إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

حرق القرآن .. لماذا يستخف ويستهتر الغرب الأوروبي بالعرب؟


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو -في تكرار وقوع حوداث حرق القرآن الكريم في دول اوروبية، وحيث بدأت مؤخرا من السويد وانتقلت الى الدنمارك.
و ما يستدل في سياق ذلك ان دول اوروبا تستخف في العرب والمسلمين، ولا تقيم وزنا لردود فعلهم وانفعالهم العاطفي والوجداني ازاء شعائر ومقدسات دينية.
يبدو مع تكرار حوادث الاساءة الى القرآن الكريم والرموز الدينية فالدول العربية، لم يعاقبوا السويد ولم يعتابوا دولا اوروبية تنتج سياسة كراهية وعداء للاسلام، ولو كان هناك اي حساب لردود الافعال العربية لما تكررت حوادث الاساءة وحرق القرآن. وطبعا، ما عدا العراق اتخذت موقفا تقدميا وقررت الحكومة العراقية طرد سفيرة السويد في بغداد، واقتحم المحتجون الغاضبون السفارة، واجتاوزا الاسوار وحرقوها، وحولوها الى رماد يتناثر. في السياسية ليس هناك مجاملة على الثوابت والاصول الوجودية والوطنية والانسانية. والاسلام برموزه الدينية القرآن وسيدنا محمد هم ثابت وجداني عربي واسلامي، والمساس بهما هو استخفاف واستهتار في مشاعر ملياري مسلم على كرة الارضية.
العالم محكوم في شبكة مصالح سياسية واقتصادية وامنية / عسكرية، فلا داعي لانتظار موقف اخلاقي ومتزن من دول اوروبية تفكر بعقلية الاستعمار والاستشراق و التبعيات، واولا كيف تستغل وتسيطر على ثرواتك، وثانيا كيف تصنع من اوطاننا اسواقا مستهلكة لمنتجاتها، وثالثا، كيف نتحول الى مجتمعات مستهلكة وتردد كالببغاوات للقيم والافكار والمبادئ الليبرالية الغربية ؟!
العرب اضاعوا فرصا كثيرة لا تعد ولاتحصى في الضغط على دول الغرب، واحرقوا أوراقا ضاغطة في العلاقة مع دول الغرب كان يمكن توظيفها كوسائل للدفاع عن مصالحها وحقوقها. ومن تداعيات واثار حوادث حرق القرآن الكريم ثمة سؤال يطرح، لماذا هذا الاستهتار والاستخفاف الغربي بالعرب ؟
و نادرا ما نسمع اجابات، وعلى العكس نتهرب من السؤال والاجابة معا، ونصم الاذان امام سؤال مركزي في كرامة الوجود الوطني والانساني ، وسؤال في صميم العلاقة ما بين الشرق والغرب، وتحديدا العرب و الغرب الاوروبي والامريكي.
كتاب أوروبيون وامريكان فضحوا ماذا يجري في السر من صفقات واتفاقات لا تظهر للعيان ؟ وفي هذا السياق استذكر ما كتبه بيار سالينجار في تسعينيات القرن الماضي عن حرب الخليج الثانية، ومن قبله وزير الخارجية الامريكي كسنيجنير، وكشف عن ادارة للصراع العربي / الاسرائيلي، وماذا يقولون في السر والعلن ؟ ولو ان للعرب نفوذ لكان رئيس وزراء السويد اعتذر، وحكومة بلاده فكرت مليون مرة قبل ان تسمح للاجئ مفصوم ومعتوه باحراق القرآن الكريم، وتحت اعين وحماية رجل الامن، ولم يتردد المعتوه من تكرار فعلته المسيئة للاسلام، ولما انتقلت افعال الاساءة الى الدنمارك، ولكان القادة الاوروبين كفوا عن دعم وتأييد افعال حرق القرآن بذريعة حرية الرأي والتعبير، والاعتقاد. هو توغل اوروبي بالاستخفاف والاستهتار بالعرب والمسلمين.. وماذا ننتظر مثلا ؟ وازع اخلاقي وصحوة ضمير اوروبي لتردع المتطرفين والشواذ والمعتوهين من الاساءة الى الاسلام ورموزه الدينية ؟
تكرار حوداث الاساءة الى الاسلام كافية لتحفيز العرب على اعادة العلاقة بالاخر الاوروبي، واعادة النظر وتقييم انفسهم وموقعهم في هذا العالم.
لا السويد والدنمارك وفرنسا هم حراس الحضارة والحداثة، والحرية وحماة رايات التعددية والتنوع الاثني والفكري والعقائدي.
و لذلك، لا تتوقعوا يوما ان يقف الغرب معنا، ان يكفوا عن الاستخفاف والاستهتار من نوازع اخلاقية صرفة.
و اذا ما العرب انتجوا معادلة قوة، ومعادلة توزان في علاقات المصالح، وملكوا أوراقا ضاغطة تجبر الاخر الاوروبي على تغيير ادوات اللعبة الاممية، ومفاهيم الاستقواء العنصري على دول العالم العربي والاسلامي.
من قال ان العرب لا يملكون اوراق ضاغطة ؟! ولكن ما ينقص هو الارادة.
الغرب الاوروبي والامريكي يتعامل مع دول العرب على انهم الحلقة الاضعف، وكما يقولون في العامية حيطهم واطي، وصاحب الحيط الواطي لا احد يحسب له حساب في النظام الدولي، ويتيح للكلاب والتماسيح ان تنهش وتعض وتتبلع جسده الجريح.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :