إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

د. محمد القاسم الحمد: أمريكا ضد العالم والسقوط الأخير: لماذا تدفع ثمن حرب نتن ياهو؟


عمان جو - د. محمد القاسم الحمدإنّ استخدام الولايات المتحدة الأمريكيّة حقّ النقض الفيتو ضد مشروع القرار الذي تقدّمت به لمجلس الأمن دولة الإمارات العربيّة المتحدة كرأس حَرْبَة للمجموعة العربيّة والذي يدعو لوقف فوريّ لإطلاق النار في قطاع غزة قد كرّس بما لا يدعْ مجالا لاي مجاملة سياسيّة او دبلوماسيّة أنّ الولايات المتحدة الأمريكيّة شريك في إبادة جماعيّة للشعب الفلسطينيّ، بل وشريك في فرض تهجير شعب كلّ ذنبه انّه يطالب بحقّه في العيش على أرضه التي سلبتها منه بريطانيا ثم المجتمع الدوليّ.ولعل سوء القرار الأمريكيّ أخلاقياً وإنسانيّاً وسياسيّاً، لا يساويه في السوء إلاّ المسوغات التي ساقها نائب المندوبة الأمريكيّة في المجلس متبنيّا كلّ كلمات الرواية الإسرائيليّة االمُهلهلة التي لا يصدقها ولا يسوقها إلاّ  بايدن وبلينكن، بل إنّه فاق المندوب الإسرائيليّ نفسه في براعته في محاولة تسويق أسباب استخدام (حق النقض الفيتو)، والتاريخ لن يرحم. فمرةً تلو مرة تَصمّ أمريكا أذنيها عن سماع أصوات الأطفال والنساء وكبار السن اللذين يصرخون من تحت أنقاض المنازل والمساجد والمستشفيات والمدارس في غزة حتى تختفي صرخاتهم مع مرور ساعات النهار أو الليل ولا تنتظر رجع الصدى.وتغمض أمريكا عينيّها عن الدمار والتقتيل، وعن كل المظاهرات في العالم لتُصدرَ حكمها بالموت على غزّة دون أن يَرِفّ لساستها جَفْن وهو ما توقعناه منذ طرح مشروع القرار، فالمفاجأة بحق لو كان تصويتهم بالإمتناع أو التصويت مع القرار.
فلرائحة غاز المتوسط في أنوفهم تأثير السحر، ورضا الأيباك ونيل أموالهم ونفوذهم في الانتخابات القادمة غاية المُنى، وهما أكبر من أية تحالفات مع الحكومات العربيّة، بغض النظر عن الإحراج الشديد الذي سببه وسيسببه هذا التجاهل العنجهي لحلفائها، وليضرب العالم والأمم المتحده ومجلس أمنها رؤوسهم بألف حائط فكلهم لا يَعدلون شَعْرَةً على صنبور حنفيّة غاز المتوسط أو قشّةً في قَعر صندوق اقتراع إنتخابات الرئاسة القادمة (فمصلحة أمريكا دائما صديقتها).المشكلة مع العقل الذي يسيطر على السياسة الأمريكيّة انه لم يستوعب بعد ان العالم قد تغيّر … مشكلة الأمريكان انهم لم يستوعبوا بعد أن العالم لم يعد قُطْبَهم… فروسيا والصين، وعلى مسافة قريبة الهند، تقاسموه معهم. وحلفاء الأمس سيصبحوا حلفاء لعالم جديد تشكّل في صورته الأولى بعد سقوط ورقة التوت فتبدّى ما تبدّى تحتها ثمنا تدفعه أمريكا لحرب هارب من محاكمته وفاسد إسرائيليّ قاتل أطفال ومجرم حرب…مشكلة الأمريكان انّهم لا يقرأون جيدا التاريخ وتُغريهم القوّة، بسرعة تُفقدهم الحكمة … تُعشعش في أفكارهم صورة الكابوي على حصانه.فالإصرار على الوقوف ضد العالم أجمع سيجرُّ أمريكا إلى الحضيض وسيأخذها في سقوط حر إلى أماكن سحيقة فالغضب الداخليّ والخارجيّ سيكون له صدى كبيراً بعد حرب غزّة وسيَنْفضّ من حولها سريعا مَنْ أدارت لهم ظهرها، وهم الأصدقاء لها كانوا، فلقد عرفوا أنّ قيمتهم عند حليفتهم الكبرى: (لاشئ) فإسرائيل “لو لم تكن موجوده لخلقوها” او لا يكفي ذلك وضوحا!أمريكا ضدّ العالم… رغم كل الانتقادات تُضحّي بكل شئ، تتنازل عن كل شيء لأجل إسرائيل، وتغامر بكلٍّ شئ بنته عبر 50 عاما  ولو هدم نتن ياهو المعبد على رؤوسهم وأشعل حرباً ممتدة في الاقليم ليخدم نفسه هاربا إلى الأمام؟ما لا تدركه وما لا تريد أن تدركه أمريكا بايدن وإدارته أنّ شعوب الشرق الأوسط لن تكون كما قبل حرب غزّة،فهذا العربيّ، اعادت له جرائم الابادة الصهيونيّة نبض قلبه ليفيق من سباته منتعشاً بعشق فلسطين، فخرج مغاضباً، ضد الدعم الأمريكيّ والأوروبيّ، ومقاطعاً لكل ما يمثلهم، هذا العربيّ لن ينسى ولن يسامح…وأنّى له أنْ يفعل وقطرات دم البراءة سقطتْ عطراً وورداً، روّت طُهر التراب، لتُنبت دولةً اسمها فلسطين، جَذْرُها التاريخ، وغُصْنها الذي يطاول السماء: ينظر في وجه موسى ويصافح عيسى وتلفّ في زَهْوٍ أوراقه الخضراء النديّة مُحمَدا (صلوات ربي على أنبيائه).(متخصص في رسم السياسات والدراسات الأمنيّة) Mohammadqasem9@hotmail.com




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :