إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

مفاتيح الشرق الأوسط والقطبية الأمريكية


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو- عندما صحا جو بايدن صباح يوم 7 اكتوبر، وسمع خبر اقتحام المقاومة لـ7 مستوطنات في غلاف غزة. وكيف بدت اسرائيل منكشفة ومهزوزة وبصورة لم يسبق ان تعرضت لها من قبل وهزيمة مذلة لحقت بالجيش الاسرائيلي. وامريكا والاتحاد الاوروبي وحلف الناتو هرع الى انقاذ ونجدة اسرائيل. قررت واشنطن ارسال حاملتي طائرات «جيرالد فورد وايزنهاور « وسفنا حربية، والاف الجنود جاهزون على اهبة الاستعداد للانتشار والمشاركة في حرب غزة. و تدفق رؤساء ووزراء خارجية ودفاع وقادة اركان وقوات عسكرية واستخبارتية غربية الى تل ابيب.
بايدن القادم من تل «الكابيتول « يدرك ان العالم يتغير.
و في الشرق الاوسط ارست الرعاية الصينية اتفاقا سعوديا / ايرانيا. وكما ان التدخل الروسي اطفأ خطوط النيران في العلاقة السورية / التركية. و قبل حرب غزة، وكان ثمة مشهد وصورة جديدة لشرق اوسط قيد التشكل والترسيم.
وكدنا في الاعلام نصاب في متلازمة السؤال اين امريكا ؟ وهل انتهت صلاحياتها في هذه المنطقة، وهل ان مفاتيح الشرق الاوسط سوف تسلم الى لاعبين دوليين كبار جدد ؟!
الرئيس الامريكي السابق ترامب قال في زيارته التاريخية الى تل ابيب، واعلان صفقة القرن، واعلان القدس عاصمة لدولة اسرائيل وقرار نقل سفارة واشنطن الى تل ابيب، ان مفاتيح الشرق الاوسط ستبقى في يد امريكا، ولكن ينبغي دفع المنطقة نحو كثير من الهذيان الدموي.
و عبارة ترامب ترجمة حرفية لافكار هنري كيسنجر الاستراتيجية في الشرق الاوسط والسياسة الامريكية في العالم، وهي بناء وتدشين خطوط المقابر، فلا مفاتيح امريكية دون حروب. مفكر امريكي يسخر من عقلية السياسة الامريكية، ويقول : كيف سوف يتعامل الامريكان مع سكان المريخ لو عثروا على بشر وحياة هناك ؟
الصراع في الشرق الاوسط مثقل في الايدولوجيا وجنون العقائد والاديان. و لربما لم يتسن للمحللين الاستراتجيين العرب المستعجلين في قراءة تحولات الشرق الاوسط قبل وبعد حرب غزة.. ان الرئيس بايدن زار اسرائيل وتلاه وزير الخارجية بلنكين والدفاع لويد اوستن ك»صهيانة»، ويلبسون على رؤوسهم « الطواقي « اليهودية.
هؤلاء ملوك اسرائيل في امريكا.. ووفدوا الى تل ابيب ودول الشرق الاوسط، وليقولوا : ان اسرائيل هي امريكا الصغرى، وان امريكا هي اسرائيل الكبرى. في صحيفة امريكية قرأت تعليقا سياسيا ظريفا، ويتحدث عن زلزال تركيا وسورية وليبيا.. وكيف ان معاهد ومراكز الرصد الامريكي كانت مشغولة
في الزلزال وتوابعه، وكيف يمكن ان نحمي ونستثني اسرائيل من الزلزال، وايقاف وتعطيل وتجميد حركة الصفائح التكتونية المنتجة والمسببة لزلزال، دون ان تمس اسرائيل وشعبها المختار باي ضرر واذى طبيعي؟ وهذا زلزال حتمي ، وناجم عن تغييرات جولوجية، وقوى طبيعية ما ورائية.. فكيف سوف ترد امريكا على الطبيعة، وكيف سوف تقاتل وتدمر وتحرق الطبيعة ؟ وتصدر قرارات دولية وحصار وعقوبات، وغيرها.
وجود ومهمة امريكا في الشرق الاوسط الهية ومقدسة. ويمكن لواشنطن ان تقبل في تغيير ادوات اللعبة في النظام العالمي، تفاوض وتنازع على تعددية قطبية دوليا ، وتفكك من الاحادية الامريكية، طبعا، كل ذلك وارد وقابل للتفاوض باستثناء قبول امريكا لتعدد قطبي في الشرق الاوسط.
اصحاب عقول «اهل الكهف» في عالمنا العربي يتوقعون ان الامبراطوريات تموت وتحيا بين ليلة وضحاها.. تفكير سياسي وتاريخي عقيم وبليد .. كيف توزع مفاتيح الشرق الاوسط ؟ بالتأكيد ليست الدول العربية من توزع المفاتيح.. وفي غمرة حرب غزة الاقليم يقف على قدم واحدة.. هناك اسرائيل وامريكا، ومن يتبعون وصايا التوراة وملوك اسرائيل، ويجرون الاقليم الى حرب كبرى.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :