إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

في الممنوع:إنهم ينكرون مظلومية النساء!!



عمان جو- بقلم: د. ذوقان عبيدات

تشير المعلومات إلى أن الحركة النسوية في الأردن بدأت منذ منتصف أربعينات القرن العشرين، وأنّ لدينا اتحادًا نسويًا ناضل منذ ذلك الوقت، وحقق إنجازات مهمة للمرأة قد تحققت بمعزل عما يسمونه الغزو القيمي الغربي! ولست بصدد الحديث عن إنجازات الحركة النسوية الأردنية
للمجتمع الأردني وللمرأة الأردنية ، لكني بصدد مناقشة فكر سائد يرى عدم ضرورة هذه الحركة؛ لأن المرأة في سعادة غامرة، فلا ظلم ولا مظلومية!!
والواضح أنّ هذا الفكر والفئة المعتنقة له لا تشعر بأي ظلم!
فقد أدمنوا كل أشكال التمييز والظلم حتى صار مألوفًا ومقبولًا، فكل شيءٍ فيما يخص المرأة قانوني وشرعي جدّا، بل إنّ أوضاعها ممتازة جدّا ومنسجمة مع ثقافتنا وتقاليدنا .
هذا الفكر - وخاصة من معتنقاته من النساء-أدمنَّ الظلم، وصرن يرينه عدلًا نورانيًا، ومن هنا تراه
يحارب أي حركة نسوية، أو أشكال التربية التي تسعى لخلخلة هذا العدل المزعوم! فالحياة السعيدة للمرأة هي أكل وشرب حتى دون كرامة!!
قاوم هذا الفكر عبر تاريخه كل حركة؛ فمدارس البنات مفسَدة، وعمل المرأة مفسَدة، وقيادة السيارة تسبب عقم المرأة ، بل قدموا عشرين سببًا صحيّا يحول دون قيادتها السيارة! قاوموا التعليم المدني والتعليم المختلط قاوموا حقوق الطفل، وجمعيات تنظيم الأسرة، رفضوا تحديد سنّ الزواج للقاصرات. سكتوا عن مترتبات الطلاق ومسبباته، لم يزعجهم ما يحدث للمطلقة وأبنائها، وقفوا داعمين أو "محايدين" في جرائم الشرف. لم يروا فقر النساء ومشكلاتهن، لم يروا ضعف مشاركتهن في سوق العمل. لم يروا التمييز ضد المرأة.
تجاهلوا ما يحدث للنساء في قضايا الإرث. أنكروا حالات القهر اليومي التي تواجه النساء حتى من الأزواج والأهل. وهكذا سلسلة من المقاومات وإنكار مظلومية المرأة، ومرةً أخرى كيف يشعر بالمظلومية من يراها نورًا؟
ربطوا بين الحقوق الفردية والمثلية والانحلال الأخلاقي وفساد الأسرة، أقحموا المثلية والملابس الأنيقة في سرديتاهم لإسكات خصومهم. "وتّروا" المجتمع في سلسلة متواصلة من الغزوات. هدّدوا بالقتل لمن يخالف خطابهم، ملأوا الفضاء الإلكتروني بالكراهية والإقصاء.
لم يسلم منهم رجال دين محترمين لمجرد خلاف بسيط.
سكتوا عن إجابة السؤال الآتي:
هناك من يخالفونكم في كل ما سبق، ما موقفكم تجاههم؟ هل نجحوا في إثارة الرعب؟
ليقل لنا أحد عن العلاقة بين النسوية والانحلال والمثلية؟
ولماذا ينتفضون ضد كل أشكال الحرية؟ أمام المرأة والمجتمع الكثير مما يجب أن يتحقق!
ملاحظات غير مهمة:
1_ في العمل الفني: أفلام ، مسلسلات نرفض منظر امرأة بملابس أنيقة بحجة مخالفة التقاليد والعادات! لكننا نقبل بمنظر رجل يشد شعر امرأة ويضربها؛ لأن ذلك لا يخدش حياء المتحكمين بالمجتمع.!
2_ نثور لكلمة في مسلسل يشتبه في أنها "تخدش" حياءهم ، ونقبل تحكم الرجل بوظيفة زوجته أو ابنته، فهي لا تخدش حياءً !!!




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :