إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

ملف الأسرى ونهاية الحرب، كيف ستكون البداية؟


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو- محاولات التوصل الى صفقة بين المقاومة واسرائيل لتبادل اطلاق سراح الاسرى فشلت. المقاومة وضعت خطوطا حمراء بما يتعلق في التفاوض حول الاسرى والموقوفين. و اشترطت وقف اطلاق النار اولا، واكد قياديو المقاومة على مبدأ الكل مقابل الكل. مشروع المبادرة المصرية قوبل باجماع من قوى المقاومة رافض دون اغلاق الباب نهائيا، وما تسرب من بنود للمشروع المصري بمثابة جس نبض للفلسطينيين وقبولهم التفاوض على تبادل الاسرى تحت اطلاق النار، والى جانب فتح الباب امام تسوية سياسية لمستقبل غزة بعد الحرب، والبحث عن تركيبة حكم جديدة لغزة.
و السؤال العاجل على مسرح الاحداث من حرب غزة الى جبهات محاور المقاومة في الاقليم، الى متى سوف تبقى واشنطن تدعم اسرائيل، وتدافع عن قرار استمرار العدوان على غزة، وهل ستبدأ امريكا بانزال نتنياهو عن الشجرة ؟
و في مقاربات لاي تسوية لما بعد الحرب، فمن الصعب اطلاقها دون ان تبدي واشنطن رغبة وضغطا نحو تل ابيب لاجبارها على وقف الحرب.
ميدانيا، اسرائيل في مأزق استراتيجي. والحرب دخلت يومها 82، وبدأت اسرائيل في ترجمة الوصفة الامريكية، وقف العمليات البرية والتوغل في قطاع غزة، والانسحاب من مناطق تحول الانتشار الاسرائيلي بها الى حرب استنزاف، والتموضع في حزام امني في محيط غزة، وهي الملامح العسكرية للمرحلة الثالثة دون الاعلان عنها.
و اسرائيل تلهث مسعورة وراء وصفة عسكرية امريكية، وقد لا يطول عمرها لتحقيق انتصارات تكتيكية، وتحقيق انتصارات من وراء اغتيال وتصفية قيادات من المقاومة وحماس، وترويض امريكي لاسرائيل نحو تصغير وتقليص وتصفير الاهداف العسكرية في حرب غزة .
ميدانيا، شبه محسوم ان الوصول الى قيادات عليا في المقاومة مستحيل وغير محال.. ونتنياهو يقود سياسة عمياء سواء ما يتعلق في تصفية واغتيال قيادات المقاومة وادعائه بتحرير الاسرى الاسرائيليين تحت القوة العسكرية، وبعيدا عن خيار المفاوضات. هل معقول ان المقاومة سيقدمون الاسرى هدية لنتنياهو؟ القيادي يحيى السنوار قال : سنقاتل حتى الموت. رفض مقترحات مشروع المبادرة المصرية رسالة واضحة لاي وسيط عربي واقليمي ودولي سوف يدخل على خط المفاوضات من اجل وقف حرب غزة.
يبدو ان هناك وسطاء اقليميين ما زالوا غير مدركين او يحاولون «اغماض اعينهم « عن الواقع الميداني لحرب غزة، واضافة الى حالة التمزق والازمة الكبرى التي يعاني الداخل الاسرائيلي منها .
و بالتالي، فان تصورات السنوار واقعية وموضوعية وحكيمة، وتأكيده على قدرة المقاومة على الصمود لمدة اطول.. ومن الحماقة والجنون مثلا، ما تردد من سيناريوهات، وقد يقبلها قادة المقاومة لترحيلهم من غزة الى ملاذ آمن عربي او أجنبي. و لا اتوقع ان يقبل مقاوم في شخصية السنوار الوطنية والعقائدية بقبول اي عرض، ولينقل المعركة من ارض غزة المنكوبة الى ارض اخرى، وتحت غطاء تسوية وحل بعيد عن الميدان.
نتنياهو في بداية الحرب، قال انه سوف يدفن مقاتلي وقادة حماس بيديه، وغالانت توعد في حفر مقبرة من جحيم لقيادات المقاومة.. وعرض عليهم الاستسلام مقابل حماية ارواحهم.. ولكن، اليوم اين يقف نتنياهو، واين تقف المقاومة ؟ وفي اسرائيل الاعلام والرأي العام انقلب على المؤسستين العسكرية والسياسة. وصحف اسرائيلية طرحت سؤالا صريحا عن كلفة الحرب، والى متى سوف تبقى اسرائيل تقصف غزة وتقتل وتدمر، وقد استنفدت تل ابيب استخدام القوة العسكرية في غزة، والسؤال ايضا عن الكلفة المعنوية للحرب.
و ايضا، هل سيصل جنون نتنياهو الى اشعال جبهة جنوب لبنان ؟ وماذا لو ان قادة الحرب قرروا خوض حرب لبنان، وفتحوا عدوانا على لبنان ؟
نتنياهو في معرض دفاعه عن استمرار الحرب على غزة، قال : انه تعرض في بداية الحرب بعد 7 اكتوبر الى ضغوط من قيادات امنية اسرائيلية لعدم العدوان على لبنان. و في واشنطن، بايدن اليوم اكثر استدركا لحقيقة ما يجري على الارض في قطاع غزة ومحاور المقاومة في الاقليم الملتهبة، وحرب البحار والمعابر الساخنة في البحر الاحمر ومضيق باب المندب. نتنياهو لم يتعلم من مرارة درس غزة، ويعيش في ابراج واهمة، ويخرج من كهوف التاريخ، ويعتقد ان واشنطن سوف تعوض توقف الملاحة البحرية في البحر الاحمر وحصار وعزلة موانئ اسرائيل في فتح اسطول جوي لامداد اسرائيل تجاريا واقتصاديا، وعسكريا.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :