إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

جوارديولا يبحث عن ترياق الأفاعي وسط حطام برشلونة


عمان جو-"الكرة الهجومية تجلب الانتصارات، أما الدفاعية فتجلب البطولات".. قالها المخضرم مارتشيلو ليبي بعد تتويجه مع الآزوري بكأس العالم 2006 في ألمانيا، ويتمنى أن يكررها سيموني إنزاجي، السبت المقبل، عندما يواجه مع فريقه إنتر ميلان أقوى طوفان هجومي في أوروبا والعالم هذا الموسم، ساعيًا للظفر بلقب دوري الأبطال.

يتحلى إنزاجي بالبراجماتية الكروية، فهو يعرف ماذا يريد من كل مباراة وما يحتاجه فيها، وفقًا لإمكانيات لاعبيه وأيضًا لقدرات المنافس، ولا يُعد من الأتباع المخلصين لمدرسة بعينها.

لكنك رغم ذلك لا تحتاج للكثير من التخمين، أو أن تكون محللًا من الطراز الرفيع، لتتوقع ما سيقدم عليه المدرب الإيطالي أمام مانشستر سيتي، الذي لا يمكن لأي فريق بالعالم مجاراته حاليًا في الاستحواذ وبناء الهجمات من الخلف.. لذا إذا أراد بيب جوارديولا الكرة فليحصل عليها، هكذا يفكر إنزاجي بكل تأكيد.

تكتيك متوقع

يمكننا أن نستشف بسهولة خطة مدرب النيراتزوري لمواجهة السيتي، من تصريحاته قبل مباراة برشلونة في أكتوبر/تشرين أول الماضي، لحساب رابع جولات دور مجموعات دوري أبطال أوروبا.

فعقب إسقاط البارسا في الجولة الثالثة على ملعب جوزيبي مياتزا (1-0) بهدف تشالهان أوجلو، وقبل الحلول ضيفًا في كامب نو، قال إنزاجي عندما سُئل عن طريقة لعبه الدفاعية أمام البلوجرانا: "نعلم أنه يجب القيام بعمل دفاعي كبير.. لقد عانت الفرق الإيطالية على هذا الملعب (كامب نو) لسنوات عديدة، كما أن المدرجات ستدفع برشلونة لتقديم الأفضل".

وأضاف: "في ميلانو، كنا نعلم أنها فرصة عظيمة، واستغللناها.. لكن في مثل هذه المجموعة القوية، علينا أن نقوم بكل شيء غير عادي.. إنها مباراة مهمة للغاية وصعبة".

وبالفعل، نجح المدرب صاحب الـ47 عامًا في تكرار نجاحه أمام البلوجرانا، حيث خرج من عرينه بتعادل أكثر من ثمين (3-3) مهد طريقه نحو ثمن نهائي البطولة، ومنح البارسا تذكرة الدوري الأوروبي للموسم الثاني على التوالي.

ويمكن لأرقام هاتين المباراتين أن تخبرنا الكثير عن أفكار إنزاجي، في مواجهة الفرق التي تعتنق التيكي تاكا وتتميز بالسيطرة على الكرة والمبادرات الهجومية.

ففي لقاء جوزيبي مياتزا، اكتفى إنتر ميلان بالاستحواذ بنسبة 28% فقط، مقابل 72% للفريق الكتالوني.

وارتفع معدل النيراتزوري في مباراة كامب نو ليصل إلى 38%، بينما هيمن برشلونة على الكرة بنسبة 62%، كما أطلق 25 تصويبة منها 11 على المرمى، مقابل 11 تسديدة منها 8 بين العارضة والقائمين لإنتر ميلان.

لكن هذا التفوق الميداني لم يشفع للكتالونيين الذين خرجوا من ملعبهم بتعادل محبط، بل كادوا يتكبدون الهزيمة لولا هدف روبرت ليفاندوفسكي المتأخر في الدقيقة 92.

فلسفة لا تموت

يعتقد البعض أن طريقة الكاتيناتشو الدفاعية التاريخية قد عفا عليها الزمن، وكستها الأتربة في متاحف كرة القدم.. لكن الحقيقة غير ذلك، فهي لا زالت حية فيما يبدو داخل كل مدرب إيطالي، وتنهض دائمًا كالعنقاء من تحت الرماد عند الضرورة.

وبالتأكيد، لن تكون هناك مناسبة أكثر إلحاحًا لاستدعاء هذا الأسلوب - الذي اشتهر به إنتر ميلان بالذات في ستينيات القرن الماضي وربح به لقبين لدوري أبطال أوروبا (1963/1964 و1964/1965) مع المدرب التاريخي هيلينو هيريرا - أكثر من المعركة الكروية المرتقبة على ملعب أتاتورك الأولمبي بإسطنبول، أمام الكتيبة الإنجليزية التي لا يمكن وصفها بأقل من "مرعبة".


أما على الضفة الأخرى، فبالطبع سيتمسك جوارديولا بأسلوبه المقدس، حيث التيكي تاكا أولًا وأخيرًا.. لكن ربما سيكون عليه تعلم الدرس القاسي الذي لقنه إنزاجي قبل 8 أشهر لصديقه تشافي هيرنانديز، حتى لا يسقط ضحية هو الآخر للدغات أفاعي الإنتر.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :