إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

هل ستزول إسرائيل في 2028 ؟


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو- اسرائيل امريكية ام امريكا اسرائيلية. من انزال النورماندي عام 1944، وحرب تحرير فرنسا من النازية، لم يحدث ان امريكا امرت بانزال كما حدث بعد 7 اكتوبر ومعركة طوفان الاقصى. و امريكا قامت بانزال سياسي وانزال عسكري، وانزال اقتصادي، وانزال اعلامي على شواطئ غزة المحاصرة والجافة والمنكوبة.
و امريكا انقذت غزة. وصحيح ان اسرائيل تملك ترسانة عسكرية قوية وحديثة، وتملك طائرات حربية هي الاحدث مقارنة بالقوات الجوية لدول الاقوى عالميا، وتملك اسرابا من الطائرات، في منظور الجاهزية واللوجستي والاستعداد العسكري تحارب دول العالم والخمس القارات.
و اذن، لماذا سارع بايدن الى مساعدة اسرائيل والدعم اللامحدود، و فتح خطوط الامداد العسكري، وقام بانزلات عسكرية وسياسية، واقتصادية؟
هل ادرك البيت الابيض ان اسرائيل في خطر وان هوس وجنون نتنياهو والتيار اليميني الاسرائيلي المتطرف الماسك والمسيطر على مؤسسات الحكم في اسرائيل سوف يأخذ الولاية ال52 الامريكية في الشرق الاوسط الى الهاوية والانهيار ؟ لست مؤمنا في التفسير الديني والماورائي والغيبي للتاريخ، واميل الى المدارس التاريخانية والجدلية.. ولكني ارى في اللحظة الراهنة ان ثمة نبوءة تقارب الصواب في زوال ومصير دولة اسرائيل، ونطق بها الشيخ المجاهد احمد ياسين مؤسس حركة حماس، وقال ان اسرائيل سوف تزول في عام 2028.
و اسرائيل امس اعلنت عن تأجيل الغزو البري، وربطت قرار التأجيل بوصول قوات امريكية اضافية. معركة طوفان الاقصى دخلت اسبوعها الثالث. ووزير الخارجية الامريكية قال امس : اننا لا نسعى الى التصعيد، ولكن سوف نرد على اي تهديد.
الغزو البري دخل في مربع التعقيد، والجيش الاسرائيلي من اسبوعين يعلن ويتراجع عن عزمه خوض المعركة في غزة.
الغزو البري يعني المواجهة مع المقاومة ودخول غزة. ومقاتلو الجهاد الاسلامي وحماس والقسام حفروا في بدايات المعركة جرحا عميقا في هزيمة الجيش الاسرائيلي بما لحقه من خسائر بشرية في مستوطنات غلاف غزة.
و يمثل غلاف غزة جغرافيا اضعاف مساحة غزة، وقاتل بها الف عنصر من الجهاد الاسلامي والقسام، وفي غزة يقف عشرات اضعافهم خلف اسوار وخنادق وانفاق وقلاع واحصنة وينتظرون دخول الجيش الاسرائيلي الى غزة.
لم اسمع خبيرا او محللا عسكريا، واستثني طبعا المحللين والخبراء العرب، قال ان الغزو البري سوف يحقق نصرا لاسرائيل. وان اي توغل لجيش العدو في عمق غزة واطرافها، يذكر حتما في حرب تموز في لبنان، والهزيمة المدوية وانتصار المقاومة «حزب الله».
و اما السردية الاسرائيلية في حرب غزة فانها ذاهبة الى الانكشاف والتعري. وحالة التعاطف والانجذاب وراء المظلومية الاسرائيلية والتفويض اللحظي الذي منحه العالم بقيادة امريكا والاتحاد الاوروبي وبريطانيا الى نتنياهو لعقاب جماعي، و لينتقم ويدمر ويضرب في ارض غزة خرابا وفسادا تراجعت والمشاعر تتبدد، وعواصم الغرب تغزوها صحوة ونوبة ضمير ووغزات اخلاقية، وتمزيق غير معلن لاوراق التفويض.
اطلاق سراح اسيرين أمريكيين يتفح نوافذ دبلوماسية وسياسية في حرب غزة. وكما تلا ذلك الخبر ايضا انباء عن مساع دبلوماسية تقودها قطر لاطلاق سراح 50 اسيرا امريكيا. و الجهاد الاسلامي اعلن عن ارقام متضاربة عن عدد الاسرى الاسرائيليين والاجانب. ولربما ملف الاسرى سيكون ضاغطا سياسيا على مجريات المعركة العسكرية على الارض.
ومن بين الاسرى حملة جنسيات اجنبية امريكية وبريطانية وفرنسية، واعدادهم غير محصورة. حرب غزة فضحت نقاط الضعف والقوة لدى اسرائيل.
و بكل معنى الكلمة يمكن القول ان العلاقة مع اسرائيل لا يحكمها سوى منطق القوة، ولا غير القوة . وهذه الاستراتجية التي ثبتتها المقاومة ومحورها على الواقع، واكثر ما يدرك معناها الاستراتجي في تغيير معادلات الصراع في الشرق الاوسط ما بعد حرب غزة هي امريكا واسرائيل.
وقد تقرأون في القريب العاجل ان نتنياهو يزور واشطن، ويستجدي بايدن لكي يعلن عن وقف اطلاق النار واعلان نهاية حرب غزة، ويفتح تفاوضا لاطلاق اسرى اسرائيل.. ولربما قد يسافر نتنياهو من حيث أتى دون عودة.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :