إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

أمريكا وغزة


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو- صديقي هندي، ويجهل احوال واخبار الشرق الاوسط. و قبل ايام تواصلنا، وسألني عن حرب غزة.
وصديقي الهندي يظن ان غزة دولة كبرى، ويظن انها جمهورية عملاقة، وان دولة غزة على خرائط الاطلس خلفت الاتحاد السوفيتي.
و صديقي في متابعته لاخبار حرب غزة، لم يكن يتوقع ان غزة مدينة صغيرة، ومحاصرة من ربع قرن، ويعيش سكانها على اقتصاد الانفاق. و كان يظن ان لدولة غزة سلاح جو وطائرات مقاتلة، وبوارج في البحر، وجيشا نظاميا، ومدرعات ومضادات جوية، واسلحة حديثة.
و قال لي مستغربا.. هل تملك غزة سلاحا نوويا؟
ما الحكاية ؟ عندما طلبت منه الدخول الى جوجل، وان يبحث على خرائط جوجل عن غزة. تفاجأ، واصيب بدهشة كبيرة.
فهل معقول ان امريكا القوى العظمى تصغر هكذا، وهل معقول ان اسرائيل الدولة النووية والمتقدمة بالسلاح والتكنولوجيا تصغر امام غزة المحاصرة ؟ غزة اليوم تحير العالم، والمدينة المحاصرة والمنسية تسرد للعالم حكاية من قوة وصمود وصبر وطني.. وتنهي تاريخا ترجيديا لشعوب العالم الهامشية يكتبه المحتلون والمستعمرون الاقوياء في الاستبداد والغطرسة، والعنف اللامحدود. امريكا تحارب في غزة، وبايدين ووزير الدفاع وقائد الاركان الامريكي يشرفون على عمليات حرب غزة.
و البنتاغون فتح مستودعاته امام اسرائيل.. ولا احد يدري ما في رأس الاخر، وانها الحرب الاشد غموضا في التاريخ المعاصر.
و هي حرب لا تدري من سوف يزول بسببها ومفعولها، واي دول في الاقليم سوف تنهار وتختفي عن الخرائط، واي انظمة سياسية سوف تتساقط، واي شعوب سوف تتحول الى لاجئين ومشردين.
امريكا عرجاء وعمياء، واعرف ان البعض يسخر من توقعات هزيمة امريكا واسرائيل في حرب غزة، وخصوصا محللين عسكريين تعج بهم شاشات عربية، يحفظون دروسا قديمة تلقوها ايام الدراسة في معاهد غربية، ولم يتعلموا ويقروأ حرفا واحدا عن المقاومة عقيدة وفكرا، وتنظيما. الساحر الامريكي قد يتحول الى كوميديا جديدة.. ما الفارق بين غزة وفتينام وافغانستان والعراق ؟
نعم، غزة هي فيتنام، و» فتنمة غزة»، ليست بمفهوم القوة فقط.. انما المفهوم الاخلاقي لحرب الفضيحة، وعندما يدخل اقوى جيش في العالم الى جانب الجيش الاسرائيلي ليحاربوا فضائل مقاومة وغزة. و في امريكا، هناك سياسيون وعسكريون يكتبون ويتحدثون في قلق عن حرب غزة، وخائفون من تكرار هزيمة فتينام وغيرها. هناك البعض هم اكثر خوفا من نصر المقاومة في غزة. ونخب مربوطة بالوصاية الامريكية والاسرائيلية يبشرون في الهزيمة، ويستبقون المعركة الكبرى.
و هنا، الخوف ليس من المحتل الاسرائيلي والامريكي، الخوف الحقيقي من اصدقاء امريكا واسرائيل، و عرب احترفوا صناعة الهزائم العربية. و غزة ليست سلهة الهضم.. ومن فلسطينيين وعرب يروج لروايات تحمل حماس مسؤولية الحرب.. وانصح هؤلاء ان يسمعوا او يقرأوا ماذا نشرت صحف عبرية قبل ايام. و تحدث قادة عسكريون إسرائيليون عن خطة لغزو بري واحتلال وابادة لغزة معدة من عامين، وقد حانت لحظة الصفر لتنفيذها.
غزة اليوم اكبر من اسئلة خبيثة وسيئة النية يصدرها اصدقاء واعوان امريكا واسرائيل في الاقليم الملعون.
و غزة هي فلسطين، ونهاية المقاومة في غزة تعني نهاية فلسطين، ونهاية المقاومة في الاقليم. في غزة من سوف ينتصر ليس المقاومة وحدها.. ولا محمد ضيف وابو عبيدة وزياد نخالة فقط.. بل كل غزاوي وفلسطيني حر، وعربي تحالف مع المقاومة، وكل عربي ناصر المقاومة وغزة.
نعم، يا صديقي الهندي، ان الحرب في غزة تدور بين امريكا واسرائيل واهل غزة المدنيين العزل ومقاومين يؤمنون في الحرية وكرامة شعب، وعدالة قضيتهم.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :