إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

طوفان الأقصى .. العبور الثاني


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو- 7 تشرين اول انه يوم تاريخي عظيم..
يوم العري الاسرائيلي، وانه يوم النصر الفلسطيني، ويوم المقاومة.
و انه يوم عرى اسرائيل، وعرى حلفاء اسرائيل، وعرى الدولة الكبرى والقوة القاهرة، وعرى الابنة الكبرى المدللة لامريكا والناتو، والغرب. ملك ملوك اليهود نتنياهو امس اختبأ في الكهوف والمغارة، وملك ملوك اليهود امس اختبأ في كنائس اورشليم، ووراء اوهام واساطير الهيكل المقدس، وارض المعياد، وتوراة الانتقام والسفر الكاذب في تاريخ بني صهيون.
متى اسرائيل خافت من الفلسطينيين والعرب ؟ كم هي مثيرة تعلقيات الاعلام والرأي العام الاسرائيلي عن حكومة وجيش بلادهم، وكيف ظهر نتنياهو امس بصورة قطة مخنوقة وذيلها مقطوع، وتم تداولها من باب السخرية على مسطحات التواصل الاجتماعي.
هل ستتحول اسرائيل من دولة قوية، ودولة اسطورية بالتفوق الى دولة خائفة ودولة مرعوبة، ودولة سكانها نازحون وهاربون ومن سبايا الحروب ؟! لعله صواب ومصداقية التاريخ الحتمية، وتحول اسرائيل من دولة الغيتو الى دولة السبي. هذا هو المناخ السيوسو سياسي في اسرائيل امس.
و انه يوم العبور الثاني، وليس صدفة ان تزامن امس عبور المقاومة الفلسطينية مع الذكرى ال 50 لحرب اكتوبر.
واول امس في احتفالات الذكرى ال 36 لتأسيس حركة الجهاد الاسلامي بعث زياد نخالة زعيم الجهاد رسائل المقاومة الى العدو الذي يواصل اعتداءاته دون رادع. و اكد نخالة ايضا على الدور الجديد للمقاومة ووحدة الساحات من لبنان وغزة والضفة الغربية واليمن الى العراق. والرسائل كانت واضحة لاسرائيل والى كل من يمارس الصمت فلسطينيا وعربيا، وما يتصل في التنسيق الامني مع سلطة رام الله وموجات التطبيع العربي الجديد برعاية امريكا. لم يكن احد يتوقع ان معركة طوفان الاقصى والعبور الثاني سيكون في اليوم التالي لخطاب القيادي الجهادي. و ان خطاب نخالة كان مشحونا بالرسائل الى الداخل الفلسطيني حلفاء المقاومة وخصومها، والى العدو الاسرائيلي، والى الدول العربية والاقليمية المتراخية بالتطبيع وبناء علاقات مع اسرائيل، والى الاب الامريكي الاكبر. و معطى المقاومة امس يشير الى ان حركتي الجهاد الاسلامي وحماس لم يتصرفا دون التشاور مع قوى المقاومة العربية والاسلامية في الاقليم. و انه مستوى جديد من بناء وتدشين ساحات المقاومة العربية والاسلامية.. وبما له ابعاد في توزيع الادوار والحسم الاستراتيجي. وما حصل امس خارج حسابات وتوقعات العدو الاسرائيلي. وانه يوم المفاجآت بل ابوها.. وما يتصل من انشطة للمقاومة امتدت خارج قطاع غزة، واعتقال أسرى اسرائيليين، والسيطرة على مستوطنات، ولاسيما ان المقاومة بدأت بقوة وتكتيك عسكري ميداني غير مسبوقة. و ما حصل امس له تفسير متصل في لعبة تقديرات قائمة على ازمة اسرائيل الداخلية، وتفكك المجتمع الاسرائيلي ولعنة نتنياهو.. اسرائيل تلعب على مفارقات ومتناقضات في صراعها الفلسطيني والعربي، ونجحت في بناء احلاف تطبيع، ومزقت الجبهة السورية واضعفتها مواجهات مع الارهاب والتكفيريين، والقصف غير المنقطع لاهداف عسكرية سورية، وكان اخرها الهجوم الدامي والكارثي على الكلية العسكرية في حمص. و امس اسرائيل واجهت قصفا صاروخيا صاعقا، و عاينت صواريخ المقاومة قوة الردع الاسرائيلية والقبة الحديدية.. ومهما افضت المعركة الي نتائج فانها لقنت اسرائيل درسا، وبعثت رسائل في امكانات المقاومة وقدراتها واستعدادها للذهاب الى ما هو ابعد من غزة والمستوطنات، وما يتصل ايضا في تيارات وقوى المقاومة في الاقليم.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :