إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

نهاية الأونروا وتصفية القضية الفلسطينية


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو- القرار الامريكي في وقف التمويل والمساعدة المالية لوكالة الاونروا لشؤون اللاجئين الفلسطينيين جاء بعد اعلان قرار محكمة العدل الدولية.
في العقد السابع من الصراع الفلسطيني / الاسرائيلي، وببشاعة ما يرتكب من جرائم ذبح وابادة جماعية، فان اسرائيل تعتقد انها سوف تنهي القضية الفلسطينية، و ذلك بارهاب القتل والابادة، واحياء مفردات صفقة القرن المشؤومة.
و ايا تكن فواتير الدم التي يقدمها الفلسطينيون، فليسوا في موضع التنازل عن حق وجودهم بالحياة والكرامة والتحرر، والوطن، وعلى ما تبقى من اراضيهم.
القرار الامريكي في وقف تمويل الاونروا يعني سياسيا، نهاية حق العودة، وتصفية القضية الفلسطينية، وتوطين قسري وحتمي للاجئين الفلسطينيين في الدول المستضيفة سواء الاردن ام لبنان وسورية.
و بقدر ما سال من دم وعذابات انسانية تبدت على وجوه ضحايا فلسطينيي غزة، فان القضية كسبت معركة اخلاقية وشرعية امام العالم بعد قرار محكمة العدل الدولية.
و قرار امريكا ودول غربية في وقف تمويل الاونروا والغاء نشاطها الانساني تعبير صريح عن الصراع وطبيعته، والمشروع الامريكي لتصفية القضية الفلسطينية.
في السياسة الامريكية تكرر طرح الحل الاردني مثلا، وقدمت سيناريوهات سياسية مثيلة لتوطين اللاجئين في الاردن، ولاستقبال الاردن للاجئين فلسطينيين من لبنان وسورية، وفتح الاردن ابوابه لعبور هجرة رابعة قسرية.
و ترامب بالفم المليان تحدث عن.. الغاء حق العودة والوطن البديل، والتجنيس السياسي في الاردن، وتصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الاردن ودول الجوار العربي. نتنياهو في كتابه «مكان تحت الشمس» تحدث عن الاردن هو جزء من فلسطين، واقتطعه الانجيلز في 1920 لاقامة دولة، ووجود هذه الدولة يعرقل من ذاك الوقت لتحقيق السلام في الشرق الاوسط، ووبازالة الدولة الاردنية عن الخريطة السياسية، واقامة دولة فلسطينية محلها، نصل الى الحل الطبيعي للقضية الفلسطينية.
و الاطروحة الصهيونية لنتنياهو تبناها رؤساء امريكون وغربيون. ويبدو انها دخلت مرحلة الترجمة الحرفية، والتطبيق الواقعي.. وهدفها واضح : دولة فلسطينية على الجغرافيا الاردنية، وليهجر فلسطينيو الضفة الغربية الى الاردن.
نتنياهو تحدث ايضا عن التفكير في ملاجئ جديدة لفلسطينيي غزة.. وقال : ان اسرائيل خاطبت دولا افريقية لاستقبال لاجئين من غزة.
و من بين اهداف حرب غزة الاستراتيجية، وضع نتنياهو وحاخامات اورشليم من اول ايام الطوفان هدفا رئيسا لتهجير فلسطينيي غزة الى سيناء.
و التهجير من صلب المشروع الايدولوجي الصهيوني.. وذلك سواء باخلاء غزة والضفة الغربية من اهلها وتهجيرهم قسريا وطوعيا على ما يقترح من فتح للحدود، والضغط الانساني في الابادة ووقف التمويل والمساعدة الانسانية لوكالة الاونروا، وحصار غزة. غلاة التطرف اليميني في اورشليم تجاوزوا الاعتراضات الاقليمية والدولية على سيناريوهات التهجير القسري، ورغم ما نسمع من تنديد وادانة وتحذير دولي. مشروع التهجير ماثل وبالالحاح، وهو ما تقوم به اسرائيل في غزة، وسياساتها الحربية والعدوانية لجعل الحياة مستحيلة في القطاع.
و من عام 1971، ومشروع التهجير ساكن في العقل الاسرائيلي.. وشمعون بيريس تحدث بعد حرب حزيران عن العريش المصرية، وقال انها امتداد لقطاع غزة، ولماذا لا تستخدم المساكن والاراضي الخاوية الى مساكن، فذلك امر عملي تماما، وعلى حد تعبير بيريس! بن غورين اعرب عن ندمه لعدم قيام اسرائيل باخلاء قطاع غزة من سكانه بعد نكبة 1948. و لذا فان مشروع التهجير القسري من غزة ليس جديدا. الرفض الامريكي للتهجير يقابل بسخرية واستهزاء من حاخامات اورشليم، وبن غفير الوزير اليميني في حكمة الاتئلاف، قال للادارة الامريكية.. نحن لسنا نجمة في علم امريكا. امريكا، اليوم معنية كثيرا في امن اسرائيل وحمايتها، واعادة انتاج اسرائيل اقليميا من بوابات التطبيع العربي الجديد.
و الغاء حق العودة، ووقف تمويل الاونروا من امريكا ودول غربية، وسوف تذهب امريكا الى الضغط على دول عربية ايضا الى التزام في قرار وقف التمويل.
اللاجئون الفلسطينيون، سيدفعون ثمنا ختاميا باهظا جراء سياسات ما يسمى السلام والتطبيع، والتعايش مع الاحتلال. الازمة ما بعد الغاء حق العودة اتضحت صورتها بما يكفي لنميز بين من هو العدو والصديق اردنيا وفلسطينيا.
و لنميز بوعي وطني موضوعي، ماذا يريد الامريكان من وراء حرب غزة.. وما يسعون الى تسوية سياسية للقضية الفلسطينية على حساب الاردن.
لا ارى ان القضية الفلسطينية ازمتها وعقدتها اقامة دولة في الضفة الغربية وقطاع غزة.. ومهما كان شكل الدولة، فهي مشروع لنخب فلسطينية سياسية سواء فتحاوية او غيرها. و حل الدولة والدويلة والكانتونات الفلسطينية لا يحل مشكلة شعب مهجر و مدمر، ومجتع يتعرض الى ابادة، ومجتمع تمحى ذاكرته الوطنية، وتستبدل بأوهام وخرافات السلام وغيرها. بلا شك ان قوى المقاومة تدرك خطورة اللحظة الفلسطينية. ويقع على عاتقها مسؤولية وطنية تاريخية لحماية حقوق الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات، وحماية وحدته، وهويته النضالية وتاريخه وذاكرته الوطنية.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :