إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

ماذا لو وقع زلزال أو إعصار في الأردن؟


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو- الكوارث الطبيعية والزلازل والفيضانات غير متوقعة.
وأنا اكتب استرجع صورا لمدن سورية ومغربية وليبية وتركية، وهي حطام شبه كامل وجثث فوق ما يحصى.
ورائحة الموت والدم تنبعث من الحجارة والاسمنت المردوم، والمدن منكوبة والناس يهجرون قسرا، ولا يسري في قلبي طمأنينة على اي بلد في العالم. مراكش والحوز من اجمل مدن المغرب والكرة الارضية، واكثرها جمالا وأمنا وآمانا وهدوءا انسانيا وعمرانيا..
الزلزال يقع بشكل غير متوقع، وحتى نبوءات العالم الهولندي فرانك هوغربيتس حتى اللحظة لم تستند الى نظرية علمية موضوعية، وبل هي مجرد تخمينات وتفسيرات اعتباطية لعلاقة ما بين حركة الكواكب والكرة الارضية.
و علماء الجيولوجيا يرفضونها ولا يعتبرونها مرجعا علميا في تفسير ظاهرة الزلازل، والاجابة عن سؤال متى يقع الزلزال ؟
ولو اخذنا نبوءات العالم الهولندي فان الزلزال يقترب من منطقة الشرق الاوسط، واخر حركة زلزالية وتحدث عنها العالم الهولندي واقترب
وقوعها كانت هزة ارضية قوية ضربت سواحل اليمن وجيبوتي.
و علماء الجيولوجيا والطبيعة والكوارث لا يملكون هم الاخرون قولا فاصلا في الزلزال ومتى سوق يقع، وما هي العلامات والمؤشرات الاولية والسابقة لحدوث الزلزال ؟ و لذا، ما علينا الا ان نتابع ونستمع الى تغريدات العالم الهولندي، وما ينثر من كلام عن الزلازل واقتراب وقوعها في مناطق ممتدة من افريقا والساحل المتوسطي الى الشرق الاوسط.
و قبل ان يقع الزلزال ويضرب، ويحطم ويدمر، ويصيب الحجر والبشر، فانه لا يستأذن ويقرع الباب، يطلب اذنا الى الدخول، وليفعل فعلته المأساوية والمدمرة. و انه يباغت الناس النيام، والاحجار الصامتة، ويباغت الاشجار الندية، ويصيب ويدمر، وانه عدو الحياة، وصانع للنكبات والويلات، وكوارثه صور من الجحيم ونهاية العالم.
والسؤال الاهم هنا..ماذا نحن فاعلون ؟ واين يقف الاردن من الكوارث الطبيعية والزلزال والفيضانات ؟
مركز ادارة الازمات اجرى قبل اسابيع تمرينا افتراضيا يحاكي كارثة زلزالية. تجربة الزلزال والاعاصير التي تجتاح العالم اليوم غير مسبوقة في التاريخ المعاصر. و تابعنا امس اعصار نيويورك، وكيف ضربت الفيضانات في عاصمة المال والاعمال، وغرقت المدينة، واختفت شوارع، والسيارات تعوم، والحكومة اعلنت حالة طوارئ من الدرجة الاولى. و هل الحكومة الامريكية مثلا تنتظر مساعدات من دول مجاورة وصديقة، وحليفة ؟ لا اتوقع واستبعد.. وان حدث ذلك، فهو فضيحة سياسية بامتياز بحق اقوى واكبر دولة على الكرة الارضية اقتصاديا وعسكريا، وعلميا وتكنولوجيا.
في زلزال سورية والمغرب وتركيا واعصار دنيال الليبي الاختبار الاخلاقي والانساني فشل. والكوارث الطبيعية سرعان ما تم تسييسها، والمأساة تحولت الى لعبة سياسية للمصالح في العلاقات ما بين الدول المنكوبة والدول الداعمة والممولة، والمقدمة للاغاثة. و سورية تركت وحيدة ومعزولة ومحاصرة في قلب الزلزال، ولولا الاردن والعراق وايران ودول خليجية سارعت في تقديم مساعدات واغاثة انسانية للمنكوبين. و رأينا، كيف ان منظمات انسانية غربية فتحت ممرات للمساعدات والاغاثات لتركيا، وفيما سورية حرمت ومنع ادخال او فتح اي ممر انساني. واضرب امثلة في الاختبار الاخلاقي والانساني الدولي. ولكي لا يعول اصحاب القرار كثيرا على الاخرين من اصدقاء وجيران الاردن، والدبلوماسية الناعمة والانسانية، وفي حال لا سمح الله وقع اي طارئ طبيعي وكارثي لبلادنا. و في مفهوم الجاهزية والطوارئ، فان المدن والبلديات هي العصب اللوجستي لاي حدث كارثي طبيعي لا سمح الله قد يحدث، وفي الاطلاع على ما تفعله مدن العالم من استعدادات وجهوزية يضع اردنيا امامنا سؤال كبير !
وامانة عمان من المفترض ان تكون العصب اللوجيستي لاي كارثة طبيعية لما تملك من الاليات وكوادر تم شراؤها بمئات الملايين.. ومن واقع تجارب سابقة على مستوى منخفض جوي وامطار غزيرة وهطول ثلوج ثمة ارث ومؤشرات لا تبعث على الاطمئنان، ولنعود ونقلب اخبار جوجل وما اصدقها !
واطرح هناك كلاما تراجيديا عن الزلزال.. واظن انه ضروري وليس من باب السوداوية ولا غيرها كما قد يتهمه البعض.. والاردنيون لا يحتاجوا ان يسمعوا كلاما طريا ورطبا، ولا كلاما رسميا جميلا.
و ثمة ضرورة واجبة للاعتراف بالجاهزية والقدرة والامكانات المتاحة اللوجستية ومراجعتها وتقييمها، واستفزاز ادارات البلديات وامانة عمان ووزارة الاشغال والجهات الاخرى ليخرجوا من عقلية «كل شيء تمام يا افندم «، وحينما تقل الكارثة نعض اصابعنا ندما، ولا نملك غير الندب والبكاء، وهذا القدر الحتمي لعديمي الحيلة.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :