عمان جو- كل يوم اطالع اخبار حرب غزة تلفزيونيا بلسان الزميل اكرم دلول مراسل قناة الميادين. و اكرم دلول، يقدم على رأس نشرات الاخبار رسالة اعلامية صوتية ومرئية على وهج قصف مدافع وطائرات الاحتلال الاسرائيلي.
و ما يميز دلول انه بالغ الدقة والموضوعية في نقل احداث حرب غزة، ويبتعد عن الحماسة حرصا على المهنية، وهي ادوات ومعايير لا يفهم معناها عدا الاعلامي الملتزم.
و على بساطة وتواضع امكانات قناة الميادين يقدم دلول تفصيلا وافيا للوقائع الميدانية على مدار الساعة.. ويجيد دون حسد تقديم صورة اعلامية حية ومباشرة، وصورة ناطقة ميدانيا عن الحرب والتطورات العسكرية والقصف والهجوم المتبادل والاشتباكات، والشهداء والقتلى من الجيش الاسرائيلي، ويكاد يأخذك في احترافية بنقل الصورة من مخيمات واحياء غزة وشوارعها وازقتها، والى الوضع الانساني والاجتماعي والمعيشي للاهالي بعد تدمير وهدم بيوتهم بالقصف.
و في اخبار المقاومة، وفي صوت دلول تلاحظ نبرة فطرية وعفوية صادقة، ونبرة مسكونة بروح المقاوم.. وتوحي ان دلول لو لم يكن هنا امام كاميرا الميادين ومراسلا حربيا من ساحة القتال، فانه سيكون في صفوف المقاومين في غزة.
من بداية حرب غزة، وقد دخلت يومها الـ 100، ودلول يظهر في ذات السترة وغطاء الرأس، وكل يوم تغبر اكثر، وتزداد من غبرة الحرب وكحلتها، وحروف كلمة press على «الجاكيت الواقي « تمحى مع تراكم اثار الحرب والعدوان وغبار المعركة . و في رسالة دلول والميادين الاعلامية من ساحات حرب غزة.. ما يبعث على الامل والثقة، والمعنويات.. انه اعلام ارادة وحرية واعلام يؤسس للنصر، وان كان النصر لا يأتي ضربة واحدة، وان النصر ارادة تراكمية، ويحقق النصر في تراكم عقائدي والالتحام بالثبات والصمود، والصبر الوطني والعقائدي .
و كيف ابدع دلول في نسج رواية اعلامية عن ارادة غزاوية واحدة.. وارادة ملايين الغزيين في رجل واحد.. وارادة مليوني غزاوي مؤمنين انها المعركة الاخيرة ولا سبيل غير النصر والحرية، والاستقلال. وغزيين مؤمنين انها المعركة الاخيرة للعيش خارج حصار مذل.