إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

لبنان النموذج المعذب


الكاتب : حماده فراعنه

عمان جو - كلنا كمواطنين عرب، وسياسيين، وصحفيين، نتذكر أو نسمع أو نقرأ عن لبنان النموذج، نموذج للطموحات العربية في الخمسينات والستينات حتى نهاية السبعينات:
نموذج لحرية الأحزاب، لم يكن للأحزاب دور أو قيمة، ومطاردة غير مرخصة للعمل والعلنية في أغلبية البلدان العربية.
الانتخابات بشكلها الرئاسي والبرلماني، وقد يكون رئيس لبنان الرئيس العربي الوحيد الذي كان يتعرض للتغيير حينما تنتهي ولايته بعد ست سنوات، وانتخابات البرلمان، قد يكون البرلمان اللبناني الوحيد الذي يتم انتخابه في العالم العربي آنذاك.
لبنان كان بلد التعددية: مسلم، مسيحي، درزي، يهودي، 17 طائفة، بينما التعددية في بلدان العالم العربي ممنوعة، أو مُغيبة لدى البلدان التي تضم العرب والكرد، العرب والامازيغ، مسلمين ومسيحيين، سنة وشيعة، كانت التعددية محرمة في الثقافة والوعي والاعلام العربي.
كان لبنان بلد الحضارة والتقدم والعصرنة، بلد الثقافة والحرية، بلد فيه ديمقراطية متقدمة، متفوقة، وفي ظل نظام يقوم على التفاهم بين الطوائف، رئاسة الجمهورية للمسيحيين، والحكومة للسنة، ورئاسة البرلمان للشيعة.
انفجار الحرب الأهلية في منتصف السبعينات دمر كل ما يتمتع به لبنان، والحرب انتجت وثيقة الوفاق الوطني بين الأطراف المتصارعة بوساطة سورية سعودية، ووقعت يوم 3 أيلول سبتمبر 1989، في مدينة الطائف السعودية، وأقره البرلمان يوم 5 تشرين الثاني نوفمبر 1989، منهياً الحرب الأهلية.
اتفاق الدوحة توصلت له الأحزاب السياسية يوم 21 أيار مايو 2008، في العاصمة القطرية، منهياً الأزمة السياسية واعتصام المعارضة في ساحة رياض الصلح منذ 1 كانون أول ديسمبر 2006.
في 17 تشرين أول 2019، اندلعت الاحتجاجات الشعبية حتى العام 2021، بسبب الضرائب على البنزين والتبغ و‌المكالمات على الإنترنت، وتوسعت لتصبح احتجاجات طبقية من قبل الشرائح الدنيا ضد الشرائح العليا والطبقة السياسية الاقتصادية الحاكمة المتنفذة.
وتفاقمت الأزمة في لبنان الذي حولته إلى بلد فاشل، على أثر انفجار المرفأ يوم 4 آب أغسطس عام 2020، وهبوط حاد في سعر الليرة التي لم يعد لها قيمة.
لبنان اليوم بلد بدون رئيس منتخب وحكومة مؤقتة بلا صلاحيات، بعد فشل نظام التوازن الطائفي القائم على نتائج الاقتراع، وهيمنة طائفة مسلحة تمكنت من السيطرة التي تكاد تكون منفردة في إدارة النظام الفاشل، يشاركها في ذلك ضعف الآخرين وتراجع دورهم.
الجمعية الأردنية للثقافة والعلوم ورئيسها الصديق سمير حباشنة، أكرمنا بدعوة الصحفي اللبناني حمزة عليان، بمناسبة إصدار كتابه التوثيقي، «رحلتي مع الصحافة 57 عاماً بين بيروت والكويت» الذي اتحفنا بمعلوماته، مما حفزنا للاستذكار عن لبنان ودوره التاريخي، وتجربتي الشخصية في جنوب لبنان أيام العز في العرقوب وكفر شوبا وكفر حمام والمجيدية وقرى الجنوب المحاذية لشمال فلسطين.
لبنان المعذب يحتاج لانتفاضة، لثورة شعبية عابرة للطوائف على قاعدة المواطنة الواحدة لكل مواطني لبنان من أجل العدالة والمساواة والتكافؤ بعيداً عن المحاصصة والامتيازات الطائفية المنفردة، فمتى يُفلح وينجح وينتصر؟؟.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :