إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

ما بعد هدنة حرب غزة .. جردة حساب سريعة


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو- في 7 من صباح يوم الجمعة اعلن الاحتلال الاسرائيلي عن اعترافه في الهزيمة وفشل العملية العسكرية في غزة، وبداية الهدنة. قبول اسرائيل لوقف اطلاق النار ولو لمدة قصيرة، اعتبر علامة من علامات الضعف، والفشل والهزيمة الاسرائيلية في حرب غزة. نتنياهو كرر مرات انه لن يوقف العملية العسكرية قبل القضاء على حركة حماس وتصفيتها. و الهدف مازال بعيد المنال، واسرائيل فاوضت حماس، وتم التوافق عبر قنوات تفاوضية تحت الرعاية المصرية والقطرية والامريكية بالوصول الى صفقة هدنة، وتبادل متدرج لتسليم الرهائن والمعتقلين : الفلسطينيين والاسرائيليين.
و قوة حماس والمقاومة العسكرية والميدانية لم تتأثر، وعلى الارض المقاومة لم تتزحزح ، وصواريخها دكت تل ابيب ومستوطنات اسرائيلية ابعد من غلاف غزة في عمق الضفة الغربية. و قادة حماس والمقاومة في بيانات ما بعد الهدنة نبضها اقوى واشد حماسة وتحديا لاسرائيل وحلفائها. و بذلك تكون الامال الأمريكية والاسرائيلية قد اخفقت في تحقيق واحد من الاهداف الاستراتيجية لحرب غزة، وهو تصفية حماس وتدمير قدراتها العسكرية. و عكس الامال الامريكية والاسرائيلية فان شعبية حركة حماس والمقاومة تزداد وتتضاعف فلسطينيا وعربيا واسلاميا.
حماس والمقاومة حجزت رصيدا شعبيا فلسطينيا وعربيا واسلاميا لا ينضب لسنوات اتية. و فلسطينيا وعربيا من ينافس حماس والمقاومة اليوم ؟ سلطة رام الله وحركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية مثلا ؟
و في غزة وبعد اعلان الهدنة وبدء نفاذها، ووصول كاميرات الاعلام الى الاهالي، والكشف عن الكارثة والخراب والدمار الكبير الذي طال القطاع جراء العدوان الاسرائيلي. و الاهم، انه لم نسمع مواطنا يلوم ويعاتب المقاومة، او مواطنا غزاويا يتذمر كما نسمع محللين على قنوات عربية يتهمون حماس ويحملونها مسؤولية الحرب، وعدم تكافؤ معدالة القوة والكارثة الانسانية.
و اسرائيل وامريكا من خلفها عولوا على خطاب تفكيك المقاومة، وخطاب شيطنة المقاومة، وخطاب عزل المقاومة عن محيطها الاجتماعي وحواضنها وبيئتها الغزاوية والفلسطينية. اسرائيل خسرت المعركة الاعلامية. ونعم، ان اسرائيل نافذة اعلاميا وتملك وسائل سيطرة على النشر والبث الاخباري الغربي، ولكن السردية الفلسطينية وضخها في الاعلام الغربي بددت من سطوة الروايات الاسرائيلية القائمة على الكذب والتلفيق والخداع على الرأي العام الغربي والعالمي. حكومات دول الغرب في اليوم الاول من هدنة صحت على كارثة غزة، وماذا حصل هناك ؟ و صحت الحكومات على شعوب عربية واسلامية غاضبة وكارهة للغرب وامريكا واسرائيل.
و ساسيات غربية في ادارة حرب غزة وضعت القانون الدولي والامم المتحدة والمنظمات الدولية الكلاسيكية في قفص الاتهام.
و اقليميا، ظهرت قوى مقاومة لاول مرة تشارك وتدخل عسكريا على خط الصراع الفلسطيني / الاسرائيلي. و في اليمن كان لاختطاف السفينة الاسرائيلية وقصف سفينة اخرى قبل اعلان الهدنة بساعات تأثير يصعب تجاهله على معادلة الردع في حرب غزة، والمواجهة والضغط على اسرائيل وقبولها للهدنة.
قدرات الحوثيين العسكرية مخيفة لاسرائيل، وكانت مفاجئة ومرعبة، ولا اظن ان اسرائيل سوف يهدأ بالها من صواريخ المقاومة اليمنية التي دكت ايلات، و قد تصل يوما ما الى تل ابيب. ولم يكن في وراد حسابات امريكا ان تتعرض قواعدها العسكرية ومراكز وجودها في العراق وسورية الى قصف بصواريخ المقاومة العراقية.
هناك تمرد عربي وعالمي على امريكا، وحتى الان امريكا لم تجن قطاف موقفها مع اسرائيل وتبني حرب ابادة لغزة. مشاهد وصور المظاهرات في عواصم ومدن اوروبية وغربية عكست مدى الانقلاب على سياسات امريكا ودول الاتحاد الاوروبي.
و في مظاهرة في واشنطن حمل المحتجون يافطة مكتوب عليها : لا تفعلوا باطفال غزة ما فعلتموه بالمسيح. ولربما ان ابزر نتائج حرب غزة المباشرة وغير المباشرة تعطيل مسارات السلام والتطبيع العربي الجديد.
و محاولات طمس القضية الفلسيطنية وتصفيتها على حساب دول الجوار سواء الاردن ولبنان ومصر. حرب غزة والابادة والكارثة الانسانية خلفت غضبا وكراهية للغرب سوف يدفع ثمنها عاجلا ام آجلا. المعركة لم تنته بعد.. وفصول الحرب مفتوحة على كل الاحتمالات والسنياريوهات. و لربما ان قرار عودة الحرب ومواصلة العملية العسكرية البرية بعد انتهاء هدنة الاربع ايام سيكون شاقا وصعبا على اسرائيل.
و ليس من مصلحة اسرائيل عسكريا وسياسيا الاستمرار في الحرب ومواصلة العملية العسكرية.
وما كانت تحلم به اسرائيل تحقق هدف واحد منه قتل وابادة الاطفال والنساء والشيوخ. و اما الاهداف الاخرى تدمير حماس وتقسيم قطاع غزة وتهجير فلسطينيي غزة الى سيناء، فهي اهداف بعيدة المنال.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :