إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

أين الطبقة السياسية؟


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو - هل هناك طبقة سياسية في الاردن قادرة على تحمل مسؤوليات البناء الديمقراطي الوطني ؟
هذا هو السؤال المعضلة، ولربما يصعب اغفاله، والا كيف يمكن ان نتقدم الى الامام وليس الى الخلف، وكيف نقفز فوق الحواجز و الطرق المسدودة؟.
قلنا وقالوا، وسمعنا كثيرا.. لا ديمقراطية دون ديمقراطيين. و في التاريخ يتحدثون عن نطرية الكلف والاثمان لاي عملية سياسية وديمقراطية في تحول بناء الدولة والمجتمع.
و اذا جاز السؤال، ونحن نتحدث عن قادم سياسي اردني جديد، فأول ما يطرق السؤال عنه، اين الطبقة السياسية ؟ وهل تتوفر البنى التحتية والارضيات الضرورية للبناء السياسي الجديد ؟
و لا اعرف اي دور يمكن ان يعتد به لنهوض سياسي دون حماية الطبقة الوسطى، ودون ان يحمى التماسك الاجتماعي الطبقي، ودون ان يوقف نزيف الانزياح الطبقي من الوسط نحو القاع والاسفل الاجتماعي، فالاستقرار والتوازن الاجتماعي، هو القاعدة الرئيسة الضامنة نحو النهوض والتقدم السياسي.
و بالمعنى التاريخي الوطني، فان الطبقة الوسطى هي الحامل لاي نهوض وتحول سياسي. ولربما ان التحديث هو معركتها على اساس اجتماعي وطني، ولا اسس اخرى عارضة، وشهوانية لمراكز قوى تريد اختطاف اللحظة السياسية وتحولاتها. وما عليه فان الطبقة الوسطى سوف تخسر معركتها في غمرة التقدم والنهوض، وتستبدل بقوى موازية بزنس وغيرها.
يقينا، فان للديمقراطية حاملات ورافعات اجتماعية، ومن يستعدون لدفع الاثمان من اجل التحول والنهوض السياسي الديمقراطي. و المسألة هنا تتعلق في القواعد الطبقية للديمقراطية، وكيف يتم تنشئة قيم وافكار وتقاليد الديمقراطية في المؤسسات والمجتمع، ولدى الافراد ايضا.
و ليس كافيا ولادة احزاب للنهوض في الديمقراطية، وليس كافيا التشريعات ايضا لتأسيس حياة سياسية ديمقراطية.
و اعود واكرر القول ان الطبقة السياسية هي المسؤولة تاريخيا، واكثر التزاما من اجل حماية العملية السياسية، وعملية التحول والنهوض السياسي، واصول الديمقراطية.
الطبقة السياسية لا تولد صدفة، ولا تولد فجأة، وبقدر ما هي وليدة لتفاعلات وتراكمات وخبرات اجتماعية وسياسية تاريخية. و ثمة ما يوجب اردنيا البحث عن رجال سياسة لا موظفي علاقات عامة.
و البعض يتشبث بالبقاء باسنانه واظافره، ويريد ان يبقى على المسرح، باي نص ودور ورواية، ومشهد عام..
الكتلة الاجتماعية الحرجة والرمادية سياسيا، تقف بعيدا تزاحم، وتصرخ، وتحاول ان تتقدم، وتطرح مشروعا لرؤيتها الاجتماعية والسياسية، وتنتقل من الهامش البعيد الى الهامش القريب.
البناء الديمقراطي عامودي، واي محاولات لبناء سياسي متعال وفوقي، فانه اعدام سياسي، وسرعان ما سوف يدخل الى غرف الانعاش والموت السريري.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :