إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

حملة التطعيم


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو- الاستغراب هو ما دفعني لكتابة هذه السطور. وزارة الصحة اطلقت حملة وطنية لتطعيم الاطفال ضد مرض الحصبة والحصبة الالمانية. و لما الحديث يكون عن التطعيم واللقاح، والفايروسات والامراض نشد اذنينا ونصغي الى اطباء ومختصين في علوم الامراض والفايروسات. و لكن، ما يلفت الانتباه بقلق ان الاردنيين انشغلوا بالاستماع الى كلام صادر عن اشخاص غير مختصين وليسوا من اهل العلم والدراية في شؤون علوم الامراض والوقاية والتطعيم.
و لو افترضنا انه رأي سياسي حول التعديل الحكومي او الاحزاب السياسية، او رأي في صواب قرار الحكومة في تحرير اسعار المياه ام لا، واقتصاد الضرائب .
فلا ضير ان يشتعل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بحروب وسجالات حول قضايا وشؤون عامة.
و بيد ان انياب التشكيك امتدت على حملة تطعيم، وكلام غير علمي وموضوعي يشكك في سلامة المطعوم، وانه يشكل خطرا على صحة الاطفال وحياتهم. والخطر الحقيقي طبيا ان لا يأخذ الاطفال المعطوم، وان ينزع من خيالات الناس غيوما متلبدة من الشكوك والاوهام والتضليل الطبي، ويذهب الاطفال ضحايا لتجهيل عام ممنهج خطورته اشد من التطرف والتكفير والارهاب الفكري والعقائدي .
و في قضية رسالة « الواتس اب « المتداولة، وتحمل تحذيرا صادرا عن جهة رسمية من المطعوم واجراءات التطعيم، والرسالة وصلتني قبل ان يعلن الامن العام القاء القبض على مروجها عشرات المرات. و انا شخصيا خوضت سجالات مع اصدقاء ومتابعين يسألوني عن مضمون الرسالة وما مدى صوابها ومصداقيتها ؟!
و حاولت ان اشرح واوضح لهم ان الرسالة غير موضوعية ومهنية، وكما انها غير معرفة في مصدر رسمي يتبنى الرواية المضادة للتطعيم. و الرسالة رغم ان الامن العام القى القبض على مروجها الا ان تأثيرها مازال فاعلا في عقول الناس واتجاهات رأيهم في حملة التطعيم.
سمعت الرسالة اكثر من مرة.. مطلق الرسالة ليس شخصا عاديا، ويتقن في احتراف تسجيل الصوت، ونبرة حادة في الكلام، وتوقف عند المضامين الفاصلة والمؤثرة والدافعة الى ارعاب الناس، والرسالة توحي بانه تم تسجيلها في غرف العمليات بمركز ادارة الازمات. وفي الرسالة، الصوت والنبرة، والمضمون بحاجة الى تحليل مابعد السيكولوجي، وسواء كان مطلق الرسالة مدفوعا من جهة ما ام لا ؟!
و في الاعلام تابعت تصريحات لمدير مؤسسة الغداء والدواء الدكتور نزار مهيدات لحد ما بددت من اعاصير الشكوك حول التعطيم وسلامته ومأمونيته . و دائما اقول ما ينقصنا في بلادنا هو مسؤول يثق الاردنيون به.. الدكتور مهيدات رصيده الشعبي عال، وقبل وبعد معركة الارز الفاسد الناس يثقون به، حارسا امينا على غداء ودواء الاردنيين.. وفي قضية الارز الفاسد طبق حرفيا نظرية « العين الحمرا» مع الفاسدين والمستهترين في الامن الغذائي وصحة المواطنين.
سمعنا مرارا تصريحات حكومية عن» العين الحمرا «..ولكن قلما طبقت النظرية على الواقع ..واما في ازمة الارز الفاسد، فقد احترف الدكتور مهيدات في تطبيقها في حزم وفصل، ولقن درسا لمن تسول له نفسه يوما ما بان يعبث في أمن وسلامة غذاء الأردنيين.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :