الرئاسة، يركزالرئيسعلى أجندته الخارجية.
ومجيء نتنياهو إلى عّمان، يأتي بعد قمٍة ثالثيٍة في القاهرة، جمعت الرئيسين الفلسطيني محمود
عباس والمصري عبدالفتاح السيسي بجاللة الملك، بما يشير إلى صياغة رؤيٍة عربيٍة موحدة تجاه
إطالق مناخاٍت جديدٍة في المنطقة، تعيد أولوية القضية الفلسطينية، بعدما مّرت بمتغيراٍت
عميقة في السنوات األخيرة، ال تخفى على أّي متابع.
فاليوم، جاللة الملك عبدهللا الثاني، وبدبلوماسية نشطٍة يعيد الزخم لفلسطين، ويعيد إنتاج

المشهد، بما يعزز تجاه البوصلة صوب تحقيق العدالة، والحفاظ على المصالح العربية، وبطرح
ذكي باتت فلسطين عنوانًا حاضرًا على أجندة المنطقة، والساحة الدولية.

هذا الجهد المليك، وما يحمله من خطاٍب ثابت المبدأ، والدور، ومعزٍز برصيٍد من الحضور لدى
عواصم القرار في العالم، هو تزخيم مطلوٌب يمكن البناء عليه، وهو يعبر عن صوٍت قوٍي يصغي
له الجميع، وبما يؤكد أولوية فلسطين، وثباتها قضيتها، وصوًال إلى تحقيق مبدأ العدالة، واأليام
المقبلة، ستؤكد على هذه المساعي، ودورها في تحريك المشهد، بما يعود بالنفع على
فلسطين وقضيتها، وعلى المنطقة.
لمبادئة التي تأسس
فاألردن بقيادة جاللة الملك عبدهللا الثاني، كان وما يزال وسيبقى وفيًا
ٍح قادٍر على إقناع عواصم القرار، وقادر على التأثير في
عليها، بدوٍر دبلوماس ٍي عالي الرصيد، وبطر
المشهد، بما يصون مصالحه، ويحقق مبدأ العدالة.
فالعالم اليوم، ورغم ما يمر به من متغيراٍت سريعٍة ترتبها متغيرات الحرب في أوكرانيا،
، وأزماٍت متالحقة، إاّل أّن للدبلوماسية األردنية حضور
وانشغاالت تبعاتها من قضايا تضخ ٍم عالم ٍي
فاعل ووازن، ألجل األردن، وألجل فلسطين، والمنطقة.. بقوٍة وحكمٍة وذكاء، دام األردن عزيزًا
بقيادته الهاشمية.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :