إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

تاجر الفج العميق


عمان جو- فايز شبيكات الدعجه
  لم يفرح اهل الحي مثلما فرحوا بنبأ تعرض تاجرهم  للسقوط، وتشوه وجهه على ذلك الشكل المثير للضحك، فاتخذوه هُزُوا، وضحكوا كلهم حتى بدت نواجذهم، وانتزع احتقارهم وشماتتهم بالاجماع.
  كان باختصار يغشهم ما استطاع الى ذلك سبيلا، ويتلاعب بالاسعار، ويبيعهم طعام فاسد، وبضاعة منتهية الصلاحية او على وشك الانتهاء،لا يمهل الدائنين، ولا يعترف بالحالات الانسانية، وكانت مسموعاته الاخرى جيده لكن الى حد ما.
بيد انهم  كانوا ملزمون على التعامل معه لعدم توفر بديل آخر  او خيار ، ذلك انه التاجر الوحيد ،وهو الذي يؤمن لهم احتياجاتهم من غذاء ولباس، واغلب مسلتزمات الحياة وادوات البيت،  وحتى العمل في ذلك الفج الزراعي العميق، وقد كفاهم مشقة السفر لاحضارها  من مناطق نائية، وكان متنوع التجارة فلديه سوقه المصغره وفيها كل ما يطلبون.
    ذات صباح  كان منهكا مرعوبا معلق في اعلى السلم ويتأرجح ويوشك على السقوط ويكافح للنجاه، كان طرف ثوبه قد نشب بأحد زوايا اعلى السلم وكان يتمسك بلا جدوى بما على الرف لكنها تتساقط، وكلما امسك بشيء  سقط، ويمسك بغيره فيسقط ايضا ويكاد يهوي  للارض . واخذ السلم ينزلق ويميل بما عليه ما بضاعة وحمل ثقيل .
  وبينما كان يلوح هو وسلمه في الهواء وينهمر  العرق من جسده  في آب اللهاب ، حتى كاد يغرق ارضية المكان، وقد تعب فخارت قواه  واوشك على الاستسلام للقدر، وبينما هو كذلك ولج ولد وطلب من فوره علبة سردين، مضيفا انه يريدها صالحة للاستهلاك البشري وغير منتهية الصلاحية، وابلغه انه سوف يتأكد  من ذلك بنفسه قبل القيام بعملتي الدفع والاستلام،. نظر اليه الشايب بغضب والشرر يتطاير من عينيه وتوعده بالويل ما ان يهبط الى الارض،  لكن الولد سخر من هذا التهديد مكرر الطلب وكان الرجل لحظتها يكاد يقع  وقال.. لا عليك، هذا إن نجوت، واستأنف طلب العلبه على سبيل الشماته، غير انه التفت اليه ورد .. ابوك لابو السردين يا ابن الذين..  فاكتفي الشقي بالضحك واتكأ  على  زاوية  الباب يرقب المشهد، وكيف سيسقط هذا اللئيم.
  وتطور الموقف عندما بدأ سروال التاجر بالهبوط التدريجي وبانت اطراف ما هناك،  ما زاد من قهقهات الولد، غير ان رجلا جاء وانقذه من المأزق، واول ما قام به قذف الحذاء على الولد الذي فَر  فاخطأ الهدف، ولحق به بلا جدوى، فتوقف ليستدير ويمطره بوابل من الحجاره اصابت وجه الغشاش ووضعت به علامه قبيحة وتركته لايام  على ذلك الحال الذي اضحك زبائنه الكرام.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :