عمان جو- للبكاء دوافع واسباب كثيرة.
كتبت منشورا على الفيسبوك اطرح به سؤالا لماذا نضحك ؟
وردتني تعليقات وملاحظات فطنة وبغاية التنبه انسانيا لمفهوم ومعنى الضحك.
و من ندرة الضحك، فانك قد لا تجد جوابا للسؤال السابق. واحيانا قد تضحك من شدة الالم والوجع، والقلق والندم. و قد يتعيب الانسان من البكاء رديف الضحك، ويجد ضالته في الضحك.
و هي اشبه بهستيريا، وتصيب الانسان دونما وعي ولا شعور، يفرط من الضحك في اوقات عصيبة ومؤلمة.
في بيت عزاء، صديقي فقد شقيقه في حادث سير، وهو في عز الشباب، ورحيل شقيقه كان مؤثرا وموجعا على عائلته. و فجأة، وهو يستقبل المعزين ودموعه تنهمر على خديه، وقلبه مشطور بالفقد ومجروح من الرحيل فرط من الضحك واصيب بنوبة هستيرية يضحك ويضحك..
و قمت بإخراجه قسرا من بيت العزاء، وقال لي لا اعرف ماذا اصابني، قلبي جف من كثرة البكاء، ولم اصدق حتى اللحظة هل موت شقيقي حقيقة ام وهم وكذب وخبر غير صحيح ؟! و بعدما ضحك قليلا خفت انفعاله واعاد توازنه، واستدرك حقيقة موت شقيقه، واستعاذ بالله، وقرأ الفاتحة على روح المرحوم، وايقن مؤمنا ان الموت حق.
و في تاريخ الانسان ايهما اسبق واولا الضحك ام البكاء.
الوليد» الطفل» يبصر الحياة، وهو يبكي.
و البكاء انسانيا هو اصل التعبير عن كل شيء.
امرؤ القيس قال : قفنا نبكي من ذكرى حبيب ومنزل...بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ والمفكرون والفلاسفة والادباء انشغلوا في الكتابة عن الحزن والبكاء، وليس لديهم ما يقولون عن الفرح والضحك.
اسباب ودوافع البكاء ذاتيا وموضوعيا تتجدد وتتغير، وتتطور. وللبكاء اليوم دوافع عصرية وحداثية، ودوافع تدمي القلوب وتنزفها دما لا دمعا.. صور ضحايا الزلزال والاعاصير، وصور لكوارث تحاكي الجحيم ونهاية الحياة.
وموتى الحروب، وموتى المجاعات، وموتى الفقر والعوز، وموتى المهاجرين السوريين الى اوروبا في عرض البحر المتوسط.. وكم ان روح الانسان رخيصة ومبتذلة.
لماذا نبكي ولماذا نضحك ؟ يمكن ان تكتب الالياذة ولا ينتهي الجواب.