عمان جو- في تصريحات صحفية سابقة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية قال : ان الحركة ليست جزءا مما يعرف بالتنظيم العالمي للاخوان المسلمين، واكد على ان حماس لديها قضية اكبر اسمها فلسطين، ولم يعد ممكنا ربط مواقفنا السياسية مما يجري في العالم بمعزل عن تأثير ذلك على القضية الفلسطينية.
و لاسباب فلسطينية نضالية اعلنت الحركة هذا النأي.. ولربما ان الحركة اختارت الذهاب نحو محور المقاومة، وقد تعرضت الحركة لضغوطات فلسطينية وعربية ودولية، و تكاد تكون الاولى من نوعها في تاريخ الحركة، ورغم ان التنظيم لم يكن بعيدا عن انهيار تجربة الاخوان المسلمين في الحكم في بلدان عربية.
و لكن، حماس ثبتت من مشروعها وبرنامجها ونشاطها على اساس المقاومة ضد الاحتلال اولا.. واستطاعت ان ترمم شبكة علاقتها مع دول اقليمية وعربية، وحتى دولية من بوابة المقاومة.
و في عشرية الربيع العربي تضررت سمعة وصورة حركة حماس، وتعرضت مواقفها السياسية الى كثير من التشوهات والاختلالات السياسية. واتهمت الحركة في مهادنة ومجاراة مشروع الاخوان المسلمين الهادف الى الاستيلاء على الحكم في دول عربية، وحتى ان قيادات من الحركة كادت ان تتورط في دعم حروب اهلية وقعت في بلدان عربية، ومنها سورية ومصر، وليبيا، والسودان.
بعد عام 2017 تم انتخاب قيادة جديدة لحركة حماس، واستردت الحركة كوادرها المقاومة والثورية، وعادت الى مشروعها في جعل الاولوية المطلقة الى المقاومة، وخرجت الحركة من حرب التجاذبات التي تورطت بها في بلدان عربية. و قد سهل ذلك الى استنئاف علاقة الحركة مع مصر وسورية، ودول اخرى عربية واجنبية.. وكما ان الحركة انفكت من الرعاية التركية، وابتعدت بهدوء عن تركيا الاردوغانية وقبعات السلاطين، وجيش الانكشارية التركية الجديد.
و فيما كان اردوغان كسياسي يحترف حرق الاوراق، فان قيادات حركة حماس تسللوا من العباءة التركية قبل ان تحرق اوراقهم هناك، وتشتعل النيران التركية في مشروعيتهم الفلسطينية، ويدخلون في لعبة المقايضات والانتهازية السياسية.
اردوغان كان يحلم في قبضة الاخوان المسلمين على الحكم في القاهرة ودمشق.. وتخيل الاخوان المسلمين «العرب» في لحظة ان اسطنبول ستعود عاصمة لدولة الخلافة الاسلامية.
اخفق الاخوان في مصر وسورية، ورغم ما قدموا من تنازلات وفتحوا قنوات تواصل مع تل ابيب، ولاقوا دعما سياسيا ولوجستيا من تركيا. و في سورية، وذكر مسؤول امني امريكي ان نحو 1000 فصيل مسلح تم انتاجهم في غضون عام.. والعديد من الفصائل مرجعيتهم اخوانية «سيد قطب» وجهادية مرجعيتها اسامة بن لادن والظواهري.
و استعادة هذا الكلام مربوط جزء منه بالتطبيع العربي الجديد مع اسرائيل.. وفيما ظهر ان حكومات مقربة من الاخوان المسلمين في دول عربية مطبعة باركت التطبيع ولم تبادر على عرقلة مسيرته، وبدا ذلك في موقف حزب «العدل المغربي».. والتطبيع شكل تحديا جديدا يضاف الى تحديات الاخوان المسلمين حيال هويتها الوطنية وقدرتها على قيادة حركة الاستقلال الوطني. و اختم بما يخص اخوان الاردن وحماس.. فحماس تنظيم فلسطيني مستقل ولا تربطه في تنظيمات اخوانية اي علاقة..
ومن هنا، انصح الاخوان اولا بان يجروا مراجعة وطنية لمشروعهم السياسي، وان يحسموا المسائل الوطنية، والهوية الاردنية والتطبيع ايضا، ودسترة فك الارتباط، و يتبنوا موقفا حاسما من التوطين السياسي، والتجنيس. فلسطين قضية «الاردن المركزية»، وحماية الاردن من حماية فلسطين ايها الاخوان المسلمين.