إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

أمريكا وإسرائيل


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو- في حرب غزة، جدلا علينا ان نتصور، ماذا لو ان امريكا ودول الغرب لم تهرع لمساعدة اسرائيل ؟ و ماذا لو ان «الاب الاكبر» بايدن لم يهب لمساعدة اسرائيل وفتح مستودعات ومخازن البنتاغون وفتح خطوط امداد عسكري ؟
و كيف يمكن تصور اسرائيل بعد مرور 24 يوما على حرب غزة ؟
وهل حقا، كان يمكن لواشنطن ان لا تساعد اسرائيل ؟
اسئلة نطرحها من باب الافتراض الجدلي في قراءة العلاقة الامريكية / الاسرائيلية قبل وبعد حرب غزة.
و في عهد الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما زعم ان الصراع المستقبلي سيكون في اسيا، وعزز اساطيل وبوارج امريكية في المحيط الهادئ.
و اعلن عن مغادرة وخروج امريكي من الشرق الاوسط.
و توسعت واشنطن في الشرق الاسيوي، واقتربت في بوارجها وسلاحها البحري المتقدم من ابواب التنين الصيني.
و في حرب غزة، وبعد ايام من اعلان واشنطن لارسال بوارج وحاملات طائرات الى الشرق الاوسط، وقد سارعت الصين الى تحريك قواتها البحرية نحو الشرق الاوسط، وبعضها يرسو ورابض بالقرب من سواحل البحر الاحمر والقرن الافريقي، والسودان. و فيما يقال عن شرق متغير بعد حرب غزة. والغريب، وما اغرب سلطة الجغرافيا واستبدادها، بان تلتقي البوارج الامريكية والصينية على مشارف السواحل العربية والشرق اوسطية.
و لربما هي المرة الاولى في التاريخ تزحف بوارج حربية صينية نحو الشرق الاوسط والعالم العربي. و في حقب تاريخية، عرفت الصين كيف تسير قوافل واساطيل من التجارة، وتنقل البضاعة الصينية والاسيوية الى العالم العربي والجزء الشمالي من الكرة الارضية.
و الشرق الاوسط جغرافيا تغوي القوة العالمية الكبرى.. وما من قوة دولية عرفها التاريخ القديم او الحديث الا وملوكها وقادتها قادهم القدر ليمارسوا اغواءهم الاسطوري في الشرق الاوسط. و قد لا ننسى هولاكو وجانكيز خان والظاهر بييرس، والاسكندر الاكبر، وكسرى، وانو شروان.
ومن المقاربات الدولية، ولربما ان الولايات المتحدة تدركها جيدا، وتحديدا بعد حرب اوكرانيا. واسطورة ان العالم يقف على قرن الثور الامريكي لم تعد قائمة وتتلاشى، وان العالم اليوم يقف على قرون ثيران اخرى تجر الكرة الارضية الى مراعيها. امريكا عندما تحدثت في عهد اوباما عن مغادرة الشرق الاوسط، وتبدل وتغيير دراماتيكي في الاستراتجية والرؤية الامريكية، فقد كان الحديث عن انقلاب في خارطة الطاقة العالمية، وبدء اعتماد امريكا على الوقود الاحفوري، وما يعني التخلي عن الشرق الاوسط.
ولكنها لم تتخل عن اسرائيل في كل الاحوال. والرئيس الامريكي ترامب قدم لنتياهو صفقة تاريخية لانهاء الصراع مع العرب والفلسطينيين، وتم الاعلان عن صفقة القرن، وجر دول عربية الى التطبيع المجاني، واعلان ترامب للقدس عاصمة لاسرائيل.
اسرائيل صناعة امريكية، وبختم وطابع بريطاني.ولا احد ينسى في الادارة الامريكية ان اي رئيس امريكي يجلس على كرسي الرئاسة او يقترب منه في رأسه يسكن نتنياهو وشارون، وبيريز صغير. و بعد حرب غزة، هل ستغادر امريكا اسرائيل ؟ استشعار الخطر لن يزول وينتهي عند اعلان وقف اطلاق النار او اعلان هدنة وانتهاء حرب غزة.
امريكا فرملت جنون نتنياهو الانتقامي، واحاطت الشرق الاوسط في عوازل منعت امتداد نيران الحرب.
و بعد حرب غزة، فلا مكان لاي امريكي في اسرائيل قد يتحدث عن حل دولتين او احياء عملية سلام، ولو لمجرد الاستهلاك الاعلامي والسياسي.
لحرب غزة، واي حرب في التاريخ رزنامة ومختبر سياسي وعسكري للتقييم : خاسر ورابح. و ظهر من التعاطي العربي مع حرب غزة، وما لا يترك مجالا للشك والنقاش، فان العرب خاسرون.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :